الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكتاب الإلكتروني: المنافع والأضرار

الكتاب الإلكتروني: المنافع والأضرار
7 أغسطس 2008 01:18
الكتاب الإلكترونيّ شكل جديد من أشكال المعرفة الحديثة بما في ذلك النقد المنشور في المواقع الإلكترونيّة، هنا وهناك· ومثل هذا النوع من الكتب يوفّر على المتلقّي عَناءَ الذهاب إلى السوق ليبحث في مكتباتها عن كتابه الذي يريد قراءته، فعوض كلّ ذلك يفتح حاسوبه، ليعرض له كتابه عرْضاً ضوئيّاً على شاشته البيضاء· وهو أيسر استعمالاً بالقياس إلى الباحث الذي يودّ بحثَ مسألة في كتاب ذي حجم كبير، فإنّه عوض أن يتوخّى مظانَّها في الفصل، أو في الباب، أو يتجشّم البحث عنها في الفهرس الطويل، يقترح على حاسوبه الكلمة/ المفتاح فيقدّمها إليه في بضعِ ثوانٍ، فيربح كثيراً من العَناء، ويوفّر كثيراً من الوقتِ· غير أنّ الكتب المخزَّنة، على الأقلّ ما يُنشر منها باللّغة العربيّة، تستميز بكلّ المميّزات التجاريّة الرخيصة بحيث إنّ الكتاب إمّا أنّه لا يُخَزَّن كاملاً فتنعدم فائدته بالقياس إلى القارئ والباحث معا، وإمّا أنّه يخزَّن بحذافيره ولكنّه يظلّ حافلاً بالأخطاء الإملائيّة الفاحشة، وذلك لانحطاط المستوى الثقافيّ للذين يحترفون طباعةَ نصوص مثل هذه الكتب من وجهة، ولعدم حَمْلِ نصِّ الكتاب الدّمغة الشرعيّة لمحقّق يحقّقه فيوقّع اسمه، فيظلّ الكتاب رائجاً بين الناس وكأنّه بضاعة غير شرعيّة· وأمّا العيب الثاني للكتابات الرائجة في ''النيت''، وفي غياب الشرعيّة الصارمة للذين ينشرون كلامهم في مثل هذه المواقع، أنّ أيّاً من الناس يمكن أن يعمد إلى طلاّبه إن كانوا كُثْراً فينشروا كلاماً يُطريه ويرفع من مقامه بين النقّاد أو المبدعين دون أن يكون ذلك حقيقة سيقرّها التاريخ حين يصنَّف الرجال، وتغربَل الأعمال· وقد أخبرني ان كثيرا ممّن يتتبّعون ما يُنشر في المواقع الإلكترونيّة أنّهم إذا أرسلوا شيئاً يُطري نقّاداً معيّنين فإنّ ذلك الكلام لا يُنشر، ويُنشر كلام آخر يطري غيرهم وذلك لأنّ القائم على الموقع هو مجرّد بشر لا يخلو قلبُه من الهوى··· وزعم لي أنّ بعض النّاس، والناس هنا هم بعض النقاد والمبدعين، يُوعزون إلى من يكتب عنهم، أو يكتبون هم أنفسهم بأسماء مستعارة لاستصدار أحكامٍ نقديّة تصنّفهم في الدّرجة العليا من طبقات النقّاد العالميّين· ومثل هذا السلوك، فهو شائنٌ ولا يشرّف أيّ ناقد يريد أن يكون شيئاً لمجرّد مقالة يكتبها هو يقرّظ فيها نفسه بنفسه باسم مستعار!··· وإذن، ومن أجل كلّ أولئك سيظلّ الكتابُ، في الغالب، هو الوسيلةَ الشريفة والْمُثْلَى والأرقَى معاً، لبثّ المعرفة العليا ونشْرها بين المتلقّين في كلّ زمان ومكان، على الرغم من أنّنا لا نرفض أشكال المعرفة الأخرى، ومنها الكتاب الإلكتروني الذي قد يُقْبل عليه بعض الشباب على نقص فيه، وانعدام الشرعيّة الأدبيّة منه بعدم توقيع المحقّق والمدقّق الذي أشرف على حفْظ ذلك النّصّ المقروءِ في الحاسوب، فالكتاب الإلكترونيّ، إذن، دَعِيٌّ، ما دام لا يحمل اسمَ المحقّقِ الذي حقّقه في الموقع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©