الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كردي عراقي ينذر حياته لإزالة الألغام بعد فقد ساقيه

كردي عراقي ينذر حياته لإزالة الألغام بعد فقد ساقيه
5 يونيو 2010 00:58
فقد هوشيار علي ساقيه في انفجارات ألغام أرضية شمال العراق ويستخدم أطرافاً صناعية في السير، لكنه رغم ذلك يمضي قدماً في مهمة عمره، وهي نزع الألغام من الأرض باستخدام سكين لإنقاذ غيره من المصير الذي لاقاه. لم يفقد علي اللواء المتقاعد في قوات البشمركة الكردية ساقيه فحسب، بل فقد أيضاً، أخاه الذي يبلغ من العمر 9 أعوام بسبب ملايين الألغام المتناثرة في المزارع والسكك الحديدية والطرق وحقول النفط العراقية مما يلحق أضراراً مستمرة بجهود البلاد لإعادة بناء اقتصاد أنهكته الحرب والعقوبات الاقتصادية. ويقول خبراء نزع الألغام، إن الأفراد الذين يعملون في نزع الألغام مثل علي، يجعلون العمل في حقول الألغام أكثر خطورة لأنهم لا يستخدمون الأساليب العلمية. وتنتشر الألغام بالمنطقة الحدودية بين إيران والعراق بسبب الحرب التي دارت بينهما في الثمانينات وأودت بحياة مليون شخص. ويقول برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن 41 ألف شخص راحوا ضحية للألغام بالعراق بين عامي 1991 و2007. وانضم علي (47 عاماً) إلى قوات البشمركة بمنطقة كردستان العراق، عام 1986 للمساعدة في إبطال مفعول الألغام بعد مقتل أخيه الأصغر. ويقول علي وهو متزوج وله ابنتان وإبن “بعد أن مزقت الألغام جسد أخي إرباً، بدأت القيام بهذا العمل وسأواصله حتى مماتي”. وأضاف “خطر انفجار الألغام المتكرر لن يمنعني. بترت ساقي في عامي 1989 و1994 لكن هذا زاد إصراري على المضي قدما وإزالة آخر الألغام من كردستان”. يحتفظ علي بالألغام التي أبطل مفعولها في كل أنحاء منزله حتى في غرفة نومه بحلبجة وهي بلدة اشتهرت حين استخدم الرئيس الراحل صدام حسين أسلحة كيماوية ضد سكانها المعارضين لحكمه عام 1988 مما أودى بحياة 5 آلاف شخص. ويزعم علي أنه أزال شخصياً أكثر من مليوني لغم في مساحة 540 فداناً من الحدود الكردية منذ 1986 . ويصل هذا إلى نحو 230 لغماً كل يوم لمدة 24 عاماً. وعلى الرغم من أنه ليس هناك شك في تفانيه، يتشكك خبراء في هذه الأرقام. وقال حاجي مسيفي مدير عام إدارة مكافحة الألغام بحكومة كردستان الإقليمية “الرقم الذي يقوله هوشيار مبالغ فيه وغير معقول لأنه يعمل بأدوات بسيطة وبدائية”. وقال مارك طومسون المدير الفني بالمجموعة الاستشارية للألغام “ام.ايه.جي” وهي منظمة إنسانية بريطانية طهرت 60 مليون متر مربع من الأراضي العراقية من الألغام، “أعرف هوشيار علي... غير أن ام.ايه.جي العراق ليست في وضع يسمح بتأكيد ما إذا كانت مزاعمه بإزالة أكثر من مليوني لغم صحيحة ام لا”. وتشعر جماعات مثل ام.ايه.جي فضلاً عن بعض المسؤولين الحكوميين الذين يعرفونه، بأحاسيس ملتبسة تجاه هوشيار علي. وقال شيخ جعفر مصطفى الوزير المسؤول عن البشمركة “نقدر جهوده. أعطيناه معاش تقاعد لأنه فقد ساقيه...لكنه يجب أن يعمل بمزيد من الحذر. يجب أن يعمل مع منظمات مختصة بالألغام حتى لا يعرض نفسه للموت”. وتعتبر الألغام مصدر تهديد كبير لهدف العراق بإعادة بناء اقتصاده وبنيته التحتية اللذين قوضتهما الحرب من خلال احتلال مرتبة متقدمة بين كبريات دول العالم المصدرة للنفط. ووقعت الحكومة مجموعة من الصفقات مع عمالقة في صناعة النفط لتطوير احتياطياتها غير المستغلة وهي ثالث أكبر احتياطيات في العالم. وتهدف حكومة العراق إلى تطهير جميع حقول الألغام بحلول 2018، بما يتفق مع التزاماتها بموجب اتفاقية حظر الألغام لعام 1997. ويقدر مسيفي أن نحو 20 مليون لغم زرعت في المناطق الحدودية بين العراق وايران خلال حربهما التي استمرت من 1980 إلى 1988 منها نحو 9 ملايين لغم في كردستان وحدها. وقال إن 10% فقط من الألغام أزيلت.
المصدر: حلبجة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©