الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أسطول الحرية»... وفك الحصار على غزة

«أسطول الحرية»... وفك الحصار على غزة
5 يونيو 2010 21:15
اعترضت البحرية الإسرائيلية سفينة الشحن" راتشيل كوري" التي كانت تحمل مجموعة أخرى من الناشطين المؤيدين للفلسطينيين تسعى إلى تحدي الحصار المفروض على غزة، وسيطرت عليها بالكامل دون إطلاق رصاص أو اشتباكات، وذلك على بعد عشرات الأميال من سواحل القطاع المحاصر. وكانت إسرائيل قد أعلنت أنه ليست لديها رغبة في الدخول في مواجهة جديدة مع السفينة، بعد مرور أقل من خمسة أيام فقط على غارة الكوماندوز التي شنتها على "أسطول الحرية"، التي أسفرت عن مصرع تسعة ناشطين وإصابة عدد آخر. وكان بيان صدر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أكد هذه النية حيث جاء فيه: "ليست لدينا رغبة في الدخول في مواجهة مع السفينة راتشيل كوري". وفي الوقت نفسه الذي صدر فيه هذا البيان قال قادة إسرائيليون آخرون إن بلدهم سيستمر في فرض الحصار البحري على قطاع غزة. وكانت إسرائيل قد تعرضت لضغط دولي شديد لتخفيف الحصار المفروض على القطاع، بعد الغارة الدموية التي قامت بها البحرية الإسرائيلية على السفينة "مافي مرمرة" التي كانت تحمل على متنها العدد الأكبر من نشطاء أسطول الحرية، و10 آلاف طن تقريباً من المساعدات. وقد صرح مسؤول إسرائيلي اشترط عدم الكشف عن هويته أن بلده سيستمر في تفتيش جميع الشحنات البحرية المحمولة على أي سفينة من سفن الإغاثة، المتوجهة لقطاع غزة بحثاً عن أسلحة قد تكون موجهة لحركة "حماس" التي تسيطر على القطاع. ومع هذا أكد ذلك المسؤول أن إسرائيل "تريد أيضاً تسهيل نقل البضائع المتجهة إلى سكان قطاع غزة، وأنها تبحث في الوقت الراهن عن سبل إضافية لتحقيق ذلك". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني المتطرف "نتنياهو" قد أكد الأسبوع المنصرم أن إسرائيل ستستمر في فرض الحصار، لأن هذا يمثل، في رأيه، إجراء لابد منه لمنع تزويد "حماس" بالسلاح الذي سيساعدها على تعزيز هيمنتها على القطاع واستخدامه لشن هجمات على المدن والبلدات الإسرائيلية المجاورة مثلما كان الوضع قبل الهجوم الأخير على قطاع غزة في شتاء 2008 - 2009. أما "تسيبي ليفني" زعيمة المعارضة الإسرائيلية التي كانت تشغل منصب وزيرة خارجية إسرائيل عندما تم البدء في فرض هذا الحصار عام 2007 فقد قالت إن الغرض من الحصار هو الضغط على "حماس"، وإجبارها على نبذ خيار العنف. ومن جهتهم قال ناشطون على متن السفينة" راتشيل خوري" من خلال اتصالات أجريت معهم إن بارجتين حربيتين وقوارب صغيرة للبحرية الإسرائيلية قد قامت بملاحقة السفينة بعد رفض ربانها التوجه إلى ميناء أشدود الإسرائيلي، وإن أجهزة الملاحة بالسفينة قد تعطلت بسبب التشويش عليها من قبل الإسرائيليين. وفي الوقت نفسه أعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي "أفيتال ليبوفيتش" أن الجنود الإسرائيليين "لن يكون أمامهم من خيار سوى الصعود على ظهر السفينة إذا ما استمرت في رفض التوجه لميناء أشدود القريب من القطاع". وكانت ردود الفعل والنداءات الدولية المكثفة الداعية لرفع الحصار عقب الغارة التي شنتها إسرائيل على "أسطول الحرية" قد عززت من وضع المنتقدين الإسرائيليين، الذين كانوا ينادون بإعادة التفكير في سياسة الحصار على القطاع، المستمرة منذ ثلاث سنوات، والتي كانت إسرائيل تسمح فيها فقط بدخول الأغذية والإمدادات الطبية -بكميات تقل عن تلك التي توصى بها الأمم المتحدة. وقال "يوسي ألفر" المستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "باراك" إن الغارة التي شنتها البحرية الإسرائيلية، على إحدى سفن "أسطول الحرية" واحتلالها، تمثل دليلا واضحاً على إن إسرائيل بحاجة إلى تعريف استراتيجية جديدة للتعامل مع القطاع الذي تسيطر عليه "حماس". ويرى"ألفر" أن الحصار قد فشل في تحقيق الغرض المراد منه، وأن مفاوضي السلام التابعين للرباعية الدولية في حاجة لإدراك ذلك وتعديل استراتيجيتهم بناء عليه. وأضاف "ألفر" الذي يشارك في الوقت الراهن في رئاسة تحرير مجلة "بيترليمون أورج" الإلكترونية للحوار الإسرائيلي- الفلسطيني: "أعتقد أن الوقت قد حان للتفكير في استراتيجية أخرى تكون أكثر فعالية وإيجابية". أما المنتقدون الداخليون في إسرائيل الذين يتبنون وجهة نظر شبيهة بتلك الخاصة بـ"ألفر" فيرون أن حصار غزة يعزز عمليّاً من وضع "حماس" لأنه يتيح لها السيطرة على اقتصاد سري يجري تحت الأرض من خلال أنفاق التهريب، في الوقت الذي يلحق فيه أضراراً بالغة بالطبقات العاملة وخاصة الطبقة الوسطى بالقطاع. ويذهب هؤلاء أيضاً إلى أن "حماس" قد تمكنت من بناء قدرات عسكرية على رغم الحصار بوسائل مختلفة. غير أن بعض هؤلاء المنتقدين يرون أن المشكلة ليست في العقوبات المفروضة على القطاع، وإنما في الطريقة التي يتم بها تنفيذها. ويوضح "شلومو بروم" الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي، الذي كان يشغل منصب رئيس شعبة التخطيط الاستراتيجي فيه، هذه النقطة بقوله: "أعتقد أن العقوبات يجب أن تكون أكثر ذكاءً، وأن تكون موجهة لـ«حماس» على وجه التحديد، بدلا من أن تكون عقوبات واسعة النطاق، وغير انتقائية على النحو الذي هي عليه راهناً". يشار إلى أن إسرائيل قد بدأت في فرض الحصار منذ أن استولت حركة "حماس" على القطاع في يونيو 2007. وقد كتب الصحفي وكاتب العمود الإسرائيلي "ألوف بن" في صحيفة "هآرتس" المنتمية إلى تيار يسار الوسط مقالا دعا فيه إسرائيل إلى استكمال انسحابها من قطاع غزة، من خلال إيقاف عمليات نقل البضائع، و إغلاق حدودها تماماً مع القطاع المطل على البحر، ونقل المسؤولية عنه إلى غيرها. جوشوا ميتنيك كاتب ومحلل سياسي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©