الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كريم» لا ينقطع عطاؤه ولا تنقضي عجائبه

«كريم» لا ينقطع عطاؤه ولا تنقضي عجائبه
7 ابريل 2011 20:38
«الكريم» اسم من أسماء الله الحسني وصفاته وصفة للرسول - صلى الله عليه وسلم - ولجبريل عليه السلام ولعرش الرحمن، ويذهب العلماء إلى أنه اسم وصفة للقرآن، والكريم بمعنى المستحق للتوقير والرفعة، والخير العميق، الطيب الحسن، الموفور، الجامع للفضائل، المشتمل على ما هو خير للناس من هدي وحكمه، والقرآن كريم؛ لأنه غير مخلوق، وليس سحراً ولا كهانة، كريم الأخلاق، يكرم حافظه. وقال الإمام القشيري القرآن كريم من عند رب كريم نزل على رسول كريم على لسان ملك كريم، والكرم عكس الدناءة. استدل العلماء على أن «الكريم» اسم من أسماء القرآن لقوله تعالى «إنه لقرآن كريم» - سورة الواقعة الآية 77-، والقرآن «مكرم»، «في صحف مكرمة»- سورة عبس الآية 13، مكرم من الله تعالى وفرض على عباده ألا يمسه إلا المطهرون وإذا قرئ أن ينصتوا له، وهو مكرم من المؤمنين لإنه إمامهم ودستور عقيدتهم، يؤمنون به ويجلونه، وهو مكرم من الملائكة ومن الجن أيضاً. عطاء لا ينقطع ويقول عطية محمد الفرجاني في كتابه «أسماء القران وصفاته» إن أحداً لا يستطيع مهما بلغ من العلم أن يوفي القرآن حقه، ولا أن يحيط بصفة من صفاته ولا فضل من أفضاله؛ لأن القرآن خارج عن دائرة صفة البشرية، إذ هو كلام الله، وفضل منه ونعمة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أكبر كتب الله التي نزلت على الأنبياء لهداية الخلق، بشير نذير، يصفه الله بأوصاف العظمة والمجد والعزة والكرم، وجعله مهيمنا على الكتب السابقة وإماما لها، ورسوله خير الرسل وأمته خير الأمم وجعله هدى ورحمة، معجزة باقية إلى يوم القيامة، عطاؤه مستمر لا ينقطع، لا أحد يستطيع أن يحيط بوصفه ولا بفضله ولا بأثره، فقد خشعت له حتى الجبال «لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله -«سورة الحشر الآية 21- ومن شرفه وفضله كثرة أسمائه التي منحها الله سبحانه وتعالى له في كتابه الكريم، أعجز الأنس والجن عن أن يأتوا بمثله، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلقه. والقرآن الكريم هو السراج المنير الذي يضيء الطريق إلى الخير والهدى، أفضل وأكبر عطاء، جلاء للقلوب من الصدأ، غنى لا فقر بعده ولا غنى دونه، أفضل من كل شيء. وكما أن فضل القرآن اكبر من أي فضل، ومن أي تصور، كذلك وصفه اكبر من أي وصف وتصور، حاشا أن يحيط به واصف، وكما قال الإمام الزركشي صاحب البرهان في علوم القرآن: بهرت بلاغته العقول، وظهرت فصاحته على كل العقول، وتضافر إيجازه وإعجازه، وتظاهرت حقيقته ومجازه، وحوت كل البيان جوامعه وبدائعه، قد احكم الحكيم صيغته ومبناه، وقسم لفظه ومعناه، إلى ما ينشط السامع، لاحت عليه بهجة القدرة، ونزل ممن له الأمر، فسبحان من سلكه ينابيع في القلوب وصرفه بأبدع معنى وأعذب أسلوب، يملأ القلوب بشراً ويبعث القرائح عبيراً. مأدبة الله ورويَّ عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال، قال رسول الله -صلى عليه وسلم-: «ان هذا القرآن الكريم مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، ان هذا القرآن حبل الله والنور المبين والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه،. لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد، فاتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته، بكل حرف عشر حسنات أما أني لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف». وهذا يدل على منزلة القرآن، وأنه العصمة من الزيغ، مشتمل على شرائع الإسلام كلها، الحكم بين الناس، هو كتاب الله الكامل، فيه معاني كل الكتب السابقة، وأخبار كل الرسل مع أقوالهم، فيه المثلات المرشدة والعظات الموجهة، وأعلى الآداب الإنسانية وأقوم السلوك الكامل للخلق أجمعين، وفيه الدعوة إلى العلم. والقرآن ليس فيه من افتراء الخلق أو تخرصات الكذوب، ولا فيه شيء من خيال الشعراء أو شطحات الأدباء ولا يشبه كلام الفصحاء، فأسلوبه فذ وعجيب يلقي على النبي ذكراً، اختار له الله أسماء جديدة مخالفة لما سمى به العرب كلامهم جملة وتفصيلاً. معجزة خالدة وقد كان الرسل يبعثون إلى أقوامهم خاصة ولأزمنة محدودة، فقد أيدهم الله سبحانه وتعالى ببينات حسية مثل عصا موسى، وإحياء الموتى على يد المسيح عيسى، أما النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فقد خصه الله بمعجزة خالدة فيها ما يبهر العقول وما جعل كبار العلماء في زماننا هذا يعلنون إيمانهم به بعد ما رأوا أن نتائج أبحاثهم التي أفنوا عمرهم وشبابهم في الاشتغال عليها مذكورة في القرآن الكريم. وأقروا بأن ماء جاء في هذا الكتاب لا يمكن أن يقوله أو يأتي به بشر عاش قبل قرون، أنه الكتاب المعجزة الذي لا تنقضي عجائبه، ولا ينضب معينة على مر الزمان، ولا يذهب بذهاب الأيام، قائم في الدنيا يواجه كل مكذب، ويتحدى كل مفكر ويدعو الأمم كلها إلى ما فيه من هداية وتشريعات ونظم تكفل السعادة والرفاهية لبني الإنسان. والله الذي خلق الإنسان والأكوان، هو الذي أنزل هذا القرآن وجعل أياته شهادة أنه كلام الله، وكثير من الآيات المتعلقة بالكون ومكوناته، لم يكن من الممكن إدراكها في أبعادها الحقيقية في زمن تنزيل القرآن، وإنما تتضح دلالاتها للناس في مستقبل الزمان الذي يلي زمن تنزيل الوحي تصديقا لقوله تعالى في سورة فصلت «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق»، ولقوله تعالى «إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين» أي أنه ذكر للبشرية كلها إلى قيام الساعة وفيه من الأنباء ما يتجدد مع مرور الزمن. كتاب الحقائق والأسرار والعجائب إذا تأملنا القرآن الكريم وجدنا له، السبق في كل ميادين العلم الكوني، وتحدث قبل 1400 عام عن حقائق لم يتوصل العلماء إليها إلا منذ عدة سنوات فقط، ومنها المشارق والمغارب ومستقر الشمس وجريانها، فسبحان الذي أحكم آياته وأخبر عن حقائق لم يكن لأحد من البشر علم بها من قبل، إنه بحق كتاب الحقائق والأسرار والعجائب، إنها آيات عظيمة «وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وماربك بغافل عما تعملون» و»قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض، إنه كان غفورا رحيما».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©