عادت إسرائيل أمس الى تهديد قطاع غزة بعملية عسكرية واسعة النطاق بعد مرور أقل من شهرين على دخول اتفاق التهدئة مع حركة ''حماس'' حيز التنفيذ في 19 يونيو الماضي· وقال وزير الدفاع أيهود باراك خلال اجتماع لحزب العمل ''إن الذين يتوقون الى العمليات العسكرية في قطاع غزة يجب الا يقلقوا لأنها ستحصل''·
وقللت ''حماس'' من أهمية التهديدات التي وصفتها بـ''أنها سخيفة''، وقال المتحدث باسمها سامي أبو زهري إن الحركة جاهزة لكل الخيارات''· بينما حذرت حركة ''الجهاد الإسلامي'' من انهيار اتفاق التهدئة المبرم في حال تنفيذ باراك تهديداته بشن عملية عسكرية في قطاع غزة·
ولم يعط باراك أي تفاصيل إضافية عن نواياه في المرحلة المقبلة· في وقت تحدثت مصادر مصادر فلسطينية عن تعزيز قوات الاحتلال انتشارها على طول السياج الحدودي الواقع شرق مدينة رفح جنوب غزة والدفع بالمزيد من الدبابات وناقلات الجند المصفحة الى محيط معبر كرم أبو سالم· وقالت المصادر إن الساعات الـ24 الماضية شهدت تحركات إسرائيلية على طول الخط الحدودي حيث وصلت الدبابات وناقلات الجند المصفحة إلى المعبر وتمركزت بداخله·
وقال باراك في كلمته ''يجب ألا يقلق أحد فنحن لم نتخل عن العملية المنتظرة في قطاع غزة وهي في الطريق رغم ما تبديه إسرائيل من ضبط للنفس، إن من يتوق لمثل هذه العملية فليطمئن لأنها ستأتي''· وأضاف ردا على سؤال حول التطورات على الساحة السياسية الداخلية وفرص نجاح حزب العمل في الانتخابات المقبلة ،''إن قيادة إسرائيل ليست موضوع لإجراء التجارب ويجب على الجمهور أن يتساءل من هو الشخص المناسب لاتخاذ القرارات الحاسمة عند الضرورة''·
ووصف المتحدث باسم ''حماس'' تهديدات باراك بأنها ''سخيفة'' وقال إن حركته ''جاهزة لكل الخيارات''· ورأى أبو زهري أن التهديدات تعكس عدم جدية الاحتلال الإسرائيلي في التهدئة وحالة الارتباك في صفوف الاحتلال في التعامل مع حماس وقطاع غزة والتأرجح بين التصعيد في العدوان والتهدئة·
وقال الناطق باسم ''حماس'' فوزي برهوم ''إن تهديدات باراك باجتياح غزة حمقاء تنم على إفلاس حكومة الاحتلال في التعاطي مع ثبات المقاومة وثبات الشعب وتأتي في إطار الحملة الانتخابية التي يروجها لنفسه ولحزبه في ظل الانقسامات داخل المؤسسة الأمنية والسياسية والعسكرية الإسرائيلية''· متوعدا الاحتلال بدفع ثمن حماقات باراك قائلا إن ''حماس'' وبالتوافق مع كافة الفصائل الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي إجراءات إسرائيلية من شأنها أن تتسبب في مجازر بحق الشعب الفلسطيني·
وحذر القيادي في حركة ''الجهاد الإسلامي'' نافذ عزام من أنه ''اذا اقدم الاحتلال على ارتكاب أي جريمة أو عدوان جديد على غزة سيكون بذلك قد حكم على التهدئة بالانهيار وسيكون من الطبيعي أن ندافع عن شعبنا وأرضنا''· وقال ''إن إسرائيل لا تملك تجاه الشعب الفلسطيني سوى العداء وأن المفاوضات واتفاق التهدئة معها لم يغيران من سياساتها العدائية والجهاد ستعقد لقاءات مكثفة وستجري اتصالات مع مصر للتباحث بشأن هذه التهديدات التي تمثل ضربة لجهود تثبيت التهدئة''·
من جهة ثانية، قال مصدر أمني إسرائيلي إن إسرائيل اقترحت على مصر المساعدة بتحصين الحدود بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء بهدف مكافحة عمليات تهريب الأسلحة الى قطاع غزة· ونقلت صحيفة ''هاآرتس'' عن المصدر قوله إن الاقتراح تضمن إقامة عائق وجدار حديث متطور في محور فيلادلفيا·
وأفاد مسؤول في أجهزة الأمن المصرية أمس إن السلطات عثرت في صحراء سيناء على ثمانية أنفاق تحت الأرض تستخدم لتهريب منتجات مختلفة الى قطاع غزة· وقال المسؤول الذي رفض كشف اسمه إن السلطات عثرت منذ السبت على ثمانية أنفاق تربط مصر بالقطاع بعضها كان يتضمن الوقود والسجائر وسيتم العمل على تدميرها في الأيام المقبلة·
عدد اليوم
