الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

برميل البارود «ينفجر» في حوض «كرة الماء»

برميل البارود «ينفجر» في حوض «كرة الماء»
20 يوليو 2016 20:20
نيقوسيا (أ ف ب) جاءت المقابلة في كرة الماء بين السوفيات والمجريين ضمن دورة ملبورن الأولمبية عام 1956 ساخنة، وكانت معركة مائية في الحوض حيث لم تفز المجر 4-صفر فقط بل كسبت سمعة ودعاية دوليتين تخطتا البعد الرياضي للمناسبة. وكانت نفوس المجريين مشحونة وتريد الرد بأي وسيلة على «الأخ الأكبر» الذي غزا بلدهم بنحو 200 ألف جندي ودخل عاصمتهم بوادبست في 24 أكتوبر. وحضرت بعثة المجر إلى ملبورن من دون أن تنجز استعداداتها، وفي طابور العرض وضع أفرادها شريطا اسود على علمهم، وقبل «المنازلة المائية» رفض المجريون مصافحة منافسيهم، لكن الحقيقة المرة في العلاقة المتأزمة بين الطرفين انفجرت لاحقا وكان مسرحها حوض كرة الماء حيث تواجه منتخباهما في مباراة تحولت إلى ملاكمة مائية صبغت بالدم. وخسر منتخب الاتحاد السوفياتي «النزال» واحتفظ منتخب المجر باللقب الأولمبي وقد حققه للمرة الرابعة بعد دورات 1932 و1936 و1952، وكان فوزه من اجل جمهورية تنازع وبلد جريح، ويفاخر أبطاله أمثال جيارماتي وماركوفيتز وبوروس وسزيفوس وكارباتي وزادور طبعا، بأنهم كللوا «معركة الدم» بميدالية ذهبية، عقب 7 انتصارات في مقابل 6 انتصارات وهزيمة واحدة ليوغوسلافيا، و5 انتصارات و3 هزائم للسوفيات. نالت مدينة ملبورن شرف تنظيم ألعاب الأولمبياد السادس عشر بفارق صوت واحد عن العاصمة الأرجنتينية بوينوس ايريس. وللمرة الأولى خرقت الألعاب وحدة المكان والزمان، فنظرا إلى القوانين الأسترالية المتعلقة باستخدام الحيوانات إلى القارة البعيدة ومنها الخيول، أقيمت مسابقات الفروسية من 10 إلى 17 يونيو في ستوكهولم. كانت ألعاب ملبورن الأولى خارج القارتين الأوروبية والأميركية، ونظمت من 22 نوفمبر إلى 8 ديسمبر أي في الشتاء الأوروبي-الأميركي، والصيف الأسترالي الحار. كما أثرت صعوبة الانتقال وغلائه من القارة الأسترالية واليها في تحجيم عدد المشاركين الذي تدنى عما كان عليه في دورتي لندن 1948 وهلسنكي 1952، إذ حضر 3314 رياضيا بينهم 376 امرأة من 96 بلدا، وشاركت للمرة الأولى كل من كينيا وليبيريا ومالي وألمانيا بشطريها وتايوان وأوغندا وفيجي وإثيوبيا. واستخدمت الزانة المصنوعة من الألياف الزجاجية للمرة الأولى في مسابقة القفز بالزانة من قبل اليوناني يورجوس روبيناس الذي حل ثالثا (50ر4 متر) مقابل (56ر4 متر) للأميركي بوب ريتشارد الذي احتفظ باللقب. ولمع نجم آخر في سماء ألعاب القوى هو الأميركي باري أوبراين في الكرة الحديد بتسجيله 57ر18 متر، مطورا رقمه الذي منحه ذهبية هلسنكي أيضا بفارق 16ر1 متر. واستمر البرازيلي اديمار فيريرا دا سيلفا ساحر الوثبة الثلاثية ففاز بالذهبية مسجلا 35ر16 م في مقابل 22ر16 م حققها في هلسنكي يوم توج للمرة الأولى. أما نجمة البعثة السوفياتية فكانت بطلة الجمباز لاريسا لاتينينا التي حصدت 6 ميداليات بينها 4 ذهبيات، والتي أنهت مسيرتها لاحقا وفي جعبتها رقم قياسي من الميداليات بلغ 18 من المعادن المختلفة نصفها من الذهب. أما المنتخب الأميركي لكرة السلة بقيادة بيل راسل كي سي جونز فكان لا يمس وأنهى مبارياته كلها بفارق شاسع تجاوز 30 نقطة مرتين. وحملت سباقات المسافات الطويلة نموذجا جديدا من العدائين هو الروسي فلاديمير كوتس، رياضي يركض على سجيته لا يعير الأوقات اهتماما بل تحقيق الانتصارات وجمع الميداليات، همه أن يبقى في المقدمة بعيدا من منافسيه وأكثر ما يزعجه أن يتجاوزه احدهم، إذ يمقت أن يسير خلفه أو يترقب الانقضاض، لان الجري في نظره «انطلاقة لا تعرف القيود». فاز كوتس بداية في سباق 10 آلاف م، علما بأن المرشح الأوفر حظا كان البريطاني جوردن بيري الذي سبق أن حطم أرقام المسافات الطويلة كلها، فضلا عن المجري جوزف كوفاكش. غير أن البحار الأشقر القادم من البلطيق «برمج» السباق على مزاجه وسجل 28:45:6 دقيقة محطما الرقم الأولمبي المسجل