الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أملها في الدراسة

3 ابريل 2012
لا تكاد الابتسامة تملأ وجوههم، يشتكون من الهموم، ومن منغصات الحياة، لا ترى في أعينهم مساحات الفرح، ينقلون سلبيتهم لكل من يحيط بهم، دائمو الخصام مع أنفسهم، أكتافهم مثقلة بكل ما هو غير إيجابي، عند الاقتراب منهم تشعر بحالاتهم تتلبسك فتسري في أعماقك دون أن تدرك ذلك، مع رفضك القاطع لما يشعرون به من عدم تآلف مع تفاصيل اليومي، رغم ما لديهم من نعم، وأولى هذه النعم الصحة والسلامة، أغلب هذه الفئة تشارك أصدقاءها إن وجدوا الأخبار السيئة، ويتناقلون عبر الرسائل النصية القصيرة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي اقتراب فناء الأرض ومن عليها، فمن ييأس من الحياة، يتمنى أن تطويه الأرض بمن عليها، هكذا هو تفكير بعض من يلف السواد حياتهم. والمفارقة أن هناك أناسا يعانون من وجع وألم دائمين، فقدوا أصواتهم بعد أن نطقوا باسم الدنيا، ولزموا كراسي متحركة بعد أن ركضوا هنا وهناك، عند الاقتراب منهم تجدهم مبتسمين، سعداء بما حققوه في حياتهم، آمالهم مشرعة على العالم، لا تقف في وجوههم أي عراقيل رغم معاناتهم المستمرة، هكذا وضعتني حالة طالبة لزمت 11 سنة غرفة الإنعاش، لتحصل على الثانوية العامة سنة 2006، من خلال مدرسات ولجنة خاصة تمتحنها، ومازالت تبحث عن استكمال دراستها الجامعية، إذ لم يثنها المرض عن تحقيق رغبتها، بل زادها قوة وإصرارا على حب الحياة وانتزاع حقها في التعلم، كانت ومازالت نبراسا يضاء به طريق أناس كثر حولها، وقدوة لمن خارت عزيمتهم، استطاعت أن تلقن من حولها دروسا في الصمود وقوة الإرادة، ترفض أن تكون إنسانة في الظل، وكباقي الفتيات في سنها تعتني بنفسها فبدت دائما متألقة في أثوابها الزاهية الألوان، اعتلت كرسيها لتتحدث بكل ثقة عن رغبتها في استكمال دراستها، طموحاتها كبيرة في الحياة، وقدوة يقتدي بها من هم أصحاء لكن في غفلة الحياة هم عابثون لا يبالون بقيمة الوقت أو بنعمة الصحة وبالفرص المتاحة لهم، هي قصة شابة استطاعت الحصول على الثانوية العامة وهي داخل غرفة العناية المركزة، وترغب بقوة في استكمال دراستها في جامعة حمدان الإلكترونية في الإمارات، لها من المؤهلات والرغبة والإرادة ما يجعلها ناجحة وفاعلة في الحياة، فقصتها كافية أن تكون درسا لكثير من الناس، قضت يسرى 11 سنة في أحد مستشفيات الدولة في غرفة العناية المركزة، ورغم ذلك استطاع حب أسرتها أن يعبر بها فوق المحن، ويساعدها في اجتياز امتحان الأيام الطويلة، واختبار المدرسة. متفائلة جدا تعتني بنفسها بشكل كبير تحب الحياة والتسوق، تعشق المجوهرات وتحتفظ بالكثير منها، أملها الكبير أن تكمل دراستها التي تعتبرها متنفسها الوحيد، تقول إنها لا ترغب في ذلك من أجل الحصول على وظيفة، بينما رغبتها الأكيدة هي قهر المرض وإثبات الذات، عرفت بإرادتها القوية وبصلابتها في تعاطيها مع الحياة، كثير غيرها كل الفرص متاحة لهم، لكن لا يستغلونها. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©