الإعصار يضرب سواحل عُمان الشرقية ويتسبب في وفاة 3 أشخاص وتوقف إنتاج النفط والغاز

قال مسؤولون ووسائل إعلام رسمية إن الإعصار «فيت» ضرب ساحل سلطنة عمان أمس، بالرغم من تراجع قوته إلى الفئة الأولى؛ مما أدى لمقتل 3 أشخاص بحسب تصريح لمالك المعمري المفتش العام للشرطة والجمارك العماني، كما أدى إلى توقف إنتاج النفط والغاز. وتسبب الإعصار أيضاً في هدم البيوت وخسائر مادية أخرى في ولايتي صور وقريات. وقال التلفزيون الرسمي إن أولى حالات الوفاة المؤكدة بسبب الإعصار كانت لرجل عماني لقي حتفه وهو يحاول اجتياز مكان غمرته مياه الفيضانات في منطقة الظاهرة في شمال البلاد وامرأة من بنجلادش ماتت صعقا بالكهرباء في قرية قريات قرب العاصمة مسقط. وأبلغ مالك بن سليمان المعمري المفتش العام للشرطة والجمارك التلفزيون العماني أن بعض عمليات الإنقاذ يعيقها تعذر الرؤية والرياح العاتية. وقالت المديرية العامة للأرصاد والملاحة الجوية في عمان إن سرعة الرياح بلغت 120 كيلومترا في الساعة قرب جزيرة مصيرة وإن من المتوقع أن يبتعد الإعصار عن عمان اليوم السبت تاركا البلاد بلا أضرار تقريبا مقارنة مع إعصار سابق. وقال مصطفى سليمان أحد سكان منطقة الاشخرة في شرق البلاد لرويترز إنه شاهد سيارتين تهويان في الوادي واحدة تلو الأخرى إثر محاولة السائقين الالتفاف حول منحنى. وقال متحدثان باسم شركة تنمية نفط عمان وشركة عمان للغاز الطبيعي المسال أمس إن عمان أوقفت إنتاج النفط والغاز بعدما ضرب الإعصار فيت ساحل البلاد لكن لم تلحق أي أضرار بالمنشآت. وقال سعيد البوسعيدي المتحدث باسم شركة تنمية نفط عمان «لن نقوم بتحميل أي نفط بسبب عدم قدرة أي سفن على الرسو في المنشأة بسبب سوء الأحوال الجوية.» وقال ناصر الكندي المتحدث باسم شركة عمان للغاز الطبيعي المسال إن الشركة أغلقت بالفعل خط إنتاج أول أمس الخميس وإنها تقوم حاليا بإغلاق باقي الخطوط كإجراء احترازي. وأضاف أن شركة قلهات للغاز الطبيعي المسال التي تصدر إلى إسبانيا واليابان ستغلق أيضا خطوط الإنتاج التابعة لها. وذكر التلفزيون العماني الرسمي أن من المتوقع هطول أمطار غزيرة على مسقط التي يقع بالقرب منها ميناء الفحل حيث يجري تصدير النفط العماني. لكن البوسعيدي قال «منشأة ميناء الفحل التصديرية بخير». وفي ولاية صور تهشمت بيوت وسقطت أخرى غمرتها المياه إلى مابعد الطابق الثاني واستوت مزارع بالأرض نتيجة جريان الأودية وشدة الرياح قبيل فجر أمس عندما دخلت توابع الإعصار لترزح ولاية صور تحت وطأتها، واقتلع الإعصار أعمدة الإنارة وانكسرت أخرى واستوت بالارض، وأصبحت البيوت حبيسة الفيضانات التي جاءت نتيجة التقاء البحر بالأودية، وتحديداً عند الجسر القريب من فندق شاطئ صور الذي كان نقطة التقاء الأودية بالبحر. واستوت قرى الجنية وحسى وصباخ والبطين تحت مياه الأودية وفيضان الإعصار، واستطاع بعض الأهالي الفرار الى ما تسوقه أقدارهم، بينما تاه آخرون بين المزارع، فيما استطاع بعضهم الوصول إلى المدارس التي خصصت للإيواء. ولم يكن مركز الولاية الأقل تضرراً، فالسوق تأثر بغزو المياه والأمطار وامتلأت المحال بالمياه وغمرتها حتى الطوابق العليا وكذلك الحارات في منطقة مخا والسط والرشة والساحل التي تقع بالقرب من الشاطئ أو كورنيش ولاية صور البحري، فقد غمرتها المياه ووقعت الكثير من الخسائر المادية. وتأثرت قرية العيجة التي تعتبر المسار إلى رأس الحد، حيث شهدت أمطاراً ورياحاً شديدة وغمرتها المياه، وعاشت رأس الحد ليلة عصيبة نتيجة استقرار مركز الإعصار فيها قرابة 6 