تركيا تطرح اتفاق التطبيع مع أرمينيا على البرلمان الأسبوع المقبل

أعلن نائب رئيس الوزراء التركي جميل شيشيك أمس الأول أن الحكومة التركية ستطرح اتفاق تطبيع العلاقات بين تركيا وارمينيا الموقع يوم السبت الماضي على البرلمان التركي الاسبوع المقبل للموافقة عليه أو رفضه. وقال لصحفيين في أنقرة «إن البرلمان سيتابع من دون شك التطورات في أرمينيا خلال عملية درس الاتفاق». وصرح شيشيك، المتحدث باسم الحكومة أيضاً، بأن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو سيقدم تقريراً بشأن الاتفاق للنواب الأتراك يوم الأربعاء المقبل. ووصف توقيع الجانب التركي على الاتفاق بأنه «تأكيد جدي وصادق للرغبة في السلام». وكرر التشديد على أن إرساء سلام دائم في المنطقة مرتبط ايضاً بانسحاب قوات أرمينيا من جيب ناجورني قره باخ ذي الغالبية الأرمينية في أذربيجان, حليفة تركيا, الجيب الواقع في أراضي اذربيجان والذي يسيطر عليه الأرمن منذ نزاع عسكري في التسعينات. وقد أغلقت تركيا حدودها مع أرمينيا في عام 1993 احتجاجاً على دعمها للانفصاليين الأرمن هناك ويجب أن يصادق برلمانا البلدين على الاتفاق المذكور ليصبح نافذاً وتحظى الحكومتان التركية والأرمينية بالغالبية البرلمانية الضرورية لذلك، لكنهما تواجهان انتقادات حادة من جانب المعارضة. وتتهم أحزاب المعارضة التركية الحكومة بأنها تخلت عن أذربيجان، فيما ترفض أرمينيا أي رابط بين مسألة ناجورني قره باخ والمصالحة مع تركيا. في وقت لاحق، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مشجعي كرة القدم إلى إبقاء أمور السياسة بعيدا عن مباراتي منتخبي تركيا وارمينيا في تصفيات أمم أوروبا المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم العام المقبل في جنوب أفريقيا بحضور الرئيس الأرميني سيرج سركسيان في مدينة بورصة التركية اليوم الأربعاء. وقال أردوغان لنواب «حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بزعامته خلال اجتماع عقدوه في أنقرة «سيرى الرئيس الأرميني والمنتخب الأرميني كيف يكون كرم الضيافة في تركيا.» وأضاف «أعرف أن مشجعي كرة القدم الأتراك في بورصة وفي باقي أنحاء البلاد سيتصرفون باحترام. أعتقد أن بلادنا وسكان بورصة لن يخضعوا لأمور السياسة ولأهداف من يريدون استغلال المباراة لتحقيق شيء آخر». وذكرت وسائل الإعلام التركية أن السلطات ستتخذ تدابير أمنية مشددة لتجنب حدوث أي استفزازات محتملة خلال المباراة ولن تسمح للمشجعين بشراء تذاكر المباراة، بل ستتحكم في توزيعها عليهم. ونقلت عن حاكم بورصة قوله إنه لن يسمح برفع علم أذربيجان في الملعب أثناء المباراة، موضحة أن القوميين الأتراك صنعوا نحو 10 آلاف علم ويقومون بتوزيعها في المدينة الواقعة في شمال غرب تركيا. وفي العاصمة الأذربيجانية باكو، نظمت «منظمة تحرير ناجورني قره باخ» احتجاجاً قصيراً قرب السفارة التركية وأحرقت صور الرئيس التركي عبدالله جول وأردوغان ووزير الخارجية أوغلو، قبل أن تفرقها الشرطة وتعتقل عددًا من الأشخاص. ودعا أردوغان مرة جديدة أرمينيا إلى تسوية مسألة ناجورني قره باخ. وقال «إن البرلمان سيأخذ في الاعتبار المشاكل بين آذربيجان وأرمينيا واذا دخلت طريق الحل، فالشعب التركي سيتبنى بشكل أفضل تطبيع العلاقات التركية-الأرمينية وستكون المصادقة على ذلك أكثر سهولة».