السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زايد أرسى الرؤية المستقبلية كقائد.. وخليفة يسير على نهجه

زايد أرسى الرؤية المستقبلية كقائد.. وخليفة يسير على نهجه
12 أكتوبر 2009 01:21
أكّد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تنعم بالأمن والأمان والاستقرار، مشيراً سموه إلى أن ذلك حقق التطور والرفاهية للمواطنين والمقيمين على أرضها. وأكّد سموه، في لقاء خاص مع قناة أبوظبي بمناسبة الإعداد للفيلم الثاني من سلسلة الأفلام الوثائقية التي ينتجها التلفزيون عن «بناة الإمارات»، أن القرارات التي يصدرها المجلس الأعلى للاتحاد تصدر بالتشاور والتراضي بين أصحاب السمو أعضاء المجلس. وقال: الحمد لله أن دولة الإمارات وفقها الله بأول رئيس لها هو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمة الله عليه- خدم البلاد وأعطى وبذل من أجلها الغالي والنفيس، ومن بعده يسير على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الذي وصفه بأنه «الإنسان الطيب الكريم.. الذي يحب الخير لبلده.. والحمد لله هذا من حظ الإمارات». وفيما يلي نص المقابلة: * في أول وزارة اتحادية توليتم وزارة الزراعة والثروة السمكية.. وثمة رأي يقول إن اختياركم لهذه الحقيبة جاء انطلاقاً من أن إمارة الفجيرة بلد زراعي ويمتلك خبرة في ذلك، كيف ترون سموكم هذا الأمر؟ وماذا تقول لنا عن عملكم في وزارة الزراعة والثروة السمكية في تلك الفترة المبكرة من عمر الدولة؟ ** أجاب سموه: ربما كان هذا الرأي صحيحاً من واقع أن جزءاً كبيراً من مواطني الفجيرة كانوا يعملون في الزراعة والثروة السمكية، وفي بداية الاتحاد لم تكن الوزارات مجهزة، ولم تكن فيها كوادر خاصة الموطنين، مشيراً إلى أنه تمت الاستعانة بموظفين من مكتب التطوير لتصريف أمور الوزارة مثل جميع الوزارات، حيث كنا نعاني كثيراً نقص الكوادر الفنية والكوادر الموطنة، ولكن -الحمد لله- عملنا واستطعنا بناء الوزارة وبنينا بنيتها الأساسية وهيكلها التنظيمي. شخصيات تاريخية * عملتم سموكم إلى جانب ثلاث من الشخصيات العظيمة المؤسسة لدولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور لهم: الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والشيخ محمد بن حمد الشرقي، حدثنا عن رؤيتك لهذه الشخصيات؟ ** أجاب سموه: رحمة الله عليهم جميعاً، الحقيقة، أن هذه الشخصيات تعتبر شخصيات تاريخية، وكانوا كلهم عظماء، كانوا الأساس الذي قام عليه الاتحاد، وبذلوا جهداً كبيراً في فترة ما قبل الاتحاد، حيث امتد الحراك السياسي لسنوات قبل إعلان الاتحاد، وكان الدور الأبرز -بلا شك- للشيخ زايد -رحمه الله- الذي وضع كل الأشياء في محلها، بجانب إخوانه في تلك الفترة الذين أسسوا الاتحاد الذي انطلق -والحمد لله- بعد أخذ ورد ونقاش حتى اقتنع الجميع بمقوماته. * صاحب السمو.. حدثنا عن علاقتكم بالمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد؟ ** أجاب سموه: علاقتي بالشيخ زايد -رحمة الله عليه- كانت علاقة الابن بوالده، كان، والحمد لله، يرتاح لي كثيراً، وكان يقول لي أشياء لم أكن أملك الخبرة بشأنها.. وكان يوجهني.. وفعلاً كان كلامه صحيحاً سواء ما يتعلق بالماضي أو بالمستقبل، كان يقول سوف يصير كذا ويصير كذا.. كان يمتلك الرؤية المستقبلية كقائد.. في الحقيقة لقد تعلمت منه الكثير. * حدثنا عن علاقتكم بالوالد المغفور له الشيخ محمد الشرقي؟ ** أجاب سموه: الوالد، الله يرحمه، كان مهتماً بي خاصة في التعليم.. لقد أصر على أن يرسلني إلى الخارج عام 1967، لكي أتعلم في مجالات كثيرة.. وكان هو الموجه لي بحق، وأول ما سافرت إلى بريطانيا تعلمت اللغة الإنجليزية وبعدها التحقت بأكاديمية الشرطة ومن ثم درست العلوم العسكرية وبعدها درست العلوم المدنية ودرست الاقتصاد والدستور البريطاني، فهذه المجالات كلها درستها تحقيقاً لرغبة وتوجيه الوالد، رحمة الله عليه. * أرسلكم الوالد للدراسة، موصياً سموكم بالتزام التقاليد والآداب العربية.. هل كان يحدثكم بشكل مباشر في هذا الشأن؟ ** أجاب سموه: نعم هذا صحيح.. دائماً كان الوالد، يرحمه الله، يقول إن في الغرب عادات وتقاليد جيدة، وفيها عادات وتقاليد غير جيدة، فانتبه وخذ الجيد لك واترك غير الجيد. * ماذا تتذكر سموكم عن فترة وجودكم في الغرب في ستينيات القرن الماضي؟ ** أجاب سموه: في هذه الفترة كان العرب في بريطانيا قليلين مقارنة باليوم.. اليوم طبعاً الطلاب كثر من الدول الخليجية والعربية.. ولم يكن الإنجليز يعرفون تقاليدنا وعاداتنا، وكنت أجد صعوبة في كثير من الأمور حتى الأكل؛ لأنه في هذه الفترة لم تكن هناك مطاعم عربية ولا أكلات عربية، وكانت أياماً أمضيناها والحمد لله. * هل تذكر زملاء دراسة من هذه الفترة، وهل مازالت العلاقة معهم مستمرة حتى الآن؟ ** أجاب سموه: كان يوجد وقتها كثير من الإخوة المواطنين أبناء الإمارات ومن دول الخليج، كنا ندرس معاً، أذكر جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وغيرهم كثر. * فترة دراستكم في بريطانيا، كانت فترة ضجيج سياسي كبير، بعد عدوان 67 ضمن منظومة الصراع العربي- الإسرائيلي، بشكل عام كيف كان انعكاس هذا الوضع على وجودكم كعرب ومسلمين في بريطانيا؟ ** أجاب سموه: كما قلت العرب كانوا قليلين، وكان الإنجليز كشعب غير متفهمين لعاداتنا وتقاليدنا وحتى قضيتنا العربية وليس الحكومة البريطانية، وكان الوضع الإعلامي ليس في مصلحة العرب، ولم أكن في هذه الفترة موجوداً في العاصمة لندن، كنا في مدن صغيرة وكانت المعيشة أسهل فيها من لندن. * هل تذكر أحداً من الأساتذة البريطانيين الذين درستم على أيديهم في تلك الفترة؟ ** أجاب سموه: نعم أذكرهم، وكنت على اتصال معهم وبعضهم وافته المنية. * أنتم أحد أبناء الإمارات والعالم العربي الذين تعلموا في الغرب، فكيف ترى الغرب وكيف أثرت فيكم فترة وجودكم هناك في نظرتكم للعالم وللحكم؟ ** أجاب سموه: للغرب طباع أيديولوجية تختلف عنا نحن العرب وعن سياستنا، في التعليم مثلاً يختلفون عنا تماماً، عندهم إخلاص في تعاملهم أكثر، عندهم صدق في المعاملات، سبحان الله، كأن تعاليم ديننا الحنيف موجودة عندهم، في الحقيقة ترى فيهم أشياء كثيرة تجذبك، أعطيك مثالاً، الدستور البريطاني ليس مكتوباً، إنه مأخوذ من عادات وتقاليد مضت، فانظر كيف وصلت العادات والتقاليد إلى أن تصبح دستوراً. مرحلتا الطفولة والصبا * صاحب السمو لنعد إلى الفجيرة في تلك الفترة، ماذا تذكر حول طفولتكم وصباكم في الفجيرة، خاصة في الفجيرة القديمة؟ ** أجاب سموه: الحمد لله، لقد حافظنا على الفجيرة القديمة من الهدم.. وأتذكر وأنا في طريقي من البيت إلى الدوام رأيت أحد موظفي البلدية ورأيت السيارات والبلدوزرات في طريقها لكي تهدم مساكن الفجيرة القديمة لكي يبنوا مكانها مساكن شعبية، رغم أنه كانت هناك مساحات كبيرة من الأراضي الفضاء في أماكن أخرى في ذلك الوقت، لقد سحبت هذه المعدات وقلت لهم: اتركوا هذه المدينة القديمة، والحمد لله أنقذناها من الدمار. وأضاف سموه: كنا ندرس القرآن الكريم في البداية.. وكنا نتنقل مشياً على الأقدام، لم يكن توجد وقتها سيارات، كنا نتنقل ونحن نحمل أغراضنا وكتبنا وكان الأستاذ في تلك الأيام يعاقب الدارسين، وكان يعامل الجميع بمساواة هذه أتذكرها. * هل كنت تعامل بتميز كابن لحاكم؟ ** لا.. ولهذا كنت أعاقب حالي مثل حال بقية الأطفال. * توليتم منصب رئيس الشرطة والأمن العام في الفجيرة، إلى جانب منصب ولي العهد في الإمارة، من واقع تلك الفترة، كيف ترى الفجيرة قديماً وكيف تراها الآن؟ ** أنا توليت الشرطة فترة قصيرة جداً بعد عودتي من الدارسة وقبل قيام الاتحاد، حيث تركت هذا المنصب وتوليت مهام وزارة الزراعة عقب إعلان الاتحاد، وطبعاً البلاد كانت بسيطة، والناس كانوا قليلين وبسطاء، مشاكلهم قليلة جداً وأيضاً كان عدد أفراد الشرطة قليلاً، فلا تعقيدات في المحاكم ولا توجد قضايا معقدة مثل قضايا اليوم، وفي تلك الأيام في الفجيرة، كانت القضية تنتهي بكلمة بسيطة ودون محاكم. لحظة إعلان الاتحاد * على ذكر قيام الاتحاد، أود أن أسألكم يا صاحب السمو، أين كنتم لحظة إعلان الاتحاد، وماذا كان شعوركم خلال هذه اللحظة؟ ** أجاب سموه: أنا كنت مع الشيخ زايد، رحمه الله، وإخوانه حكام الإمارات في دبي لحظة الإعلان عن الاتحاد.. في الحقيقة، كانت لحظة لا توصف، لا من جانبنا ولا من جانب المواطنين ولا من جانب العرب المقيمين في تلك الفترة، والكثير من الإخوة العرب ساعدونا في ترتيب الأمور الدستورية والقانونية الخاصة بالاتحاد الذي ضم سبع إمارات بقيادة الشيخ زايد رحمه الله. ونحن نقدر جهودهم في هذا المجال.. لقد كان شعوراً لا يوصف بمجرد الفرحة، وكنا نتمنى اتحاداً تساعياً.. لكن الشقيقة قطر والشقيقة البحرين اختارتا طريقهما. * التطور الذي تشهده إمارة الفجيرة وشقيقاتها يضع على عاتق الجيل الجديد مسؤوليات قد تكون مختلفة عن مسؤوليات الجيل المؤسس للاتحاد.. فماذا يقول سموكم للجيل الجديد؟ ** أجاب سموه: أقول لهم عليكم بالتعليم ثم التعليم ثم التعليم؛ لأنه أساس كل شيء، ثم لا ينسوا ماضيهم؛ لأنهم لو نسوا ماضيهم والعادات والتقاليد الجيدة من الجيل الذي سبقهم سيوجد خلل؛ لأن البلد فيه عادات وتقاليد حسنة لا بد أن تستمر.. ويجب أن نحافظ عليها جيلاً وراء جيل، وعادات وتقاليد غير حسنة المفروض ألا تستمر. * دائماً يقال إن المرأة نصف المجتمع.. وكما نعلم فقد وضع الدين الإسلامي الحنيف المرأة في مكانة سامية.. كيف ترون كإنسان وكرجل وكحاكم المرأة في الإمارات؟ ** أجاب سموه: يقال إن المرأة نصف المجتمع.. لكنها في الإحصاء الأخير كانت أكثر من النصف «52 في المائة»، والمرأة في الإمارات أخذت في السنوات الأخيرة مركزاً متقدماً جداً في مجال العمل، وفي كل المجالات السياسية والاجتماعية وغيرها.. لقد أخذت حقها بالكامل في اعتقادي. * حينما تلجأ إليكم امرأة في مشكلة ما.. هل تنحاز إليها أكثر؟ ** أجاب سموه.. بالنفي.. وقال.. أنا أنحاز إلى الحق لا للمرأة ولا للرجل. في لقاء سموكم وعضوات المجلس الوطني الاتحادي.. تحدثتم عن التركيبة السكانية.. واقترحتم مجلساً أعلى للتخطيط في الدولة.. حدثنا عن رؤية سموكم لهذا الشأن؟ ** أجاب سموه: الحقيقة أنا مهتم مثلي مثل أي مواطن بالتركيبة السكانية، وهذه القضية خطيرة، ويجب أن نعالجها بحكمة من خلال خطة على المدى الطويل. لقد تكلمت أيضاً عن المجلس الأعلى للتخطيط يعني التخطيط الشامل لكل الإمارات.. وليس تخطيطاً لكل إمارة بمفردها.. وأعتقد أن ما ينفعنا هو خطة شاملة في إطار هذا المجلس. * في اللقاء نفسه، تحدثتم عن تعدد توجهات التعليم في الدولة، وقلتم إن ذلك قد يؤثر على مسيرة التعليم.. حدثنا أيضاً عن وجهة نظر سموكم في هذا الموضوع؟ ** أجاب سموه: مازلت عند رأيي؛ لأني في الحقيقة أعتقد أن التعليم يجب أن يخطط لمسيرته، وعندما تخطط الدولة للتعليم، تخطط على أساس أن التعليم موحد من خلال خطة للدولة من أكبر مدينة وحتى أصغر قرية: المدرسة.. المناهج. * ترأستم وفد دولة الإمارات العربية المتحدة في قمم ومؤتمرات عربية وعالمية، منها على سبيل المثال: قمة عدم الانحياز، وقمة الأرض، ومؤتمر حوار الأديان.. من واقع هذا التمثيل: كيف ترون موقع دولة الإمارات العربية المتحدة عربياً وإقليمياً ودولياً؟ ** أجاب سموه: الحقيقة تبوأت دولة الإمارات موقعاً محترماً جداً والجميع يقدر ويحترم مكانتها، سواء الإخوة العرب أو دول أفريقيا أو الدول الإسلامية أو دول عدم الانحياز أو غيرها من الدول، دائماً الإمارات في موقع محترم؛ لأنها دولة تحترم قوانينها وتحترم الآخرين، والحمد لله دولة الإمارات تبوأت مكانة راقية في نظر الجميع. حوار الأديان حول رأي سموه في موضوع حوار الأديان والتعايش بين الديانات والعقائد في العالم، قال: مؤتمر حوار الأديان عقد عدة اجتماعات، والحقيقة أن الجميع يعرفون أن ما أنزله الله سبحانه وتعالى، خير للبشرية وليس لبشر دون آخر؛ لأن الكل عباد لله.. والدين الإسلامي والمسيحي واليهودي شرعة الله.. واجتماعات مؤتمر حوار الأديان تبشر بالخير وتضع الأمور في موضعها الصحيح. وأعرب عن تمنياته بأن تساعد مثل هذه المؤتمرات على مكافحة ظاهرة التطرف سواء أكانت من مسلمين أو مسيحيين أو يهود. مشروع لنقل الغاز والبترول * ثمة مشروع لنقل الغاز والبترول من أبوظبي إلى الفجيرة.. كيف ترى سموكم هذا المشروع الحيوي، ومدى تأثيره على التكامل الاقتصادي بين إمارات الدولة، وتأثيره على اقتصاد وتطور إمارة الفجيرة؟ ** أجاب سموه: الحقيقة خط الغاز يأتي بهدف إنتاج الماء والكهرباء، وهو الآن في مرحلته الأولى، حيث سيذهب جزء كبير من الإنتاج إلى أبوظبي، والمشروع سينتج يومياً 200 مليون جالون مياه، والمرحلة الثانية سوف تنتهي ربما السنة المقبلة ليصل إنتاج المياه يومياً إلى 300 مليون جالون، بالإضافة إلى 2000 ميجاواط كهرباء.. وأعتقد أن هناك حديثاً عن مرحلة ثالثة للمشروع. وأضاف سموه: طبعاً خط الغاز هذا يوازيه خط بترول للتصدير.. وهناك أيضاً فكرة لإنشاء مصفاة لحكومة أبوظبي في الفجيرة.. وهذا جعلنا نعيد تخطيط المنطقة الجنوبية لإمارة الفجيرة؛ لتكون للصناعات الثقيلة وشبه الثقيلة.. والمنطقة الشمالية