الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عبدالله بن زايد يكرم الفائزين بجائزة الإمارات للرواية

عبدالله بن زايد يكرم الفائزين بجائزة الإمارات للرواية
15 ابريل 2014 12:28
جهاد هديب ووام (أبوظبي) كرم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية رئيس المجلس الوطني للإعلام مساء أمس، الدفعة الأولى من الفائزين بجائزة الإمارات للرواية في نسختها الأولى، في حفل أقيم بفندق روتانا بارك بأبوظبي، كما كرم “الأديب الإماراتي المميز” الروائي علي أبوالريش في تقليد سنوي سوف يصاحب توزيع الجائزة. ويجيء فوز أبوالريش بهذه الجائزة، نظرا لتجربته الابداعية الراسخة في المشهد الثقافي الإماراتي التي أسهمت في التأسيس لفن الرواية في الإمارات طيلة السنوات الثلاثين الماضية التي أنجز خلالها عددا من الروايات اللافتة كان آخرها “امرأة استثنائية” التي صدرت عن منشورات اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات الصيف الماضي. وحمل خطاب تكريم الروائي أبو الريش أن ذلك قد جرى نظرا “لنتاجه الفكري المميز وتقديرا له حيث كتب العديد من الروايات من بينها: “الاعتراف” 1982 والتي اختارها اتحاد الكتاب العرب كإحدى أهم الروايات العربية في القرن العشرين، إلى جانب أعماله الأخرى كـ”السيف والزهرة” و”رماد الدم” و”نافذة الجنون” و”تل الصنم” وثنائية “مجبل بن شهوان وسلائم” وثنائية “الروح والحجر والتمثال” بالإضافة إلى مجموعة قصصية وعمل مسرحي. أما على صعيد جائزة الامارات للرواية، ففازت رواية “عشب وسقف وقمر” لخولة السويدي بالمركز الأول، تلتها رواية “خرجت من ضلع جبل” للولوة المنصوري في المركز الثاني ثم رواية “من أي شيء خلقت؟” لميثاء المهيري التي حلت في المركز الثالث، في حين منحت رواية “كونار” لهند سيف البار جائزة لجنة التحكيم الخاصة. وقد حضر حفل التكريم نورة الكعبي الرئيس التنفيذي لهيئة المنطقة الإعلامية “تو فور ففتي فور”، وجمال الشحي الأمين العام للجائزة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، بوصفها ضيف شرف على الجائزة، بحسب ما جرى تقديمها. وفي بيان صحفي صدر أمس عن الجائزة، دعا سموه إلى “دعم مكونات المشهد الثقافي في الدولة بشكل عام”، مؤكدا “أهمية الكتابة باعتبارها من أصول التقدم والحضارة فهي المرآة التي تعكس أحداث وتطورات المجتمعات وهي والمحفز على التقدم والتطور”. من جهتها قالت نورة الكعبي في كلمتها في الحفل: “تزخر المجتمعات والحضارات بأنماط خالدة من الآداب والفنون، ومن بينها فن الرواية” مشيرة إلى أنها – أي الرواية – باتت “ديوان العرب” المعاصر إذ تكمن أهميتها في أنها نص إبداعي مكتمل”. ونوهت الكعبي بالدعم الذي تقدمه قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة للمثقفين والمبدعين الإماراتيين. وقدمت الشكر والامتنان لراعي الجائزة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لاهتمامه بهذه الجائزة التي تعد واحدة من عشرات المبادرات التي يدعمها سموه لتعزيز المكونات الثقافية والاجتماعية والحضارية في الدولة. وقالت الكعبي إنه “على الرغم من سعينا الدؤوب في دعم المحتوى العربي، خاصة الرقمي منه إلا أنه يجب علينا أيضا تشجيع هذا النوع من التأليف الأدبي وتطويره ودعم القائمين عليه” في إشارة منها إلى منافسة الرواية للشعر. وقالت “نفخر بإنجازات المشاركين الذين أثبتوا جدارة متناهية في إبداعاتهم وتميزهم في المجتمع وتكريمهم اليوم برهان على أننا نسير وفق