الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ماجد بوشليبي يتتبع أسباب ازدهار الثقافة في الشارقة

ماجد بوشليبي يتتبع أسباب ازدهار الثقافة في الشارقة
15 ابريل 2014 00:59
فاطمة عطفة (أبوظبي) استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات– فرع أبوظبي مساء أمس الأول بمقره الجديد في معسكر آل نهيان، الأديب ماجد بوشليبي في محاضرة تحدث فيها عن الثقافة والأسباب التي جعلت الشارقة عاصمة ثقافية وقرنها بالوضع الثقافي في كل من سنغافورا والكويت، وذلك بحضور الشاعر حبيب الصايغ، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وعدد من محبي النشاط الثقافي. وقدم الأمسية الشاعر محمد نور الدين، الذي أشار إلى أن الكاتب ماجد بوشليبي أصدر عدة مؤلفات، منها كتاب «ثقافتنا هل تشبهنا؟»، وهو عن واقع الثقافة في الإمارات، وكتاب آخر بعنوان «الكتابة على الهواء» وهو يتناول بالبحث المسألة الثقافية في دولة الإمارات، إضافة إلى مسرحيتين هما «حمدون» و«أبيض وأسود»، كما صدر له أخيراً «غبار الحواس» وهي مقالات في الثقافة السياسية. وللكاتب تجربة إدارية وإعلامية، حيث شغل مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وهو الآن أمين عام المنتدى الإسلامي. ثم استهل بوشليبي حديثه بالإشارة إلى أهمية الثقافة والأسباب التي جعلت الشارقة عاصمة ثقافية، مبينا أن ذلك يعود إلى أكثر من سبب، منها أن الثقافة مرتبطة بالحراك الاجتماعي، حيث بدأت من القرن التاسع عشر أو حتى قبل ذلك، ففي 1866 كان هناك صالون أدبي لأهل الشارقة في «بومباي»، وفي 1899 كان في الشارقة مكتبة القاسمي، وفي 1929 كان هناك المنتدى الثقافي الذي يترأسه اليوم المحاضر بوشليبي ذاته، كما أن التعليم الرسمي بدأ في عام 1902. وتناول الكاتب موضوع الثقافة في بعده التاريخي وعمقه الحضاري ودوره في التنمية الاجتماعية ورده إلى ثلاثة أقسام، الأول يعود لمفاهيم عامة. وقارن المحاضر هذه المفاهيم برؤية وخطة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي كان وما زال يدير هذه المراكز الثقافية وفق منهجية معينة. وتابع ماجد كلامه حول العلاقة بين الثقافة التي تؤدي إلى التنمية من مفهوم اجتماعي أو ما يسمى بثقافة المجتمع، موضحا نظرته للمشروع الثقافي في الشارقة قائلا: «تطوير الثقافة أسبابه كثيرة منها البنية المعمارية والتنمية الاجتماعية التي تشمل التعليم والتنمية والوعي بحيث تبعد الفقر والمرض. واستشهد الكاتب بنظرية ابن خلدون على أن الثقافة تؤثر وتتأثر فهي مصدر للهوية والتفرد والخصوصية، موضحا أن التراث الثقافي إنساني ومصدر للإبداع وسجل الكينونة، وهو الذي يشكل »نوعية الحياة« مؤكدا أن هذه العبارة سوف تكون شعار الشارقة في احتفالات الدائرة سنة 2015». وأكد المحاضر أن هذه المؤسسات الثقافية أدت إلى احترام الملكية الفكرية وحفظ حقوق المؤلف، والعلامات التجارية، وكذلك الاعتراف بحقوق المرأة والطفل واحترام هذه الحقوق، إضافة إلى مؤسسات البحث العلمي والمتاحف والمكتبات كل هذه الأشياء أدت إلى اختيار الشارقة عاصمة ثقافية. وبعد أن شرح المحاضر الأسباب المحلية لنمو الثقافية، استعرض التجربة الثقافية في سنغافورة التي تشابه تجربة الإمارات من أحد جوانبها، مبينا على أن الرفاهية في المجتمع تتحقق حسب موارد هذا المجتمع وعلاقتها بموارد التنمية وحسن إدارتها موضحا أنها «اعتمدت على تنمية الكادر البشري كقاعدة أساسية، وهذا هو المحور الأساسي لنجاح التنمية وإدارة المشكلة، كما اعتمدت على الأفكار في التحليل البيئي للسياسة التنموية، وقد صنفت بحداثة الاستقلال والتنوع الثقافي»، مشيرا إلى أن سنغافورا قليلة الموارد الطبيعية وفيها تنافسية كبيرة، إلى جانب التنوع الموجود بسكانها. وعن تشابه تجربة الشارقة بتجربة الكويت الطليعية وأهميتها قال بوشليبي: »التجربة الكويتية اختارت أن تكون ثقافتها من المجتمع العربي، المجتمع الكويتي منفتح يقبل ثقافة الآخر سواء في التعليم الذي أسس فيه الناس الميسورون، أرسلت طلاب إلى مصر لتحصيل العلم، إضافة إلى أن ظهور النفط كان عاملا مساعدا بإدخال كثير من الموارد، من عام 1923 كانت المكتبات والنادي الأدبي. وأشار المحاضر إلى موقف الكويت مع نشأة دولة الإمارات قائلا: “سلمت الكويت لدولة الإمارات ثلاثة وثلاثين مدرسة ومعهدا للتعليم، وعيادات، إضافة إلى محطة إرسال تلفزيونية”. واختتم ماجد بوشليبي محاضرته الهامة مع المشاريع التي أنجزتها الشارقة خلال مسيرتها الثقافية من دائرة الثقافة، إلى مهرجان الفنون الوطني، ومتحف الفنون التشكيلية، والبرامج والأمسيات الفكرية التي تقام في المنتديات الرسمية والخاصة، إلى طباعة الكتب ومعرض الكتاب السنوي، إضافة إلى بينالي الشارقة للفنون، حيث أصبحت المدينة ملتقى لمحبي الفن والثقافة التي بنيت على أسس علمية وأبرزها الاهتمام بالتراث المادي والفنون العربية الإسلامية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©