قرويون يمنيون يتحولون إلى زراعة الجوافة بدلاً من «القات»

أعلنت محافظة إب في أغسطس الماضي ضم منطقة العدين التي تشمل (وادي عنة ووادي الدور) إلى قائمة المحميات الطبيعية في المحافظة وذلك بهدف رفع مستوى الحماية البيئية والحفاظ على الموارد الزراعية والطبيعية والتنوع الحيوي للكائنات الحيوانية والنباتية التي تزخر بها المنطقة. وقد جاء الإعلان على هامش المهرجان السياحي السنوي السابع لمحافظة إب. منتجعات ومتنزهات تقع العدين في محافظة إب الواقعة وسط اليمن، وهي مكسوة بالغطاء النباتي الكثيف المتمثل في مئات الأنواع من الأشجار ومنها (الطلح والسدر والحلص والسنف والذراح والخروع والصبار والإيكي والعدنة وبصل الحنش والسمر). كما توجد في المحمية العشرات من أنواع الحيوانات البرية مثل (الأرانب البرية والقنافد والثعالب)، وكذلك الطيور ومنها (الصقر والعقاب والهدهد) إضافة إلى أنواع عديدة من الزواحف والحشرات. وقد أكد نشوان الأكوع- نائب مدير مكتب الاستثمار بمحافظة إب «تشهد المحافظة حاليا تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع منتجع (وادي الدور) السياحي والذي تبلغ التكلفة الإجمالية مبلغ 280 مليون ريال على مساحة 100 ألف متر مربع. وأنه يضم مجموعة من الشاليهات والمنتزهات والملاهي وحدائق باستثمار محلي وتجري حاليا أعمال الدراسات الخاصة بتنفيذ مشروع فندق سياحي (4 نجوم) بمدينة إب بتكلفة إجمالية قدرها مليار ومئتي مليون ريال على مساحة أولية تقدر بنحو 32 ألف متر لأحد المغتربين اليمنيين». منع القات يشير جبران صادق باشا- رئيس لجنة التخطيط والتنمية المالية- محافظة إب إلى أن «المجلس المحلي في المحافظة أقر الواديين (عنّة والدور) محميتين طبيعيتين، ومنع زراعة القات بهما، نظرا لما تواجهه المنطقة من استنزاف في الأحواض المائية ولغياب زراعة الفاكهة التي تمد الناس بالغذاء. وحول استبدال أهالي الواديين زراعة القات بزراعة الفاكهة وفي مقدمتها الجوافة، يقول قاسم الجعشني- بائع فاكهة وخضراوات «اقتلع الأهالي في الأودية القات وزرعوا الجوافة، وقد نجحوا في تسويق محاصيلهم». وعن أهمية زراعة الجوافة للمواطن اليمني قال الجعشني: «أجزم أن المزارع الواحد في أودية العدين -موطن الجوافة- يمكن أن يحقق دخلا لا يقل متوسطه في العام عن مليوني ريال، بينما القات لا يدر عليه مليون ريال سنويا وهو -أي القات- السبب الرئيس لفقر الأسرة واستنزاف المياه وتدهور صحة الناس في المجتمع اليمني». فيما يعزو نجاح خطة زراعة الجوافة عوضا عن القات إلى قوة إرادة المجلس المحلي بمحافظة إب التي طرحت نتائج جيدة ووفرت فاكهة الجوافة في السوق». قيمة غذائية تتميز الجوافة بفوائد عديدة، سواء في ثمرتها أو جذعها، فهي علاج فعال للإسهال وتحتوي على نسبة قليلة من المواد السكرية، وقليل من المواد الدهنية والبروتينية، وكميات كبيرة من فيتامين أ وفيتامين ج إضافة إلى احتوائها على الأملاح المعدنية وأهمها: الكالسيوم والحديد والفوسفور. وتعتبر الجوافة أغنى الفواكه بفيتامين ج، وهي تحتوي على أكثر من 4 أضعاف ما يحتويه البرتقال. وتحتوي أيضا على مادة «الليكوبين» وهي مادة مضادة للسرطان حسب الدراسات المتخصصة. يقول بائع عصائر في سوق شعوب- صنعاء: «الناس في إب والعدين، خاصة أهالي الأودية فضلوا زراعة الجوافة لأنها من أهم النباتات العطرية. ويضيف: «تؤكل ثمرة الجوافة طازجة أو كشرائح محفوظة في محاليل سكرية أو مطبوخة أو كعصير أو مربى أو جيلي، أو بودرة الجوافة أو عصير مروق. كما يمكن استخدام زيت البذور كصلصة للسلطة كما تدخل تجاريا في صناعة الجبن والكاتشب وبعض المعلبات، ويمكن إعدادها كمشروب (عصير) فهو سهل للغاية. فكل كيلو جرام من حبات الجوافة يضاف إليه كوبان أو ثلاثة أكواب من الماء أو اللبن حسب الرغبة، وثلاث ملاعق من السكر البودرة وملعقة صغيرة من عصير الليمون الطازج. إذ تقطع الجوافة إلى قطع صغيرة بعد التخلص من قلبها الذي يحتوي على البذور. وتوضع في الخلاط الكهربائي مع الماء، أو اللبن. ويضاف إليه قطع الجوافة، ثم السكر والليمون ويخلط جيدا. يفضل بعد ذلك تعبئة العصير في إناء زجاجي ووضعه في الثلاجة، ليكون جاهزا ليتناوله أفراد الأسرة مثلجا طازجا». مصدر الكالسيوم تعتبر الجوافة كما يقول الدكتور جميل حسن: «مصدرا جيدا للكالسيوم والفسفور وفيتامين (أ)، ويشار هنا إلى أن اللون الوردي للب يرجع لوجود مادة «الليكوبين» وهي المادة التي تعطي الطماطم أيضا لونها الخاص وهي مادة يعتقد أنها تقي من السرطان بإذن الله، فالجوافة عبارة ألياف غذائية ذائبة مهمة للصحة، ويحتوي لبها على شيء من الأحماض العضوية الأخرى مثل حامض الليمون والماليك وغيرهما». ويضيف: «تتميز الجوافة بعدة فوائد صحية لأنها غنية بفيتامين (ج) وبنسبة عالية من السكر تبلغ حوالي 17% إلى جانب نسبة ضئيلة من المواد الدهنية والبروتينات، عدا أنها غنية بالأملاح المعدنية مثل الكالسيوم والفوسفور والحديد. كما تحتوي على نسبة من فيتامين «أ».