خطى ثابتة لتعزيز مكانة أبوظبي مركزا إعلاميا وثقافيا تقدر حكومته الرشيدة الإبداع وتؤمن أن الثقافة هي حجر الأساس للحفاظ على الهوية والتراث وبناء الحضارة”. وأوضحت “أن جائزة الإمارات للرواية تنسجم مع رؤية المنطقة الإعلامية و”تو فور 54” في دعم المواهب العربية المبدعة” وشجعت الكتاب الإماراتيين على المشاركة في الدورة الثانية من الجائزة في العام 2014. من جانبه قال جمال الشحي، في سياق وصف الحفل والجائزة: “إنه يوم حلم به جيل من الكتّاب والمبدعين الإماراتيين” مؤكدا أن الأمانة العامة للجائزة “لا تضيف جائزة أخرى إلى الجوائز المتواجدة بوفرة بل هي جائزتنا الوطنية الأولى، وعاما بعد عام ستزداد المنافسة وتتسع آفاقها وتكتسب أهميتها الخاصة بها عربيا وإقليما وعالميا”. وقال أيضا: “إن الجائزة جاءت لتسلط الضوء على نوع آخر من أنواع الإبداع في المحتوى حيث إن الرواية غالبا ما تشكل نقطة الانطلاق في أعمال إبداعية أخرى خاصة في السينما والتلفزيونية.. وقد شهدت الدورة الأولى منافسة قوية من روائيين إماراتيين شباب، تنبئ بمستقبل واعد يكون لهم تأثير بارز في رسم مستقبل الرواية العربية”. وأكد الشحي سعي الأمانة العامة للجائزة لتطوير مهارات الروائيين الإماراتيين الشباب للارتقاء بالإبداع الأدبي الذي ينعكس على المحتوى بجميع أشكاله، ويفتح لهذه المواهب آفاق الانتشار إلى المنطقة انطلاقا من أبوظبي من خلال شراكة مع أكاديمية التدريب التابعة لـ “تو فور 54”. ونوه الشحي إلى أن الباب ما زال مفتوحا لاستقبال طلبات الترشح للدورة الثانية حتى 9 أغسطس المقبل .. ويتم قبول الأعمال المنشورة فقط خلال العام 2014 في فئة الرواية الطويلة، أما فئة الرواية القصيرة فسوف تنحصر في الأعمال الجديدة غير المنشورة. موضحا أن الأعمال التي قدمت للجائزة خلال دورتها الأولى بلغت 20 رواية أجيزت منها 15 رواية سلمت للجنة التحكيم التي اختارت منها الروايات الأربع الفائزة. جدير بالذكر أن لجنة تحكيم الدورة الأولى تضمنت نخبة من الشخصيات الأدبية الإماراتية البارزة: ماجد بوشليبي والسعد المنهالي ومحمد خميس ومحمد المرزوقي وفاطمة المزروعي. وساهمت أصوات الجمهور بنسبة 50 بالمائة في تحديد النتائج النهائية لترتيب الفائزين من خلال تصويتهم عبر الصفحة الخاصة التي تم إطلاقها عبر موقع الجائزة الإلكتروني لمدة شهرين. وكانت جائزة الإمارات للرواية بالتعاون مع “تدريب” التابعة لـ “تو فور 54”، قد أعلنت مؤخرا برنامجا تدريبيا متخصصا تم تصميمه للمشاركين في الجائزة تحت مسمى برنامج “الروائي” حيث يتم تنظيم سلسلة من ورش العمل والندوات في الكتابة الإبداعية، قدمها خبراء في هذا المجال تهدف إلى صقل المهارات الأدبية للمشاركين في مختلف فئات الجائزة بالإضافة إلى إطلاق حملات محلية وخارجية ومشاركات في معارض الكتاب بالدولة للتعريف بالجائزة والتشجيع على الكتابة والقراءة في المنطقة. نساء الجائزة يتحدثن عنها الفوز بـ «الإمارات للرواية» يرفع مستوى الإحساس بالمسؤولية الإبداعية على نحو معلن ومتوّج بجائزة أيضاً، انضمت أمس ثلاث روائيات إماراتيات إلى قائمة المبدعين الإماراتيين من ذلك النوع الذي يشعر بالإحساس بالمسؤولية تجاه صنيعه الابداعي وتجاه القارئ الذي يتلقى. وهذا، بحسب ما جاء على الألسنة، قد دفع بالمبدعات الإماراتيات إلى أن يعدن النظر في مسيرتهن وفي ما أنجزنه حتى الآن، وتحديداً بعد حصولهن على جائزة الإمارات للرواية في دورتها الأولى، حيث يمثل هذا الفوز بمعنى ما