باسم التشيكوسلوفاكي أميل زاتوبيك، إذ أنهى المسافة بزمن أفضل بفارق 32 ثانية، وحل كوفاكش ثانيا (28:52:4 د)، وجاء بيري ثامنا. كان ذلك في 23 أي في اليوم الثاني لبدء الألعاب، وبعد 5 أيام، ركض كوتس سباق 5 آلاف م بإيقاع سريع وسجل 13:39:6 دقيقة أي اقل بنحو 27 ث من الرقم الذي ضمن لزاتوبيك الذهب في هلسنكي. ولم يحصل بيري إلا على الميدالية الفضية (1:50:6 د). وكان العنوان الكبير لسباق الماراتون الفرنسي الجزائري الأصل ألن ميمون، الذي فاجأ كثيرين بإعلانه خوض المسافة، سعيا إلى تتويج ذهبي طال انتظاره، وبعدما لفت الأنظار ببروز في سباقي 5 ألاف و10 آلاف م في دورتي لندن وهلسنكي. بلغ ميمون سن السادسة والثلاثين، وكان ينتظر حدثا سعيدا في بلاده، وعشية السباق المقرر في الأول من كانون الأول، تبلغ برقيا ولادة طفلته التي سماها أولمب تيمنا بالمناسبة، وحملته الفرصة الكبيرة لبذل جهد استثنائي وسط حرارة مرتفعة تخطت 35 درجة مئوية. وفي قرارة نفسه، كان ميمون يدرك أن إحرازه برونزية «أمر جيد» كونه لم يخض السباق من قبل، علما انه تدرب بكثافة وهدوء، لم يهدر وقتا في محطات توقف البعثة الفرنسية، فمثلا وجد طلبه في ممرات الفندق الكبير في لوس أنجلوس التي وصلت مسافتها 200 م ليجري و«يكدس الكيلومترات». طمح ميمون الذي حمل الرقم 13 في السباق، وهو بالنسبة للبعض نذير شؤم، السير على درب زاتوبيك الفائز في هلسنكي بفارق مريح. وتميزت المنافسة في ملبورن بالكر والفر على طريقة سباقات الدراجات على الطريق، وكان الأميركي كيلي تقدم في منتصف المسافة بمثابة جرس الإنذار لميمون علما انه شعر بتثاقل قدميه وألم في رأسه عند الكيلومتر 36، لكنه قرر الصمود والمواجهة بمختلف السبل مستعيدا ذكريات ومواقف منذ أيام طفولته المعذبة، فزادت عزيمته و«استعاد» قوته وخفة حركته، ودخل الاستاد فشعر بتهليل 120 ألف متفرج وكأنه «قصف رعد»، كانت الساعة تقارب السادسة مساء ودار حول المضمار لفة هي الأسرع في سباقات الماراثون (1:4 دقيقة)، منهيا السباق ومسجلا 2:25 ساعة. ولم يشعر ميمون بالتعب ووقف إلى حافة المضمار يترقب وصول الباقين «كنت أتمتع بقوة خفية خارقة، وفي مقدوري أن أجري 10 كيلومترات إضافية، وبعد نحو دقيقتين وصل اليوغوسلافي فرانيو ميهاليتش ثم الفنلندي فييكو كارفونن، وبعدها ياباني ثم كوري جنوبي، فصديقي زاتوبيك، أسرعت نحوه أزف له بشرى انتصاري، ولما استوعب الموقف رفع قبعته وصفق لي قائلا أنا سعيد من أجلك، ولحظة التتويج اعتليت المنصة قفزا ولا أستطيع أن أنسى أبدا «كيف جفت مقلتاي من شدة التأثر عند عزف المارسياز». بداية انتصارات أستراليا نيقوسيا (أ ف ب) باتت ألعاب ملبورن بداية عصر انتصارات أسترالية في ألعاب القوى والسباحة، وإذا كان العداء رون كلارك لفت الاهتمام في حفل الافتتاح الضخم حين تسلم الشعلة الأولمبية وأوقدها بعدما حملها 2752 رياضياً ورياضية، فإن مواطنته كايتي كاثبرت (18 عاماً) شدت الأنظار في الجري وحصدت لبلدها 3 ذهبيات في سباقات 100 متر و200 متر والتتابع 4 مرات 100 م، وهي دشنت انتصاراتها برقم أولمبي في 100 متر (11:5 ثانية). وعرفت الابتسامة الأسترالية أكثر مع جيل السباحين المميزين، وفي مقدمهم جون هنريكس (19 عاماً) الذي قاد ثلاثية بلاده في 100 متر حرة، فحل لورين كراب ثانياً وفيت ليش ثالثاً، وأسهم أيضاً في ألقاب التتابع كلها وتسيد موراي روز سباقي 400 متر حرة و1500 متر. صدارة سوفييتية نيقوسيا (أ ف ب) احتل الاتحاد السوفييتي الصدارة للمرة الأولى في ألعاب ملبورن برصيد 98 ميدالية (37 ذهبية و29 فضية و32 برونزية)، مقابل 74 للولايات المتحدة (32 و25 و17) و35 لأستراليا (13 و8 و14). وتضمنت الألعاب 151 مسابقة في 19 لعبة هي: ألعاب القوى والتجديف وكرة السلة والملاكمة والكانوي كاياك والدراجات والفروسية والمبارزة وكرة القدم والجمباز ورفع الأثقال والهوكي على العشب والمصارعة والسباحة والخماسية الحديثة والغطس والرماية والزوارق الشراعية وكرة الماء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©