الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غموض حول اقتحام «الحوثيين» القصر الرئاسي في عدن

غموض حول اقتحام «الحوثيين» القصر الرئاسي في عدن
3 ابريل 2015 00:01
عقيل الحلالي، وكالات (صنعاء - الرياض) عم الغموض التطورات الأمنية المتسارعة في عدن أمس، لاسيما لجهة ما تردد عن سيطرة المتمردين «الحوثيين» وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح على القصر الرئاسي في تلة المعاشيق، الذي استخدمه الرئيس عبدربه منصور هادي بضعة أسابيع، بعد نزوحه من صنعاء قبل انتقاله لاحقا إلى الرياض، التي نفت على لسان المتحدث العسكري باسم عملية «عاصفة الحزم» العميد الركن أحمد عسيري سقوط القصر، وهو ما أكدته أيضا مصادر يمنية أخرى تحدثت عن استمرار المعارك العنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين المهاجمين وأنصار هادي في شوارع حي كريتر، الذي يخضع القصر الرئاسي داخل نطاقه، لافتة إلى سقوط 63 قتيلا على الأقل. ونسبت وكالة «فرانس برس» إلى مسؤول أمني يمني قوله «إن عشرات الحوثيين المدعومين من أنصار صالح دخلوا على متن مصفحات وناقلات جند إلى قصر المعاشيق»، وهو ما أعلنه أيضا تلفزيون «المسيرة» التابع لـ»الحوثيين» قائلا «إنه تم إحكام السيطرة على القصر الرئاسي، وجار تأمين الأحياء المحيطة بالقصر بعد دحر أنصار هادي، إلى جانب السيطرة بشكل كامل على وسط عدن». لكن مصادر أخرى نفت ذلك، وقالت «إن المعارك لا تزال مستمرة بين الحوثيين وحلفائهم من جهة وأنصار هادي من اللجان الشعبية من جهة أخرى في حي كريتر، الذي دخله مسلحون مجهولون بحرا»، وهو الأمر الذي ألمح ضمنيا إلى عملية إنزال قوات برية سارع مسؤول حكومي يمني إلى نفيها، وقال «إن مجموعة حراس مسلحين أنزلوا من سفينة صينية حاولوا تقديم مساعدات لإجلاء مدنيين». فيما قال مستشار سعودي رافضا ذكر اسمه لـ»فرانس برس» «استطيع أن أؤكد أن القوات التي نزلت المرفأ ليست من القوات الخاصة السعودية»، وأضاف «إنها قوات خاصة موالية لصالح وصلت على متن قارب صغير إلى المرفأ في حي كريتر للسيطرة عليه وعددها ليس كبيرا». وكان «الحوثيون» تقدموا إلى كريتر صباحا بعد مواجهات شرسة مع أنصار هادي في ساحل أبين في «خور مكسر»، أسفرت عن مقتل 35 متمردا و15 من اللجان الشعبية و13 مدنيا بينهم أطفال ونساء. وذكر سكان لـ»الاتحاد» أن طائرات تحالف «عاصفة الحزم» وبوارج حربية قبالة عدن قصفت فجرا تجمعات المتمردين إلا أن ذلك لم يمنعهم من التقدم بالدبابات والوصول إلى الحي. وشوهدت دبابات ومصفحات محترقة في كورنيش ساحل أبين وعدد من الشوارع المؤدية إلى كريتر. وقال أحد السكان «إن الحوثيين سيطروا أيضا على جبل حديد الممتد من المعلا (وسط) إلى مدخل كريتر، ونشروا قناصة على الجبل الذي يعد أيضا موقعا عسكريا استراتيجيا ويبعد أقل من كيلومترين عن القصر الرئاسي في المعاشيق». وأشار إلى حرب شوارع بدبابات ورشاشات ثقيلة حتى الظهر في كريتر حيث حاول مسلحو اللجان الشعبية منع تقدم الحوثيين وقوات صالح، ودمروا دبابة. وأكد شهود عيان وسكان أن الحوثيين قصفوا بشكل عشوائي منازل المدنيين في كريتر ما أدى إلى مقتل 13 مدنيا على الأقل بينهم أطفال ونساء، وقال أحد السكان «إن الحوثيين أطلقوا قذائف الهاون بشكل هستيري وعشوائي على منازل السكان، ما أدى إلى اشتعال النيران في بعضها، فيما كانت مآذن المساجد، بعضها تعرض للقصف، تدعو عبر مكبرات الصوت إلى الجهاد». وقال ساكن يدعى فاروق عبده لـ»رويترز» من كريتر «الناس خائفون ومذعورون بسبب القصف..