إنجازاً تاريخياً لهن، حتى ولو جاء من بعدهن مبدعون آخرون وتجاوزوهن على المستوى الفني والابداعي، فسوف يبقى أنهن ثلاثتهن قد فزن بالمراكز الثلاثة الأولى لهذه الجائزة في دورتها الأولى. وحقيقة الأمر، فإن مَنْ يتحدث إليهن عن هذا الفوز، الذي أشعرهن بالسعادة بالضرورة، سوف يلمس إلى جانب ذلك نوعاً من المخاوف التي عادة ما تقترن بالمبدع ذي الموهبة التي يُشعرك صاحبها من كلامه أنها موهبة لافتة؛ مخاوف مشروعة من ذلك النوع الذي يتصل بالمستقبل وسؤال “الماذا بعد؟”، هذا السؤال المدوّخ إلى حدّ عجيب. الأمر الآخر يتعلّق بالقراءة، على طريقة: “قل لي ماذا تقرأ أقول لك أيّ كاتب أنت”، فيلمس المرء أن القراءة هنا مرتبطة جذريا بالإبداع إلى حدّ أنها نتاج له. إنهن ثلاث مبدعات إماراتيات: لولوة المنصوري بروايتها “خرجت من ضلع جبل”، وخولة السويدي “عشب وسقف وقمر”، وميثاء المهيري “من أيّ شيء خُلقت؟”، وروائية رابعة: هند سيف البار التي فازت بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن روايتها “كونار”. غير أن فوز أربع نساء دفعة واحدة أمر مثير للاهتمام، بالفعل، فهل ليس لدى الرجال من المبدعين ذلك الجلد الذي تتطلبه الكتابة الروائية أم ماذا؟ وبماذا تجيب المبدعات النساء الفائزات عن هذا السؤال؟ بل وقبل وذلك ما هو إحساسهن تجاه الجائزة والفوز بها هي التي تمنح ـ أي الجائزة ـ للمرة الأولى؟ إحساس مشترك “لم أكن أعلم من قبل أننا أربعتنا الفائزات بهذه الجائزة أول مَن يفوز بها من للمرة الأولى. ما أعرفه أننا قد فزنا فقط. هذا الأمر يزيد من سعادتي بالتأكيد، غير أنني أشعر بأنه إحساس مشترك بيننا جميعاً، بعيداً عمن هي الأولى أو الثانية أو الثالثة من بيننا”. هذا ما استهلت به خولة السويدي حديثها لـ”الاتحاد” والتي مضت في القول: “الحال، أن الأمر كله قد جرى صدفة، إذ إنني أكتب من سنوات بعيدة وحتى الآن، وأرسم أيضاً في الوقت نفسه، لكنني لم أكن آبه للنشر ولو أكن أتوقع أن يحدث ذلك فتتطور المسألة إلى حدّ الفوز بجائزة على هذا المستوى من الاهتمام”. وأضافت: “كل ما حدث أنني نشرت القليل مما أكتبه على صفحتي في موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، إذ إن الحقيقة هي أنني كنت أكتب “بروحي ولروحي” فتساءل المتابعون لهذه الكتابات عن هذه الكاتبة الجديدة، وكان التوصيف لي بأني “كاتبة” أمرا غير متوقعا، إنما سألت نفسي: مَنْ أنا لأكون كاتبة؟ غير أن الاستمرار في الكتابة والاستمرار في المتابعة ونصائح القارئين قد شجعتني على إرسال الرواية للمشاركة في المسابقة، فأرسلت رواية كنت كتبتها سابقاً. ففزت. إنها مفاجأة مرعبة! أليس كذلك”. بهذا المعنى تشير خولة السويدي إلى أن الفوز بالجائزة يعتبر تحفيزاً على الكتابة بالفعل، لكنه في الوقت نفسه يسبب الخوف، لذلك فهي في روايتها الجديدة التي تكتبها الآن باتت أكثر بطئا، لكن أكثر دأبا على الكتابة في الوقت الذي تكتفي فيه أحيانا بإضافة بضعة أسطر على مادتها الروائية هنا أو هناك، خاصة أنها أميل إلى الكتابة التي على شكل مقتطفات بحيث يمكن للقارئ أن يقرأ كل مقتطف كما لو أنه قصة بمفرده بمعزل عن الرواية. بحسب ما قالت: “إنني أكتب ببساطة وبطء لقد استغرقت مني كتابة “عشب وسقف وقمر” قرابة العام بدءاً من منتصف العام 2011”. وتكتب خولة السويدي رواية جديدة رفضت الكشف عن تفاصيلها، لكنها تكتب منذ كانت في الرابعة عشرة من عمرها، أي “بعد ثلاث سنوات أو أكثر على بدء تعلقي بالقراءة عموما وخاصة