الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«منتدى الفنون والثقافة» يستعرض تجارب جمالية

«منتدى الفنون والثقافة» يستعرض تجارب جمالية
15 ابريل 2014 00:59
محمد وردي (دبي) اختتمت «هيئة دبي للثقافة والفنون» موسم دبي الفني 2014، بعقد «منتدى الفنون والثقافة» أمس، حيث جرى خلاله تقييم فعاليات موسم دبي الفني، وعرض تجارب مماثلة عريقة في هذا المجال. وشارك في المنتدى الذي أقيم في فندق «الريتز- كارلتون» بدبي كل من يو ساكو إيمامورا مدير موقع طوكيو وندر، وكريس وينرايت مساعد رئيس جامعة الفنون في لندن، وجود كيلي المديرة الفنية في مركز ساوث بنك بلندن، والفنان مطر بن لاحج المدير العام لمرسم مطر للفنون التشكيلية، وجمال بن حويرب المستشار الثقافي في حكومة دبي. افتتح المنتدى سعيد النابودة المدير بالإنابة في هيئة دبي للثقافة والفنون، مؤكداً أن فعاليات موسم دبي الفني، بما في ذلك «آرت دبي» و«أيام التصميم- دبي» ومعرض «سكة الفني» ومعرض «الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة - كوميك كون»، ساهمت في إرساء معايير جديدة ورسم توجهات فريدة. ولعل أبرز ما تميز به موسم دبي الفني هو مدى تفاعل مختلف شرائح الجمهور مع فعالياته المتنوعة، بما في ذلك الأنشطة التي أقيمت في المناطق العامة، بالإضافة إلى العروض الفنية الحية، ما عزز من اهتمام سكان المدينة وزوارها بالإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها فنانونا. ولاحظ النابودة أن «المنتدى» يقدم منصة مثالية لمناقشة المرحلة المقبلة من مسيرة تعزيز نمو المشهد الإبداعي في المدينة التي أصبحت بالفعل مدينة توفر بيئة حاضنة للأفكار المبتكرة والمواهب المتميزة. وتحدث ايمامورا مستشار موسم دبي الفني عن تجربته الخاصة، في «طوكيو ويندر» مستعرضاً أبرز محطاتها، وكم احتاجت من الوقت والجهد، حتى وصلت إلى ما هي عليه في الوقت الراهن. ولا حظ أن دبي تحقق قفزات كبيرة وسريعة في هذا المجال، مشيداً بمدى تفاعل الجمهور مع فعاليات الموسم المنصرم. وقال إيمامورا: «من المهم أن نعرف ماذا يحصل في دبي، وإلى أين يتجه النشاط القائم»، مؤكداً أن البنية التحتية القائمة في المدينة تسمح بالقيام بكل أنواع المبادرات الخلاقة، خصوصاً على مستوى إتاحة الفرصة للناشئة، للتعبير عن إبداعاتهم، ومد جسور التلاقي مع الثقافات الأخرى. كذلك تحدثت كيلي، عن مركز «ساوث بنك لندن»، وعرضت شريطاً مصوراً عن مراحل نشأته تاريخياً، ونوعية الأنشطة التي يقوم بها، مؤكدة أنها من خلال تجربتها، استنتجت أن الفنون يمكن أن تجذب جميع الفئات، معترضة على مقولة إن الفنون نخبوية، وسردت بعض التجارب بهذا الخصوص، لا سيما المراكز التي أقامتها بنفسها مع آخرين في مدينتها ليفربول، موضحة أنها استخدمت مناطق مهجورة في أحياء شعبية وعمالية فقيرة للغاية، إلا أنهم كانوا يلبون الدعوات بطريقة مذهله، لافتة النظر إلى ضرورة تضمين الدعوة كلمة «مهرجان» بدل ثقافة. من جهته، تحدث ابن حويرب، عن بدايات نهضة دبي برؤى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وتواصل النهضة مع نجليه الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وأضاف ابن حويرب: أننا «نعيش تحت مظلة دبي ملتقى الحضارات، وهو وصف دقيق لما نراه اليوم في هذه الإمارة التي لا تنام ولا تعرف التوقف عن الازدهار وعشق الفن، لقد اجتمع فيها عبق الشرق والأصالة العربية ومفردات الحضارات الغربية، كلها في مكان واحد وفي زمن واحد، تعددت فيها اللغات واللهجات، وتنوعت فيها المعتقدات والأديان، يتكلمها ويعتنقها أكثر من 210 جنسيات تقيم على أرضنا وتعيش بيننا في أمن وأمان وتناغم اجتماعي فريد، في جو من المودة والاحترام، وتتواصل لوحات هذا التنوع العجيب لتكوِّن مجتمعة لوحة عالمية فريدة لا مثيل لها تتجسد في دبي». ولا حظ ابن حويرب أن دبي باتت قادرة على الاستجابة إلى متطلبات الإنسان المعاصر، حيث يستطيع المرء فيها أن يجد مبتغاه في مجالات الآداب والفنون عامة. كما تحدث البروفسور وينرايت، عن تجربة لندن كمدينة نهرية، لجهة انفتاحها على الثقافات الأخرى. ملاحظاً أن دبي ليست بعيدة عن هذا الواقع، وربما هي في صميمه منذ أزمنة بعيدة. واستعرض وينرايت تجربته مع الصورة في المناطق الباردة جداً، والحارة جداً على حد سواء، في محاولة منه لرصد جماليات الأمكنة، والتعبير عن عشقه لفلسفة التجوال والسفر بغرض الانفتاح على الثقافات الأخرى. مؤكداً أنه منذ 12 عاماً هجر البيت بشكل نهائي، وأنه يعيش الآن في سفينة صغيرة راسية على ضفة «التايمز»، ولكنها على الدوام متأهبة للرحيل. إلى ذلك، تحدث الفنان مطر بن لاحج عن تجربته الشخصية التي حفرها بأظافره كما يقول، حيث واظب على التجريب بكد واجتهاد يصل إلى أكثر من عشر ساعات يومياً، وأحياناً يتجاوز ذلك على مدى سنوات. كم تنا ول ابن لاحج تجربته لجهة استقبال ورعاية الناشئين من الموهوبين الصغار أو التجارب الشبابية الأولى، التي لا تجد لها متنفساً، فاحتضنها المرسم، وبعضهم أنجز معرضه الأول، ولاقى قبولاً واستحساناً من النقاد والذواقة، وهو على موعد خلال الأيام القلية المقبلة، لتجربة جديدة مع المواهب الشابة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©