الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مساع جديدة لإرساء السلام في أيرلندا الشمالية

مساع جديدة لإرساء السلام في أيرلندا الشمالية
13 أكتوبر 2009 23:17
حاولت وزير الخارجية هيلاري كلينتون يوم الاثنين الماضي تعزيز عملية السلام، التي كان زوجها قد ساعد على إطلاقها في أيرلندا الشمالية، وذلك من خلال حث السياسيين الإيرلنديين، على التحلي بالشجاعة التي تمكنهم من إيجاد حلول للخلافات القائمة بينهم. وهيلاري جلبت قوة نجوميتها إلى بلد كانت قد تعرفت عليه بشكل جيد في عقد التسعينيات من القرن الماضي، عندما ساعد زوجها الذي كان رئيساً في ذلك الوقت، في إنجاز ما يعرف بمعاهدة الجمعة الحزينة للسلام، والتي وضعت حدا للعنف الديني الذي كان قد أدى إلى مصرع ما لا يقل عن 3,600 شخص منذ العام 1969. ولكن هذا السلام لا يزال هشاً، وهو ما تبين بوضوح في الفترة الأخيرة، عندما انخرط أعضاء حكومة تقاسم السلطة في نزاع حول الخطوة الأساسية في هذه العملية وهي تحول السيطرة على نظام العدالة من بريطانيا إلى أيرلندا الشمالية. وحثت كلينتون مشرعي أيرلندا الشمالية على العمل معا، مشيرة في ذلك إلى حادث اغتيال ثلاثة من ضباط الأمن في مارس الماضي، كدليل على التهديد الذي لا زالت تمثله الجماعات المنشقة شبه العسكرية . وقالت»كلينتون» في كلمة لها أمام البرلمان الأيرلندي:» لا يزال هناك أناس يسعون إلى استغلال أي فرصة سانحة لتقويض عملية السلام، وزعزعة الحكومة القائمة». وأضافت: هؤلاء الأشخاص يريدون لكم أن تفقدوا ثقتكم... وعلى الرغم من أن عددهم قليل فإن أساليبهم الإجرامية وطموحاتهم التخريبية تهدد أمن كل عائلة في أيرلندا الشمالية... ولا شك أن استمرارنا في العملية السلمية سوف يتركهم معزولين ويخرجهم من التاريخ». وقد ألقت كلينتون هذه الكلمة من منصة الخطابة الواقعة تحت قبة البرلمان الأيرلندي والمحاطة بصفين يجلس فيها اشخاصا كانوا قد لعبوا أدوارا كبيرة خلال مرحلة» القلاقل والاضطرابات». فعلى الجانب الأيمن من القاعة المبطنة بالخشب كان يجلس «جيري آدامز» الملتحي، زعيم حزب» شين فين»، الذراع السياسي للجيش الجمهوري الأيرلندي المنزوع السلاح حاليا. وعلى الجانب الآخر، ووسط المشرعين البروتستانت، كان يجلس «إيان بيزلي»، المنحنى الظهر، الأشيب الشعر والذي شغل لفترة طويلة منصب زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي ذي الأغلبية البروتستانتية. وقالت كلينتون أمام المشرعين أن اهتمامها بأيرلندا هو» اهتمام شخصي عميق»، واستعادت في سياق ذلك ذكريات زيارتها الأولى إلى بلفاست عام 1995، عندما تم تبطين حوائط وأسقف الجناح الذي أقامت فيه بألواح الخشب المقوى، خوفا من الانفجارات، وتذكرت كيف استقبل زوجها - وهي معه- استقبالا حافلا من قبل عشرات الآلاف من السكان. وقالت كلينتون أيضا: «لقد كان هناك إناس في كل مكان يتجه إليه بصري، وكانت وجوههم جميعاً تتطلع نحونا في سعادة. وهي صورة لم أنسها وظللت أختزنها في ذاكرتي لأربع عشرة عاما». خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية في أميركا العام الماضي، أطنب بيل كلينتون في الحديث عن إنخراط هيلاري في عملية السلام في الشرق الأوسط، وذلك في معرض تدليله على أن زوجته مؤهلة في مجال السياسة الخارجية على عكس الصورة التي كان خصومها يحاولون ترويجها عنها. في ذلك الوقت وصف القائمون على حملة أوباما هذه الإدعاءات بأنها مبالغ فيها إلى حد كبير، كما أن الزعيم الأيرلندي السابق «ديفيد تريمبل» قال إن مساهمتها الرئيسية تتمثل في أنها لعبت دورا شبيها بالدور الذي يلعبه»رئيس المشجعين» في المباريات. أما الزعماء السياسيين الأيرلنديين فقد أثنوا على أفعالها ودورها في تشجيع دخول المرأة في عملية السلام الأيرلندية. أما الآن، وبعد أن أصبحت عضوا في فريق أوباما فإن «كلينتون» تبدو وكأنها قد أصبحت تلم جيدا بتفاصيل المسألة الأيرلندية. فبعد أن التقى بها وزير الخارجية البريطاني يوم الأحد الماضي أدلى بتصريح أثنى فيه على تصميمها على أن تكون مبعوث نفسها» بشأن المسألة الإيرلندية. ولا يزال بيل كلينتون نفسه مهتما أيضا بالمسألة الأيرلندية. حيث استضاف الزعيمان الأيرلنديان الكبيران في مؤسسته الخيرية في سبتمبر، في نفس اليوم الذي كانت زوجته تلتقي فيه بأعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولا يزال كلينتون وزوجته يحظيان بشعبية كبيرة في أيرلندا ،كما أن رد فعل أعضاء البرلمان الأيرلندى على الكلمة التي القتها وزيرة الخارجية في مبنى البرلمان كان إيجابيا بشكل عام. فـ«مارتين ماكجينيس» زعيم شين فين والزعيم المشارك في حكومة تقاسم السلطة وصف خطاب كلينتون بأنه كان «ملهِما» ووصفها بأنها تمثل «قيمة كبيرة للغاية» وبيتر روبينسون المشارك في حكومة تقاسم السلطة الحاكمة في أيرلندا أثنى هو الآخر على الكلمة التي ألقتها كلينتون في البرلمان، وقال مازحا أن إلقاء خطاب في هذه القاعة يمثل إلى حد ما نوعا من الانتصار لأنه لا أحد من النواب يخرج أثناء إلقاء مثل هذا الخطاب. في نهاية الكلمة التي ألقتها في البرمان وقف أعضاء البرلمان جميعا وصفقوا لكلينتون التي تعد أرفع شخصية سياسية تلقي خطابا في هذه القاعة منذ افتتاحها منذ عامين. ويشار إلى أن كلينتون قد عقدت اجتماعات منفصلة مع كل ماكجينيس وروبنسون وقالت إنها قد «تشجعت» بنتيجة تلك اللقاءات ـ لم تقدم أي تفاصيل. كما ناقشت أيضا التطور الاقتصادي مع مجموعة من رجال الإعمال من الولايات المتحدة وأيرلندا. ماري بيث شريدان-بلفاست ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©