لا يوجد أحد في الشوارع.. الأمر أشبه بحظر تجول». وذكر ساكن آخر «أن قناصة من الحوثيين انتشروا فوق الجبل المطل على كريتر ويطلقون النار على الشوارع»، وأضاف أن حرائق نشبت في منازل بعدما تعرضت لقصف صاروخي فيما حثت مكبرات الصوت السكان على الانتقال إلى مناطق أكثر أمنا بالمدينة». وقال مراقبون في عدن إن ميناء التواهي سيكون الهدف التالي لـ»الحوثيين» بعد القصر الرئاسي، وأشاروا إلى أن سيطرة الجماعة على الميناء ستمكنهم من إحكام قبضتهم على ميناء الحاويات في «كالتكس»، والحصول على منفذ بحري استراتيجي في خليج عدن. وقصفت غارات عاصفة الحزم مساء أمس معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقا) في عدن. وقالت مصادر صحفية لوكالة الأنباء الألمانية «إن أعمدة الدخان تتصاعد بشدة من مقر قوات الأمن الخاصة التي تسيطر عليها قوات الحوثي بحي الصولبان بخور مكسر. وأضافت إن دائرة الاشتباكات توسعت حتى وصلت إلى الطريق المؤدي للقصر الرئاسي في المعاشيق. إلى ذلك، قال وزير النقل اليمني المهندس بدر باسلمة، إن صالح يقود الصراع المسلح بدعمه ومساندته الواضحة للحوثيين، وأضاف «هذه العمليات كاملة تجري بقيادة صالح لان الحوثيين لا يعرفون المناطق الجنوبية وهم حتى ثمانية شهور لم يخرجوا من صعدة (معقلهم الرئيسي في الشمال منذ إعلانهم التمرد المسلح في 2004). وأشار إلى أنه تم تشكيل غرفة عمليات في الرياض لتنظيم المقاومة المسلحة في عدن والمناطق المحيطة بها، مؤكدا أن حكومة هادي طالبت بإمداد المقاومة الشعبية في الجنوب بالسلاح لمواجهة ترسانة «الحوثيين». وأضاف «صالح، هذا المجرم لم يعط أبناء المحافظات الجنوبية الفرصة لأن يكونوا قوة عسكرية»، كما أنه يحرك ورقة «القاعدة» في الجنوب بعد الهزائم الكبيرة التي تعرضت لها قواته خاصة في الضالع، وتابع قائلا»إن صالح الكارثة التي خلفت الحوثيين، وهو يهدف من خلال التركيز على عدن والمكلا إلى عرقلة جهود تثبيت الشرعية»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن «الحوثيين» يحاولون قدر الإمكان استفزاز السعودية للدخول في معركة برية من أجل تقزيم الموضوع وكأنه صراع بين السعودية والحوثيين. إلى ذلك، كثف تحالف «عاصفة الحزم» في الأسبوع الثاني أمس غاراته الجوية على وحدات الحرس الجمهوري، وهو أقوى فصائل الجيش الموالية لصالح في صنعاء والعديد من المدن اليمنية، بالإضافة إلى معاقل الحوثيين في صعدة على الحدود مع السعودية. وتعرضت صنعاء فجرا لغارات هي الأعنف منذ انطلاق العملية استهدفت معسكرا تابعا للحرس الجمهوري في مديرية بني حشيش. كما استهدفت الغارات كتيبة 25 دفاع جوي في منطقة صافر النفطية بمحافظة مأرب، وكتيبة صواريخ في معسكر الجبانة شمال ميناء الحديدة على البحر الأحمر. وشنت مقاتلات التحالف ليلا غارات جديدة على مواقع عسكرية في صنعاء تركزت على القصر الرئاسي ومقر الحرس الجمهوري وألوية الصواريخ في جنوب العاصمة، التي شهدت نزوح الآلاف إلى خارجها. كما شنت طائرات التحالف غارات على مطار عدن، وجزيرة ميون على مضيق باب المندب بعد تقارير تحدثت عن تمركز مسلحين حوثيين فيها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©