الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات السيارات العالمية تصطدم بتراجع المبيعات والأرباح

شركات السيارات العالمية تصطدم بتراجع المبيعات والأرباح
7 أغسطس 2008 00:02
تجمع تقارير صادرة عن مراكز متخصصة بمتابعة الأسواق على أن معظم شركات صناعة السيارات أصبحت على حافة الهاوية· وفيما يبدو أن الشركات التي كتب لها النجاة من الغرق في بحيرة الركود الاقتصادي الذي يعاني منه العالم، فإن شركات أخرى تناضل الآن لتحسين أوضاعها وأخرى تبذل الجهود القصوى للبقاء في الأسواق· وكانت شركة (بي إم دبليو) الألمانية المتخصصة بصناعة السيارات الفاخرة أصدرت مؤخراً تقريراً تحذيرياً من أن أرباحها عن العام الجاري قد تنخفض بشكل كبير بسبب انخفاض المبيعات وزيادة تكاليف التصنيع· وقررت تبنّي إجراءات صارمة لضغط النفقات وتطبيق استراتيجية شديدة التحفظ في طريقة بيع سياراتها، والتراجع عن تقديم التخفيضات وتأجير سياراتها بأسعار متدنية وخاصة في السوق الأميركية· ونقلت صحيفة ''ذي وول ستريت جورنال'' عن مصادر الشركة قولها إنها تعتزم تخفيض إنتاجها ورفع أسعار سياراتها على مستوى الأسواق العالمية بما فيها السوق الأميركية· وتأتي هذه الإجراءات المحمومة عقب نشر الشركة تقرير الأداء عن الربع الثاني من العام الجاري حيث هبطت أرباحها الصافية بمعدل بلغ 33% إلى 506 ملايين يورو (786,3 مليون دولار) انخفاضاً من 751 مليون يورو (1162 مليون دولار) عن نفس الفترة من العام الماضي· وانخفضت العوائد الإجمالية بنسبة ضئيلة بلغت 1% إلى 14,6 مليار يورو (22,68 مليار دولار)· وكانت (بي إم دبليو) قد ركزت جهودها خلال السنوات القليلة الماضية على زيادة مبيعاتها في السوق الأميركية من خلال ما يعرف بـ (الاستراتيجية الهجومية) التي تعتمد على تخفيض الأسعار وتسهيل عمليات منح قروض الشراء لجذب أكبر شريحة من المستهلكين· وخلال الاشهر الأخيرة، وجدت الشركة نفسها في وضع حرج يتطلب تقديم المزيد من الحوافز للمستهلك الأميركي حتى يقصد معارض البيع بعد أن سجل الاقتصاد المحلي هناك أسوأ مرحلة من مراحل التباطؤ· وحذّر محللون ومدراء تنفيذيون في كبريات الشركات الألمانية لصناعة السيارات من أن شركات ضالعة في هذه الصناعة مثل ''بي إم دبليو'' و''مرسيدس-بنز'' و''أدودي'' التي تعدّ فرع السيارات الفاخرة لشركة ''فولكس فاجن''، أصبحت الآن في مواجهة خطر فقد معظم أصولها المهمة، وربما التخلي عن ميزاتها المتفردة، لو حاولت اتباع السياسات التي تنتهجها الشركات الأميركية لصناعة السيارات منذ بضعة عقود والتي تعتمد على بيع أعداد ضخمة من السيارات على حساب التضحية بالنوعية· وتقضي سياسة ''بي إم دبليو'' بالعودة إلى سياستها القديمة التي تركز على طرح أعداد أقل من السيارات ذات النوعية الرفيعة لتدفع المستهلكين للانتظار لبضعة أشهر حتى يتسلموا سياراتهم· وبهذه الطريقة يتولد لدى المستهلكين الشعور بأنهم يحصلون مقابل أموالهم على منتجات تتميز بالخصوصية والجودة العالية· وأما فيما يتعلق بوضعية الشركات الأميركية الثلاث جنرال موتورز وفورد وكرايسلر، فإنها تبدو أكثر صعوبة بكثير· ويعود انخفاض مبيعاتها لأسباب متعددة وليس لسبب منفرد؛ ومن أهم هذه الأسباب أنها لم تكن قد أعدت العدّة لإنتاج سيارات صغيرة الحجم يمكنها أن تساير ارتفاع أسعار الوقود وانخفاض القدرة الشرائية للمستهلكين بسبب التباطؤ الاقتصادي· وتتبع هذه الشركات الآن استراتيجيات صارمة للخروج من المأزق كإغلاق بعض مصانعها وتسريح العمال وضغط النفقات والإسراع في بناء سيارات صغيرة ذات فعالية عالية في صرف الوقود· وذكرت تقارير صحفية أن شركتي جنرال موتورز وفورد موتور أكبر شركتين لإنتاج السيارات في الولايات المتحدة تدرسان التعاون معاً في تطوير محركات جديدة للسيارات· ونقلت صحيفة ديترويت نيوز الأميركية عن مصادر موثوقة قولها إن مسؤولين من الشركتين عقدوا عدة اجتماعات لمناقشة إمكانية التعاون بينهما· وتسعى الشركتان إلى خفض نفقات البحث والتطوير بعد الخسائر الباهظة التي تعرضتا لها خلال السنوات القليلة الماضية· وذكرت الصحيفة أن جنرال موتورز قدمت إلى فورد منذ شهر اقتراحاً لتعاون واسع النطاق بينهما وأن فورد وافقت على الاقتراح· ووصفت مصادر الشركتين الاجتماعات بأنها كانت ''واعدة'' ولكن من دون التوصل إلى اتفاقات فعلية· ولم تعلق أي من الشركتين على هذا التقرير· وكانت جنرال موتورز قد أعلنت الأسبوع الماضي عن تسجيل خسائر قيمتها 5ر15 مليار دولار خلال الربع الثاني من العام الجاري· وتعاني شركات صناعة السيارات الثلاث الكبرى في الولايات المتحدة جنرال موتورز وفورد وكرايسلر من تراجع حاد في مبيعات السيارات الكبيرة ذات الاستهلاك العالي من الوقود، ومن اتجاه المستهلكين إلى شراء السيارات الآسيوية والأوروبية الأصغر حجماً والأقل استهلاكاً للوقود في ظل الارتفاع القياسي في أسعار النفط· وتوقع خبراء بيئيون مؤخراً أن تواجه السيارات الخارقة (السوبركارز) ذات المحركات الضخمة والتي تطلق من غاز ثاني أوكسيد الكربون ثلاثة أمثال ما تطلقه السيارات الصغيرة، مصيرها المشؤوم خلال السنوات القليلة المقبلة لأنه لم يعد لها مكان في هذا العالم الذي يكاد يختنق من زيادة نسبة هذا الغاز· عن صحيفة ''ذي وول ستريت جورنال''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©