الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التحريض ضد علماء الدين.. جهل وفتنة

التحريض ضد علماء الدين.. جهل وفتنة
5 يونيو 2017 18:44
حسام محمد (القاهرة) دأبت التنظيمات الإرهابية على تحريض العامة على علماء الدين في شتى ربوع العالم الإسلامي، فجماعة الإخوان الإرهابية على سبيل المثال لا الحصر لا تترك فرصة إلا وتحرض عموم المسلمين على قتل علماء المؤسسات الدينية الرسمية، وتحرض عليهم عبر الوسائل الإعلامية، وكان من أبرز العلماء الذين تعرضوا للتحريض بالقتل من جانب الجماعة علماء الإفتاء. يقول الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق والداعية الإسلامي المعروف، إن العلماء هم ورثة الأنبياء، وهم عدول الأمة في كل عصر، وخيار الناس وأبصرهم بالحق وأقواهم به، وهم مرجع الناس في معرفة دينهم فموالاته على الحق واجبة والتأسي بهم في الدين سبيل نجاة، وتوقيرهم واحترامهم سنة متبعة، وقد كان السلف رضي الله عنهم في معاملة العلماء على أكمل هدي قد اتسم منهجهم بحفظ أصلين عظيمين يمثلان الاعتدال والتوسط بين أهل الغلو والجفاء فالأصل الأول: هو توقير العلماء واحترامهم، لما شرفهم الله به من العلم وما خصهم به من الفضل، والأصل الثاني: تجنب زلاتهم، وعدم متابعتهم في أخطائهم، وتتجلى بوضوح منزلة العلماء التي خصهم بها الشارع الحكيم، كونهم مبلغين عن الله دينه ووصاياه، وناشرين بين الورى نوره وهداه، وداعين إلى شرعه القويم. ولقد أكد الله تعالى كرامة وهيبة العلماء ومن أهمية العلم ومنزلته دعوته للنظرة في العلم والتفقه في الدين، فقال تعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)، «سورة التوبة: الآية 122»، وأخرج البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين»?،? وذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما عالم والآخر عابد، فقال صلى الله عليه وسلم فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، ثم قال: «إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير»، فكيف بعد هذا كله نهين علماءنا ومجالسهم. ويضيف د. عبدالجليل، أن التنظيمات الإرهابية عندما تحرض على العلماء إنما تسعى لنشر الفتن في المجتمعات المسلمة والإيقاع بين الناس ومؤسساتهم الدينية المعتبرة لتستغل الموقف وتعيث فساداً هنا وهناك، ولكن المسلمين أدركوا مبكراً خطورة الاستجابة لتلك الجماعات المتطرفة التي لا تسعى إلا لنشر الشر في مجتمعاتنا ولنا أن نتذكر قول ابن عساكر: «إن لحوم العلماء مسمومة، وسنة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، فمن أطلق لسانه في العلماء بالانتقاص والثلب، ابتلاه الله عز وجل قبل موته بموت القلب»، وتكشف فتاوى تلك التنظيمات الساعية للنيل من علمائنا مدى الجهل الذي يعانون منه، فهم لا يدركون مدى ما يرتكبونه من وزر بشأن نيلهم من حرمة أعراض المسلمين بشكل عام والعلماء بشكل خاص، والتطاول على العلماء يهون من قيمة العلم وأهله، وفي هذا من المفاسد ما لا يخفى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©