ساعات، ورغم عدم وجود سكان بسبب الإجلاء، إلا أن الخسائر كانت كبيرة جداً نتيجة التقاء البحر ومياة الأودية، ففاضت على البيوت من جهة فندق شاطئ رأس الحد إلى مدخل الولاية. ولاية قريات أما ولاية قريات فقد كانت أكثر تأثراً نتيجة هطول الأمطار وفيضان الأودية، حيث نزلت كل أوديتها البالغة 8 أودية وشكلت خطراً واجتاحت البيوت والمساكن والمحال التجارية مما استدعى تدخل وحدات تابعة للواء المشاة 23 بالجيش السلطاني العماني لتوفير الخدمات والمساعدات الضرورية والتسهيلات الأخرى والتي سيتم تقديمها في مركز الإيواء بمدرسة زينب بنت أبي سفيان للتعليم الأساسي للمواطنين والمقيمين. من جانب آخر، اتخذت مظلات سلطان عمان بالجيش السلطاني العماني إجراءاتها لتعزيز الوحدات الأخرى في محافظة مسقط، وذلك لتنفيذ عمليات الإسناد المختلفة المناطة بها، بالتزامن مع مهام اللجان الفرعية المنبثقة عن اللجنة الرئيسة العسكرية لإدارة الكوارث بوزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة. إنقاذ 3 أشخاص وقال العقيد محسن بن أحمد العبري رئيس اللجنة الفرعية للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية وقائد شرطة المنطقة الشرقية، «شهدت المنطقة الشرقية بشكل عام وولاية صور أمطاراً غزيرة ورياحاً شديدة استمرت أكثر من 48 ساعة، وقد نزلت جميع أودية ولاية صور، وشهدت القرى المرتفعة والساحل وبلاد صور دخول المياه في المنازل ووصلت إلى الطابق الثاني في بعضها وجرفت الأودية والأمطار بعض المركبات والمواشي وحجزت بعض المركبات في الأودية وتم إنقاذ 3 أشخاص في وادي سال بعد ما حاصرتهم مياه الوادي». تشكيل لجان في كل ولاية وأضاف أن اللجنة بدأت أعمالها بتشكيل لجان فرعية في كل ولاية وتم تحديد أماكن الإيواء وتزويدها بجميع المستلزمات الغذائية والفرش. وأضاف العقيد محسن العبري رئيس اللجنة الفرعية، أنه تم إخلاء المناطق الساحلية من رأس الحد إلى الإشخرة، ونقل السكان إلى أماكن الإيواء وتم التأكد من تجهيز الخطط من قبل المسؤولين بهيئات الكهرباء والمياه. وتم إحضار المستشفى المتنقل التابع لشرطة عمان السلطانية وتم إخلاء جزيرة مصيرة بصورة شبه كاملة، حيث تم إيواء 1300 شخص وتم توفير التغذية والمستلزمات الضرورية من قبل التنمية الاجتماعية. وأكد محمد بن عبدالله الفارسي عضو مجلس الشورى بولاية صور، أن هناك تعاوناً وتكاتفاً من جميع شرائح المجتمع، من أجل الخروج بسلام من مثل هذه الظروف، وقد تم تشكيل فرق أهلية والتعاون مع مكتب المفوضية الكشفية والإرشادية بتجهيز الكشافة للعمل التطوعي وبالتعاون مع الجهات الرسمية والشعبية في الولاية والتنسيق مع اللجنة الفرعية للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية. السدود تحتجز 105 ملايين متر مكعب من المياه وولاية صور تسجل أعلى كمية من الأمطار احتجزت السدود العمانية أكبر كمية من مياه الأمطار في تاريخها والتي بلغت أكثر من 105 ملايين متر مكعب، وسجلت أجهزة القياس والرصد المائي التابعة لوزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه العمانية حسب القراءات التي تم رصدها مساء يوم أمس الجمعة، أعلى معدل لهطول الأمطار في ولاية صور، فقد بلغ أكثر من 439 ملم، فيما سجلت تلك الأجهزة 117 ملم في ولاية مصيرة و102 ملم في ولاية دماء والطائيين و100 ملم في ولاية بدية و61 ملم في ولاية الحمراء و55 ملم في ولاية العامرات و40 ملم في ولاية السويق إلى جانب عدد من القراءات الأخرى التي سجلتها أجهزة الرصد المائي في الولايات التي تأثرت بالأجواء المناخية.