السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هذا ما كان يحبه زايد

هذا ما كان يحبه زايد
1 مايو 2018 02:00
قبل 47 عاماً ارتفع علم الإمارات عالياً فوق مبنى الأمم المتحدة هنا في نيويورك.. وكان زايد هو صاحب الفكرة التي وحدت القلوب وحددت الهدف وجمعت الأمة وأعلنت قيام الدولة. واليوم ماراثون زايد في نيويورك بمشاركة 60 ألف متسابق تحول إلى أجمل وأهم وأنبل رسالة إنسانية عرفتها حديقة «سنترال بارك» على امتداد 160 عاماً.. وكان زايد هو العنوان وفي قلب الصورة وقلوب الجميع. وما بين الفكرة والرسالة يعد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه هو أصل الحكاية.. ونهر العطاء.. وشريان الإنسانية.. وواحة الخير. ........ أيتها الأم..أيها الأب أمسك القلم.. وأجلس أبنائك حولك واكتب وسطر: هذا ما كان يحبه زايد، وهذا ما كان لا يحبه زايد. ونجمع تلك الأوراق.. لا نضعها على الرفوف، ولا نتغنى بها على الدفوف. وإنما نضعها في الصدور، ونضعها في مقدمة الدستور، بهذا الوفاء نكون قد أوفينا الرجل حقه. تلك كلمات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في الدورة الرابعة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2009-2010. نعم ...هذا ما كان يحبه زايد كان يحب الجود والكرم.. الحكمة والعدل.. الإنسانية والرحمة.. الشجاعة والعمل.. القوة والتواضع. كان العطاء في أجمل صوره.. والتسامح في أنبل معانيه. قلب كبير يحتضن الجميع.. داخل الوطن، الأب والقائد ورب الأسرة، هدفه بناء الإنسان ورفاهية المواطن، وكان يقول دائماً: «إذا كان الله تعالى قد وهبنا الثروة فإن واجبنا الأول في الإقرار بنعمته هو توجيه الثروة لبناء الوطن وتحقيق الرفاهية للمواطن». وخارج الوطن أياديه البيضاء امتدت بالخير لتغطي كل بقاع الدنيا، ولا يوجد مكان إلا وكانت له بصمة ومبادرة وموقف وقرار لتلبية نداء محتاج، ورسم ابتسامة فوق وجه طفل، وإطعام جائع وإغاثة مريض. وانتشرت المستشفيات والمدارس والمساكن والمشروعات الخيرية في مناطق نائية لم يصل إليها أحد من قبل في عشرات الدول لتوزع الأمل وترسم السعادة وتدخل البهجة إلى قلوب أطفال وكبار وصغار عاشت لسنوات طويلة في دائرة التجاهل وعانت من الفقر والحرمان. فالمبادرات لا تتوقف لحظة واحدة، فهو في سباق الخير والإنسانية من الصعب أن يقترب منه أحد، وفي عام 1971 قرر إنشاء صندوق أبوظبي للتنمية لتقديم القروض والمساعدات للدول الشقيقة والصديقة، وفي الخامس من أغسطس عام 1992 قرر إنشاء مؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، وخصص لها وقفاً وصل إلى مليار دولار أميركي ليعود ريعه على المشاريع والأنشطة والفعاليات الخيرية داخل الدولة وخارجها. معه لا حدود للعطاء، ومن كلماته التاريخية التي تحولت إلى منهج دولة ورسالة أجيال: «لا جدوى من نعمة لا يسعد بها الناس، ولا فائدة من التمتع برفاهية العيش بينما بعض البشر يعانون الفقر والحاجة، وليس إنساناً من لا يشعر بالآخرين ويتعاطف مع مآسيهم بغض النظر عن دينهم وجنسهم وعرقهم». الخير في قاموس المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه أسلوب حياة، وقلب ينبض بالحب والإنسانية والرحمة، وأمر ذات مرة بتوفير الحبوب لمدة عام لطيور وسناجب كانت تأكل من بقايا الطعام في مدينة جنيف السويسرية. رحل المؤسس.. وما زالت أنهار العطاء تتدفق من الوطن إلى العالم. فهو غرس الفكرة في شرايين الوطن وقلوب الأجيال. ماراثون زايد الخيري الذي انطلق قبل 14 عاماً، ويخصص ريعه إلى مؤسسة «هيلثي كيديني فاونديشن» لعلاج أمراض الكلى، تحول امس الأول بمشاركة 60 ألف متسابق إلى أهم المواعيد فوق أجندة الرياضة والإنسانية في نيويورك، تلك المدينة التي يحبها زايد ولها مكانه في قلبه وزارها عدة مرات منذ عام 1957. فالرياضة كانت تحتل مساحة كبيرة في رؤية المؤسس وهو يضع اللبنات الأولى لبناء الوطن من أجل أجيال قوية بدنياً تواصل المسيرة بنجاح، ولأنه كان يمارس رياضة الفروسية والصيد بالصقور حرص على تشجيع الشباب على ممارسة الرياضة لقناعته بدورها المؤثر في الأسرة والمجتمع والوطن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©