قدمت فرقة الصحوة المسرحية العمانية عرضاً مسرحياً بعنوان «سهرة مع سعد الله ونوس» يومي الأحد والاثنين الفائتين، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي التي انطلقت مساء السبت الماضي.
والمسرحية من تأليف صالح الفهدي وإخراج ناصر الرقيشي، والمخرج المنفذ سعيد أسعد عامر، وبطولة كل من خالد بن جمعة الحديدي ودرويش المبسلي وعابدين البلوشي وأبرار الزدجالي. وتستدعي المسرحية الشخصيات التاريخية – التي غدا سعد الله ونّوس – أحدها، من أجل تكوين «لعبةٍ مسرحية» رأى فيها المؤلف خدمة للفكرة التي طرحها، والأسئلة الافتراضية التي ألقاها في جملةٍ من الفضاءات المفتوحةِ في النَّص المسرحي، وحين ترتكز اللعبة المسرحية على ممارسة «التّنكر» فإن الأقنعةَ هنا تغدو عنصراً أساسيا يتحكّم في نجاح اللعبة، وتقديمها بالشكل المستهدف.
وشكّلت المسرحية جملةٍ من الأُطرٍ المسرحية، بدأها المؤلف بإطار مفترض لمسرحية «أورام سرطانية» ابتكرها عبر أخيلة افتراضية لسعد الله ونّوس، وهو على سريره الأخير في العناية المشدّدة، لتتشظى في جملةِ أُطرٍ، تبدو مستقلةً، لكنها ليست كذلك، إذ أن الورم السرطانيَّ يظهر في كل فضاءٍ من الفضاءات المجترحة، مع وجود الوريدِ الرابط بينها والذي تتخلله الأورام.
كما استحضر الفهدي في المسرحية الجاريةِ تودّد، وهي إحدى بطلات ألف ليلة وليلة لترمز إلى علاقة سعدالله ونّوس بالتراث في معالجاته لإعادة كتابة التاريخ في الشكل الممسرح، ولما تمتّعت به هذه الجارية من ثراءٍ معرفي واسع يجعلها في مرتبةٍ أسطورية. ووجد نفسه في حاجةٍ ماسّة، في سياق الفكرة المطروحة، للتناص الكامل أحياناً مع بعض أبيات قصيدة «زينب» للشاعر المصري محمد أبو دومه، فهنا تتشكل فسيفساء؛ لكن على شكل أورام سرطانية، تحملُ دلالات الاستلاب والازدواجية، والوهم والابتذال، وجمود الوعي، وغيرها.
من جانبها، قدمت فرقة الرستاق المسرحية عرضها الأول وتقدم اليوم عرضها الثاني (سلالم الشمس) للكاتب محمد المعمري والمخرج خالد الضوياني.
الجدير بالذكر، أن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الحادية والعشرين يستمر لغاية العشرين من أكتوبر الجاري.
عدد اليوم
