الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفنون الرملية تغرق داخل قارورة

الفنون الرملية تغرق داخل قارورة
4 يونيو 2010 21:53
ألوانها الزاهية وتشكيلاتها المبهجة وهيئتها الأنيقة وأحجامها المتعددة؛ ليست الأسباب الوحيدة التي تولد الدهشة لدى من يراها. بل تطلق المفاجأة أجنحة السؤال: كيف يمكن للكثبان الرملية وقوافل الجمال وأشجار النخيل أن تُسجن داخل آنية زجاجية؟! بر وبحر وبيئة تراثية متنوعة تلهم المبدعين من الهواة والمحترفين من فناني التشكيل الرملي أن يرصدوا تلك التفاصيل خاصة قوافل الإبل والخيول والصقور والحصون والبراجيل والنخيل وغيرها من معالم العاصمة الحسناء أبوظبي ويدخلونها القوارير كأعجوبة من أعاجيب الفنون الجميلة، تحديداً “التشكيل الرملي”. .. وهو فن جديد تعشقه الناس وتنجذب إليه عيونهم من كل الجهات إذ يثير لديهم الاستغراب والإعجاب بالإبداع والبراعة والجمال.. فعلى الرغم من بساطة ما يقدمه فنان التشكيل الرملي إلا أن سراً ما يكمن داخل الزجاجة يجعل الناظر إليها متلهفاً لاقتنائها. يتاح للمتسوقين وزوار المراكز التجارية مشاهدة بعض فناني التشكيل الرملي خلال إنجازهم للزجاجات الرملية، ومتابعة الخطوات التي يتبعها الفنان حين إنجاز الزجاجة، وتبدأ في اختيار الزجاجة حسب طلب الزبون، ثم كتابة الاسم المراد أو العبارة المطلوبة داخلها. كما يتم عمل المناظر الطبيعية والعبارات التي يناسب رسمها بالرمل داخل الزجاجة. إضافة إلى ضغط الرمل داخلها ضغطاً محكماً لمنع تخريب المنظر المرسوم بالرمل عند التحريك المفاجئ أو عند النقل من مكان إلى آخر. ويغلق الزجاجة من الأعلى لمنع تسرب الرمل منها وبذلك يحافظ على المنظر الداخلي ضامناً بقاءه -ربما- لعدة سنوات. وعادة يرسم فنان التشكيل الرملي على هذه القوارير الزجاجية مجموعة من أشجار النخيل أو المناظر الطبيعية الجميلة في أبوظبي من واحات نخيل أو تشكيلات زهور أو جبل حفيت في العين، والتي تعبر عن جمال البلاد، كما يرسم بالرمل مناظر مستوحاة من التراث المحلي كدلال القهوة والفوانيس والمندوس ونقوش أطباق السرود. أو مناظر الصحراء كالجمال والصقور والخيول، مما يجعل زوار المراكز التجارية والسياح يحبونها ويطلبونها كونها تشكّل تذكارات عن أبوظبي وأجوائها. تتسم معظم المهن والهوايات الفنية على حد سواء بخصوصية محددة، كما تستلزم مجموعة أدوات خاصة لإنجازها. عن ذلك يقول فنان التشكيل الرملي مهند أحمد، خلال إنجازه إحدى الزجاجات الرملية في فناء مركز تجاري بأبوظبي: “أثناء أدائي لهذا الفن أجمع الرمال الملونة وأحاول إدخالها على هيئة طبقات في أوان زجاجية صغيرة، مثل زجاجة الماء الصغيرة أو قارورة العطر وغيرهما، وهناك أوان زجاجية ذات عبوات وأحجام مختلفة. وبالطبع أستخدم رمالاً ذات نوعية ناعمة جداً وهي خاصة لممارسة هذا الفن، منها رمال “الكوارتز” ورمال “المازار” المصنعة والمعالجة، حيث يتم تنظيفها وتلوينها وصبغها. كما أستخدم مجموعة أصباغ وأحبار وقمعاً حديدياً يمكنني من إسقاط الرمال داخل الزجاجة، وبعض الأسلاك المعدنية ومواد لاصقة وريشة للتخطيط، خاصة في حالة الكتابة داخل باطن القوارير وهو فن أو مرحلة صعبة من هذا الفن الرملي تتطلب الدقة. إلى ذلك يعتبر فن التشكيل الرملي أحد أقدم الفنون في العالم، تقول في ذلك مريهان الشناوي- فنانة تشكيل رملي: أول من عرف هذا الفن هم الفراعنة، وقد مارسوه في احتفالات خاصة بأعياد آلهتهم، إذ كانوا يفترشون جانباً من شاطئ البحر ويرسمون بالرمال لوحات ملونة أو يزينون الأواني الزجاجية بلصق الرمال على سطحها. كما عرفه “الأنباط” إبان اكتشافهم الساعة الرملية. وكانت النساء تمارس هذه الحرفة لما تتطلبه من فن وتأنق وصبر وتحمل. فيما يمارسه اليوم بعض سكان الريف الأوروبي خاصة المناطق التي تتوافر فيها المواد الأساسية لإنجاز هذا الفن.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©