الرواية، فلقد قرأت أولًا تلك الترجمة العربية السيئة لرواية “شهوة الحياة” التي لا أتذكر من هو مؤلفها، لكنها تركت أثراً فيّ، لكنني بعد ذلك قرأت لتولستوي، كما قرأت “أحدب نوتردام” ثم بقية الروايات الأخرى التي باتت كلاسيكية الآن بالنسبة لأي قارئ عربي. أعتقد أنني قارئة نهمة”. وعن فوز ثلاث من النساء وأخرى رابعة بجائزة الإمارات للرواية، قالت: “هذا ليس مصادفة، إنما قد حدث ذلك ربما لأن المرأة هي الأكثر تفرغاً للبيت ما يمنحها أيضاً وقتاً كافياً للكتابة”. غلبة نسائية وهذا ما تتفق به معها لولوة المنصوري التي زادت على ذلك بأن “دراسة هذا الأمر من صنيع النقّاد، إذ هي ظاهرة بأبعاد اجتماعية وليس إبداعية فقط”، لتلاحظ بأن “قراءة المشهد السردي كله في الإمارات في لحظته الراهنة سوف تفضي إلى أن أغلبه من النساء. عندما كنا، وفد اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، في المغرب مؤخراً، لاحظ زملاؤنا المغاربة أن من بين عشرة من الروائيين وكاتبي القصة ضمن الوفد هن تسع روائيات من عشرة، فلم يكن من بيننا إلا مبدع واحد رجل هو محسن سليمان”. وزادت: طرح هذا الأمر تساؤلًا: هل انعطف الساردون الإماراتيون نحو الشعر مثلًا؟ أغلب الظن أن الإجابة الأكثر واقعية للإجابة عن هذا التساؤل هي أن الرجل قد انعطف باتجاه الاقتصاد والمشاغل اليومية للحياة والاهتمامات العائلية، أما المرأة، ففضلًا عن كونها أكثر هدوءاً ودأباً لجهة علاقتها بالوقت الذي يتطلبه شرط الإبداع، فإنها متفرغة أكثر”. ودللت على ذلك بالإشارة إلى أن “مطالع السبعينات والثمانينات من القرن الماضي قد شهدت ولادة العديد من الروائيين الذين اختفوا في ما بعد، إنها ظاهرة جديرة بالدراسة بالفعل. لكني أتمنى أن نجد الروائي الإماراتي الرجل بحيث يحدث ذلك التنوع في المشهد السردي وبحيث يكون التراكم المعرفي على صعيد الكتابة الروائية شموليا ومتوازنا”. أما عن فوزها بالجائزة، فأعربت لولوة المنصوري عن سعادتها بهذا الفوز والاهتمام الرسمي والإعلامي به، مؤكدة أن “الوصول الذي حققته الرواية إلى قلب القارئ هو بمثابة الجائزة الكبرى بالنسبة إليّ”، وأنه “فوز يحفز على المزيد من الإبداع ويمنح المرء طاقة ودعما معنويا هائلا، قد يجعله يطمئن إلى أن خطواته الأولى في مشروعه الابداعي كانت صائبة إلى حدّ ما، لكنْ ما زلت أعتبر أنني ما أزال أحاول الكتابة لذلك فأنا أقرأ وأستزيد، لأن المرء بات يخاف القارئ بعد هذا الفوز، فهو لا يميل إلى كاتب يكرر نفسه، بالإضافة إلى أن الأدب بالنسبة إلي هو أن تخرج من جلدك وأن تنوّع في أدبك ومصادره”. أما عن ميلها إلى الكتابة فقالت لولوة المنصوري: “أظن أنني ولدت وفي داخلي شغف للقراءة والكتابة. كان لديّ إحساس مبكر بأنني سأكتب، لكن لم أكن أعرف ماذا وعن ماذا سأكتب. لذلك بدأ اهتمامي بالصورة وبالتفاصيل الاجتماعية وغير الاجتماعية المهمشة والمهملة. إنما بعد ذلك شعرت بالحاجة إلى شكل إبداعي يستوعب الانفجارات التي تحدث في الأحاسيس والمشاعر الإنسانية ، وعندما كتبت الرواية أدركت أنني قد وصلت إلى مكاني الحقيقي”. وكانت رواية “آخر نساء لنجة” هي باكورة أعمال لولوة المنصوري، لتنعطف بعد ذلك إلى كتابة القصة القصيرة، حيث أصدرت تباعا: “القرية التي تنام في جيبي”، وفازت بجائزة دبي الثقافية للعام الماضي، ثم بجائزة الشارقة للإبداع العربي للعام نفسه، ثم كتبت أخيراً: “خرجت من ضلع جبل”. (أبوظبي ـ الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©