السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صقور إدارة بوش افتعلوا أزمة كوريا الشمالية بالتلاعب بمعلومات الاستخبارات

5 أغسطس 2008 01:45
يتهم كتاب جديد يصدر هذا الأسبوع صقور إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش بالتسبب في أزمة الملف النووي الكوري الشمالي من خلال التلاعب بمعلومات استخباراتية، الأمر الذي يذكّر بالجدل حول الحرب في العراق· وذكر الصحفي السابق في شبكة ''سي إن إن'' مايك تشينوي في كتابه أنه تم تسييس تقارير استخباراتية حول سعي كوريا الشمالية لامتلاك عناصر تستخدم في تخصيب اليورانيوم من أجل تصوير النظام الشيوعي على أنه يدير منشأة نووية ناجزة قادرة على تطوير قنبلة نووية· وأصدر تشينوي الذي يعمل الآن في مجلس المحيط الهادئ للسياسة الدولية الذي يتخذ من لوس أنجلوس مقراً له كتابه بعنوان ''القصة الحقيقية لأزمة الملف النووي الكوري الشمالي من الداخل'' (ميلتداون: ذي اينسايد ستوري أوف ذي نورث كوريان نيوكليار كرايسيس) بعدما تمكن من الاطلاع بشكل غير مسبوق على معلومات وافية خلال 41 رحلة قام بها إلى هذا البلد ومائتي مقابلة أجراها في واشنطن وسيول وطوكيو وعواصم آسيوية أخرى· ويكشف الكتاب أن أجهزة الاستخبارات الأميركية رصدت في عامي 2002 و3002 مساعي كورية شمالية للحصول على إجزاء يمكن استخدامها في عمليات تخصيب اليورانيوم، غير أن الأمر كان لا يزال في مرحلة السعي للحصول على المعدات· وكتب الصحفي السابق أنه لم تكن هناك معلومات استخباراتية جديرة بالثقة بأن كوريا الشمالية لديها فعلاً منشأة قادرة على إنتاج قنابل نووية· وتابع الكتاب أن هذا لم يمنع المحافظين المتطرفين الساعين لإسقاط ''اتفاق إطار'' حول الطاقة النووية أبرم مع كوريا الشمالية في عهد الرئيس بيل كلينتون، من اغتنام المسألة لإثارة مواجهة مع هذا البلد· وأوضح البيان أن مساعد وزير الخارجية آنذاك جيمس كيلي تلقى تعليمات بعدم التفاوض خلال رحلته إلى بيونغ يانغ في أكتوبر 2002، بل بالاكتفاء بإبلاغ الكوريين الشماليين بوجوب التخلي عن برنامجهم النووي قبل القيام بأي خطوة إضافية· كما قضت تعليماته بعدم مراعاة اللياقات الدبلوماسية السارية مثل إقامة مأدبة لمضيفيه الكوريين الشماليين أو رفع نخب وإلقاء كلمة صغيرة خلال إفطار يقيمه له الكوريون الشماليون لدى وصوله· وأذيع آنذاك أن الكوريين الشماليين اعترفوا لكيلي بامتلاكهم برنامجاً لتخصيب اليورانيوم مما حمل الولايات المتحدة على اتخاذ سلسلة من الخطوات التي قادت إلى تدهور العلاقات، وعلى الاثر استأنفت بيونغ يانغ برنامجها النووي وأعلنت عام 6002 أنها أجرت تجربة لقنبلة نووية· غير أن تشينوي الذي قابل معظم أفراد الوفد المرافق لكيلي، أكد أنه لم يجد أي أدلة على أن الكوريين الشماليين أقروا صراحة بامتلاكهم مثل هذا البرنامج· وقال لوكالة فرانس برس ''من المثير للاهتمام أن تكون المحاضر بقيت طي الكتمان، لكن يبدو أن مسؤولاً كورياً شمالياً استخدم لغة أكثر التباساً بكثير، وقدم عرض تفاوض رفضه كيلي''· وتابع تشينوي ''من الواضح أن ثمة نقاط تشابه ونقاط اختلاف مع الجدل الذي نتج عن التقارير الاستخباراتية في العراق، لكن خلافاً للعراق، فإن المعلومات الفعلية التي كانت بحوزة الأميركيين في كوريا الشمالية في ربيع وصيف 2002 كانت متينة''· وتابع ''لكن مزيجاً من السياسات الداخلية والتبسيط الإعلامي أثار انطباعاً بأنها مختلفة إلى حد ما عن الواقع''· ووجد وزير الخارجية آنذاك كولن باول نفسه في صراع مع أجهزة الاستخبارات بشأن كوريا الشمالية، وهو الذي كان اكتشف أنه استخدم معلومات استخباراتية أميركية مريبة بشأن أسلحة الدمار الشامل التي اتهم العراق بحيازتها واستخدمت حجة لاجتياحه عام 3002· وقال باول عن الصقور المعارضين للانفراج مع كوريا الشمالية ''أرادوا استخدام ذلك لتأكيد أن الكوريين الشماليين كانوا مخادعين وخالفوا الاتفاق الإطار مؤكدين (لطالما قلنا لكم انها فكرة سيئة)''· ويوثق الكتاب الواقع في 504 صفحات التبدل في الموقف الأميركي حيال كوريا الشمالية الذي سجل خلال ولاية بوش الثانية، مورداً معلومات أوفى مما نشر حتى الآن بهذا الصدد· ويعرض كيف سيطر كريستوفر هيل الذي خلف كيلي على عملية تحديد السياسة، أولاً بمخالفته تعليمات من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وعقده لقاءات ثنائية غير مأذون بها مع الكوريين الشماليين، ثم بعد الفوز بتأييد رايس من خلال السيطرة على المعارضين المتشددين للانفراج بمن فيهم المعارضون في مكتب نائب الرئيس ديك تشيني· وساهم هيل في تحريك المفاوضات السداسية التي حملت كوريا الشمالية على إغلاق مفاعل يونغبيون النووي الذي كان ينتج مادة البلوتونيوم المستخدمة في صنع قنابل نووية· وتحث إدارة بوش حالياً كوريا الشمالية على تفكيك ترسانتها النووية وتسليم كل أسلحتها النووية لقاء تطبيع العلاقات معها وتقديم ضمانات أمنية لها· ورأى تشينوي انه ''من المثير للسخرية هنا كيف أن سعي المتطرفين للضغط على كوريا الشمالية لحملها على التخلي عن القنبلة، أوجد في الواقع ظروفاً حولت كوريا الشمالية إلى قوة نووية وجعلت عملية تفكيك برنامجها النووي أصعب بكثير مما لو اعتمدوا مقاربة مماثلة منذ البداية''·
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©