سوريا وتركيا: تعاوننا الاستراتيجي ليس موجهاً ضد دول المنطقة

وقعت سوريا وتركيا أمس اتفاقاً ينص على إلغاء تأشيرة الدخول بينهما، وذلك خلال اجتماع «مجلس للتعاون الاستراتيجي عالي المستوى» أسسه البلدان في سبتمبر الماضي. ووقع الاتفاق وزيرا الخارجية السوري والتركي وليد المعلم وأحمد داود أوغلو في إطار اجتماع لوزراء أتراك وسوريين في مدينة حلب شمال سوريا للبحث في آفاق التعاون بين البلدين. وشارك في الاجتماع وزراء الدفاع والاقتصاد والزراعة والنفط والكهرباء والداخلية والصحة في البلدين. وأكد وزير الخارجية السوري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي قبل توقيع الاتفاق، أنه «حدث تاريخي ونموذج نقدمه لكل الأشقاء في المنطقة». وأعرب المعلم عن أمله في أن «نحذو حذوه في علاقات استراتيجية تشمل مختلف المجالات». وأضاف المعلم أن وجهات النظر كانت متطابقة في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية. من جانبه قال أوغلو إن الاجتماعات كانت لدولتين جارتين لكن في «وفد واحد»، مؤكداً أن التعاون الاستراتيجي فيما بيننا «هو رسالة لكل المنطقة لكن ليس موجهاً ضد أحد». وأكد المعلم أن رؤية الرئيس السوري بشار الأسد في ربط البحار الأربعة هي رؤية استراتيجية بعيدة المدى تنسجم مع الواقع الجغرافي والتاريخي لهذه المنطقة وتنسجم مع رغبة قادة هذه الدول التي تتداخل مصالحها. ورفض المعلم أن يكون تفسير التعاون والاتفاقات الاستراتيجية بين سوريا وتركيا على أنه «يأس» من العلاقات العربية مع سوريا، مشيراً إلى أن بلاده استقبلت العاهل السعودي قبل أيام وكانت زيارة ناجحة. وقال أوغلو: «علاقاتنا مع سوريا تؤهلنا لأن تكون سوريا هي بوابة تركيا إلى العالم العربي لأننا نتشاطر التاريخ والجغرافيا مع العالم العربي». وأضاف الوزير التركي أن أنقرة تفكر بحدود موحدة وليس بحدود منفصلة في الجغرافيا، مستشهداً بقول للرسول محمد عليه السلام عن أهمية ومساعدة الجار. واعتبر أوغلو أن المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل والتي رعتها بلاده كانت نتيجة ثقة سوريا بتركيا «وكانت على وشك أن تتحول إلى مباشرة لولا أحداث حرب غزة». وأبدى أوغلو استعداد بلاده مجدداً للعب دور الوسيط بين دمشق وتل أبيب إذا توافرت الإرادة السياسية من الطرفين. وقال وزير خارجية سوريا إن حزب العمال الكردستاني بالنسبة لسوريا هو «منظمة إرهابية ويعامل في القانون السوري معاملة منظمة إرهابية لأن أمن واستقرار تركيا من أمن واستقرار سوريا». ورحب المعلم بقرار تركيا إلغاء مناورات عسكرية «نسر الأناضول» مع إسرائيل، وقال «سوريا تقلقها مثل هذه المناورات، وإلغاؤها يسرنا لأن إسرائيل لا تزال تعتدي على الفلسطينيين والأقصى».