الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لبنان يعالج تداعيات الحرب السورية بحذر

15 ابريل 2014 00:16
صمتت البنادق منذ أسبوعين على امتداد شارع سوريا في مدينة طرابلس اللبنانية، وهي منطقة تتردد فيها أصداء اطلاق النار كثيراً لدرجة أن اللافتات التذكارية لرجال سقطوا قتلى قبل بضعة أشهر فحسب تملؤها ثقوب الطلقات. ويتجول الجنود في الشوارع الهادئة، التي اعتاد مسلحون القتال فيها ليلاً ونهاراً، فيما يمثل مظهراً لواحدة من أكثر محاولات السلطات اللبنانية جدية لاحتواء آثار الحرب الأهلية السورية، التي امتدت تداعياتها إلى لبنان منذ بدأ الصراع في سوريا قبل ثلاثة أعوام. ورغم أن كثيرين في طرابلس الواقعة على مسافة 30 كيلو متراً إلى الجنوب من الحدود السورية رحبوا بالحملة بل واعتبروها جاءت متأخرة فإنهم يشعرون بالقلق خشية أن تتعثر في ظل تجدد المشاحنات السياسية وتدخل متشددين. وقال أحمد قشور (57 عاماً) بصوت مرتفع لمرور عربات مصفحة أمام محل الطحينة الذي يعمل به في شارع سوريا عن حركة السير «عم بيرجع.. الحركة عم تنتعش بالمنطقة.. بس نحنا بدنا نطلب من الدولة إنه بعد الخطة الأمنية بتضل ما اتوقف». وقسمت الحرب الأهلية في سوريا السياسيين اللبنانيين في حين أدت معارك وتفجيرات وهجمات صاروخية لها كلها صلة بسوريا إلى سقوط عشرات القتلى من اللبنانيين، وأحيت ذكريات الحرب الأهلية، التي عاشها لبنان على مدى 15 عاماً، وانتهت رسمياً عام 1990. ودارت خلافات أشد بصفة خاصة حول الخطوة، التي أخذها حزب الله الشيعي بإرسال مقاتليه لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران. من ناحية أخرى شارك بعض اللبنانيين من السنة في القتال إلى جانب مقاتلي المعارضة في سوريا. ويقول محللون ومسؤولون إن تنفيذ هذه الحملة في الوقت الحالي يشير إلى لحظة نادرة من الاتفاق بين الأطراف الدولية والاقليمية والمحلية، التي لها نفوذ في توجيه الحياة السياسية في لبنان. وقال إلياس حنا الجنرال السابق بالجيش اللبناني والمحاضر في الشؤون السياسية والدراسات الحربية بالجامعة الأميركية في بيروت «حدث تلاقي للمصالح بين كل الأطراف لتحقيق استقرار لبنان هذه الأيام». وأضاف إن الأمور لا تتحمل حدوث فوضى في سوريا والعراق ولبنان، التي وصفها معاً بأنها محور عدم الاستقرار. التقسيم على امتداد شارع سوريا تعد مدينة طرابلس عالماً مصغراً للانقسامات، التي جعلت الحرب السورية رمزاً للكيفية، التي أحيا بها هذا الصراع خصومات قديمة في لبنان. وقال سكان في طرابلس إن السلطات كانت حتى عهد قريب عاجزة عن أو غير راغبة في وقف القتال ويعزون فشل حملات سابقة للنزاعات بين الساسة، الذين يحتمل أن يكسبوا أكثر مما سيخسرون من الصراع. وقال قشور: «السياسيين كانوا مختلفين مع بعضهن لذلك تنزل الخطة الأمنية ييجي الجيش، ييجي الأمن الداخلي ييجي التصوير الصحفي يصور أنهم نزلوا بعد ساعتين أو ثلاث بتلقى ما عاد في حدا». لكنه يقول مثل سكان آخرين إنه رصد جدية جديدة في المحاولة الأخيرة، التي بدأت الأسبوع الماضي بعد أن قتل نحو 30 شخصاً، من بينهم ضابط بالجيش وطفلة عمرها عشر سنوات في الجولة الأخيرة من القتال. وقال فؤاد فهد التاجر بالسوق المحلية: «أول مرة باكون أنا حاسس بالي مرتاح. بيبان في غطاء سياسي على الجيش». رد فعل راديكالي وأحد أكبر المخاطر التي تواجه الحملة هو احتمال حدوث رد فعل من متشددين من السنة من لبنان وسوريا ممن يرون ازدواجاً في المعايير في الحملة على المتشددين السنة في الوقت، الذي يحتفظ فيه حزب الله بميليشيا تضارع في قوتها الجيش اللبناني. وقال أحمد فتفت النائب من شمال لبنان: «نحنا منذ ثلاث سنوات في تيار المستقبل نطالب بانتشار الجيش اللبناني في طرابلس، ونطالب بنزع سلاح المدينة، لكن للأسف رغم وجود خطة أمنية لم يكن هناك غطاء سياسي». وقال إن حزب الله حول موقفه الآن لأسباب منها تداعيات تدخله في سوريا، الذي قال محللون إنه أدى إلى مقتل المئات من مقاتليه، وأطلق عدة هجمات انتقامية شنها متشددون من السنة على مناطق شيعية في لبنان. (طرابلس-رويترز)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©