للإمارة القريبة من دبا، ستكون منطقة سياحية وستضم مشاريع سياحية كالفنادق وغيرها.. والآن يجري بحث تعميق ميناء الفجيرة إلى عمق 18 متراً.. وقليل من الموانئ لديها هذا العمق، أو إنشاء ميناء آخر إلى جانبه يخدم صناعة البترول ومشتقاته، بالإضافة إلى تزويد السفن بالوقود وصيانتها. وميناء الفجيرة يعتبر الثاني من أكبر ثلاثة موانئ في العالم تقدم هذه الخدمات الأول سنغافورة والثاني الفجيرة والثالث روتردام.. وهذا طبعاً سيعود بالخير على اقتصاد الإمارات بصفة عامة وإمارة الفجيرة بصفة خاصة. * العالم، كما يقولون، أصبح قرية واحدة.. والأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم أثرت على جميع الدول تقريباً: كيف ترى سموكم هذا التأثير في إمارة الفجيرة ؟ ** أجاب سموه: الحقيقة إمارة الفجيرة جزء من إمارات الدولة، وطبعاً هي جزء من العالم الذي أصبح مثلما ذكرت قرية واحدة.. وفي اعتقادي أن الأزمة الاقتصادية كانت ستحدث؛ لأن الحياة دائماً تمضي في دورات، ولكن لا أحد كان يعرف متى ستحدث الأزمة، مع أنه كان معروفاً أنها ستحدث، مثلما تطلع الشمس صباحاً، ثم تصبح قوية في الظهيرة.. وفي المساء تصبح ضعيفة، وفي الليل يصير الظلام، وبالتالي فالدورة الاقتصادية العالمية كذلك.. فلا بد من مؤشرات تصعد وتهبط، وقد صار الأمر وتأثرت دول العالم كلها.. تأثرت دول الخليج.. تأثرت دولة الإمارات، ولكن الحمد لله.. أنا متأكد أن الأمور ستعود إلى طبيعتها مرة أخرى، وإن شاء الله نكون قد تعلمنا. * بماذا تحلم لإمارة الفجيرة وللإمارات العربية المتحدة في المستقبل؟ ** أجاب سموه: أتمنى الأمن والأمان؛ لأنهما هما شريان الحياة بالنسبة للجميع، فأمن المنطقة وأمن الإمارات فوق كل شيء.. وسيكون على مر الأيام والسنين، ويجب أن نحافظ عليه. * هل سموكم متفائل بمستقبل العالم العربي في ظل كل هذه الأزمات التي تعصف به؟ ** أجاب سموه: نعم متفائل، وقد تقول هذا غريب، ولماذا أنا متفائل.. لو ترجع للتاريخ.. في منتصف القرن الماضي.. ترى دول العالم العربي مفككة، مستعمرة.. وبعد ذلك تطورت دوله كثيراً.. وفي اعتقادي أن السنوات الخمسين المقبلة ستكون مختلفة عن التي مضت. * لو أردنا أن نذهب الآن إلى أعز مكان إلى قلب سموك في الفجيرة.. فما هو هذا المكان الذي ستقول لنا اذهبوا إليه؟ ** أجاب سموه: مكان مولدي، وهو بيت صغير. * ماذا يغضب صاحب السمو كإنسان؟ ** الظلم.. لا أستطيع أن أرى إنساناً مظلوماً ولا يؤخذ له الحق.. وهذا في الحقيقة يغضبني كثيراً. * كيف ترى قيادة الإمارات العربية المتحدة الآن ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان؟ ** أجاب سموه: في الحقيقة، نحن في الإمارات محظوظون بأن الشيخ زايد، رحمه الله، كان رئيساً للدولة، حيث أعطى كل ما عنده.. ثم تولى رئاسة الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، الإنسان الطيب الكريم.. الذي يحب الخير لبلده.. والحمد لله هذا من حظ الإمارات. * صاحب السمو: ماذا تقول لمشاهدي تلفزيون أبوظبي في نهاية هذا اللقاء؟ ** أقول لهم: إن تلفزيون أبوظبي مر بمراحل عديدة جيدة.. وهو في وقته الذهبي حالياً.. وإن شاء الله يأتي وقته الألماسي.. ويكون في المستقبل أفضل كثيراً.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©