أبوظبي (الاتحاد)
أكد تقرير جهاز أبوظبي للاستثمار السنوي الصادر أمس، أن آفاق الاستثمار طويلة الأجل تحمل العديد من عناصر التفاؤل والفرص الاستثمارية الجديدة المتصلة بالتغييرات والتطورات التكنولوجية والاجتماعية والجيوسياسية في العالم.
ويبني التقرير استنتاجاته بناء على الخبرة التي توفرت للجهاز خلال السنوات الماضية ولاسيما عام 2017.
ويرى التقرير أنه من الخطأ الاعتقاد أن تجربة عام 2017 ربما تقود إلى الاعتقاد بأن توقعات حركة السوق ليس لها قيمة كبيرة، بل وربما تكون خطيرة إذا كانت تؤدي إلى الحذر غير الضروري الذي يثبط العوائد.
وأوضح أن الاقتصادات والأسواق لديها دورات، في حين أنه من الواضح أن أسعار الموجودات قد تم إقفالها في دورة حميدة بشكل خاص طوال عام 2017، لافتاً إلى أن مثل هذه الفترات قد تستمر لبعض الوقت، إلا أنها ستتحول في النهاية.
وقال إن محاولة تحديد توقيت حركة الأسواق صعبة للغاية وخطيرة بالنسبة للمستثمرين العالميين الكبار والمتنوعين، ولكن هناك نهجاً عملياً أكثر يتمثل في النظر إلى الدورات الاقتصادية كفرص، وإعداد استراتيجيات تحد من عمليات السحب وتوفر رأسمال كافياً متاح للاستفادة من انخفاض أسعار الأصول عندما تنخفض الأسواق.
ولفت التقرير إلى أن التجربة أثبتت أن هذا النهج هو الذي من المرجح أن يؤدي إلى تراكم الثروة على المدى الطويل والمستدام. وأضاف: الأهم من ذلك، هناك دائماً توجهات مخفية أثناء الدورات الاقتصادية، والمهم تحديد تلك الاتجاهات، وتحديد المواقع التي يمكن الاستفادة منها، وهو الأمر الذي من المرجح أن يؤدي إلى عوائد متسقة وطويلة الأجل.
وبين التقرير أن الشيخوخة في التركيبة السكانية لمعظم المجتمعات الغربية، سيكون لها تأثير تدريجي، لاسيما من خلال قوى العمل المتدهورة والضغوط المتزايدة على الإنفاق الحكومي.
فيما تواصل الأسواق الناشئة توسيع حصتها في الاقتصاد العالمي، والأهم من ذلك، أن حوكمتها ومشاركتها مع العالم تستمر في التحسن. ولفت التقرير إلى أن إدخال ضريبة السلع والخدمات في الهند واستمرار الإصلاحات في التنظيم المالي بالصين يعتبران مثالين حديثين على هذا الاتجاه.
وأوضح التقرير: في جهاز أبوظبي للاستثمار، أجرينا مراجعة شاملة في العام الماضي للواقع المهم لتغير المناخ وتأثيره المحتمل، من أجل تقييم كيفية استجابة الأسواق والحكومات لهذا التحول الوشيك، ولا يزال يتعين رؤية المسارات الدقيقة لهذه العملية، ولكننا متحمسون للفرص التي نراها، والفرص الأخرى التي من المؤكد ظهورها، لاستثمار رأس المال في مجالات الاستثمار الجديدة.
وأوضح التقرير أن التكنولوجيا أيضاً تقود تغييرات قوية في الاقتصادات والأسواق، مشيراً إلى أن النظر إلى أداء قطاع التكنولوجيا عبر أسواق الأسهم العالمية العام الماضي يدفع للاعتراف بأن هناك شيئاً محفزاً يلفت الانتباه.
وتستند هذه الطفرة التكنولوجية إلى تحسينات حقيقية في مجال الحوسبة لمعالجة وتحليل كميات متزايدة باستمرار من البيانات، وهذا يدعم الأعمال التجارية الحقيقية التي تزيد الإيرادات، والحصة السوقية، والأرباح.
وأخيراً، لفت التقرير إلى المخاطر الجيوسياسية التي تحظى دائما باهتمام المستثمرين، مشيراً إلى أنه بالنظر إلى التاريخ الطويل فإنه دائماً كانت هناك مخاطر جيوسياسية، وفقط من خلال النظرة الموضوعية للماضي، يصبح من الواضح أن المخاطر الحالية ليست غير عادية، أو أنها أكثر أهمية مقارنة بالفترات الأخرى.
عدد اليوم
