الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

التهدئة تتصدر مفاوضات دولتي السودان

التهدئة تتصدر مفاوضات دولتي السودان
3 ابريل 2012
سناء شاهين، وكالات (الخرطوم، أديس أبابا) - وصل وزير الدفاع السوداني، الفريق أول ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين، الملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية، أمس إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا للالتحاق بوفد الحكومة المفاوض مع وفد دولة جنوب السودان. وقد التقى ممثلون للسودان ولدولة جنوب السودان أمس في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا وذلك للمرة الأولى منذ المعارك العنيفة التي جرت الأسبوع الماضي في المناطق الحدودية الغنية بالنفط.والتقى وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين ووزير دفاع جنوب السودان جون كونغ نيون يرافقهما وفداهما كما أوضحت مصادر قريبة من المفاوضات. وقال حسين لفرانس برس أمس «نحن متفقون على ضرورة تخفيف حدة التوتر بين البلدين». وقبل ذلك بقليل اكد وزير اعلام جنوب السودان برنابا ماريل بنجامين في العاصمة الكينية نيروبي عقد اللقاء لكنه اتهم الخرطوم بالاستمرار في «قصف» مناطق في جنوب السودان. وذكرت التقارير الواردة من أديس أبابا أن الجانبين اتفقا على أن يتصدر الجانب الأمني أجندة المفاوضات لتجاوز التصعيد العسكري وتهدئة الأوضاع بين البلدين أمنيا وسياسيا. وأكدت الحكومة السودانية أن الحوار مع دولة جنوب السودان هو الخيار لمعالجة كافة القضايا والتعايش السلمي بين الدولتين والعمل المشترك لازدهار العلاقات في كافة مناحيها. وكان وفدا التفاوض أجريا محادثات أمس الأول بأديس أبابا، هي الأولى بعد الاشتباكات العسكرية بين الدولتين على الحدود بينهما. واتفق الجانبان على أن الأولوية الراهنة هي كيفية تجاوز حالة التصعيد الراهنة وتهدئة الأوضاع بين البلدين عسكريا وسياسيا. وفيما قال حسين إنه سينضم للجنة الترتيبات الأمنية، أوضحت مصادر في الخرطوم أمس أن خطوة وصول حسين، جاءت استجابة لمناشدة رئيس الآلية الأفريقية ثامبو أمبيكي لحكومة السودان بترفيع وفدها. وكان كبير مفاوضي دولة الجنوب باقان أموم اشتكى أمس الأول من أن الخرطوم قلصت وفدها في التفاوض. وكانت الخرطوم قد أعلنت في وقت سابق عن تأجيل سفر وزيري الدفاع والخارجية إلى العاصمة الإثيوبية في أعقاب الهجمات التي شنها جيش جنوب السودان بالتحالف مع قوات الجبهة الثورية على منطقة تلودي الاستراتيجية بولاية جنوب كردفان. وتوقع المراقبون أن تؤدي خطوة انضمام وزير الدفاع السوداني للمفاوضات دفعة جديدة، خصوصاً لبند الترتيبات الأمنية بعد أن كادت التوترات الأخيرة بين الجانبين أن تؤدي لتجميد التفاوض. واتفق المفاوضون من الجانبين على أن الأولوية الراهنة هي كيفية تجاوز حالة التصعيد الراهنة وتهدئة الأوضاع بين البلدين عسكرياً وسياسياً. وأكدت الحكومة السودانية أن الحوار مع دولة جنوب السودان هو الخيار لمعالجة كافة القضايا والتعايش السلمي بين الدولتين والعمل المشترك لازدهار العلاقات في كافة مناحيها. وذكر بيان أصدره وفد الحكومة لمفاوضات أديس أبابا مساء أمس الأول أن الحكومة السودانية “لن تألو جهدا في التعامل عبر الآلية الإفريقية مع حكومة جنوب السودان لتحقيق هذه الغايات الاستراتيجية رغم الصعاب الجمة والتضحيات الجسام”. وأضاف الوفد “رغم الغيوم الكثيفة التي تلبد أجواء العلاقة بين الدولتين والظروف غير المواتية من تصعيد عسكري وإعلامي متعمد من جانب حكومة الجنوب، إلا أننا أتينا بوفد عالي المستوى ومفوض بالكامل لمناقشة كافة القضايا موضوع الجولة ولوضع المعالجات اللازمة”. وأوضح البيان أن “بيان حكومة جنوب السودان الذي صدر ظهر الأحد والذي يحمل توقيع باقان أموم كبير المفاوضين مليء بالمغالطات والاتهامات الجائرة والتهديد المبطن ويشي عن نية لإفشال هذه الجولة ومن ثم عدم الوصول لاتفاق يضع حدا للعدائيات ويستلهم روح السلام بين البلدين والذي قطع شوطا طويلا”. وأشار البيان إلى أن حكومة جنوب السودان تقدم الدعم المعنوي والمادي للفرقتين التاسعة والعاشرة بالنيل الأزرق وجنوب كردفان، والتابعتين للجيش الشعبي لإطالة أمد الحرب في المنطقتين”. واتهم البيان حكومة جنوب السودان “بإيواء فلول حركات دارفور الرافضة لاتفاق الدوحة وقدمت كل التسهيلات التي تعيدها للحرب بل أسهمت في تشكيل ما يسمى بالجبهة الثورية تحت قيادة مالك عقار”. وأشار البيان إلى قيام حكومة جنوب السودان بقيادة هجوم عسكري مباشر على منطقة هجليج في جنوب كردفان مؤخرا كما أنها شنت هجوما الأحد على منطقة هجليج. ورفض البيان “ادعاء حكومة جنوب السودان بأن السودان يحتل مناطق تابعة لها”، وقال “إن هذه المناطق جزء لا يتجزأ من السودان”. واستطرد البيان أنه “رغم التصعيد العسكري والإعلامي المتعمد من جانب حكومة الجنوب “إلا أننا أتينا بوفد عالي المستوى ومفوض بالكامل لمناقشة كافة القضايا موضوع الجولة ولوضع المعالجات اللازمة”. من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية السودانية العبيد أحمد مروح، في اتصال هاتفي مع قناة “لشروق” الفضائية السودانية، إنه كان من المفترض أن يكون هناك دعم سياسي لهذه الجولة، لكن السلوك العدواني لا يمكن أن يتم معه التفاوض. وأضاف: “ليس هناك تفاؤل بإحداث اختراق ما لم يتغير السلوك العدواني لدولة الجنوب التي اعتدت على الأراضي السودانية”. وأشار مروح إلى أنه “لا بد أن يعود جيراننا في دولة جنوب السودان إلى رشدهم”، وقال: “حكومة بلاده لن تغير استراتيجيتها في أن لا يحققوا كسباً سياسياً عن طريق التصعيد العسكري”، وأضاف: “مثلما نتحارب في الجبهة نتفاوض على الطاولة”. ويركز وسطاء الاتحاد الأفريقي، بقيادة الرئيس الجنوب أفريقي السابق؛ ثامبو أمبيكي، على الملف الأمني بعد القتال الذي اندلع في منطقة هجليج الحدودية بولاية جنوب كردفان الاثنين والثلاثاء الماضيين، إلى جانب الحديث عن توغل قوات جنوبية في الأراضي الشمالية. واتهم الجيش السوداني جنوب السودان بشن هجوم صاروخي على منطقة تلودي في جنوب كردفان والتي لم تفق بعد من آثار معارك ضارية وقعت بالمنطقة الأسبوع الماضي فيما رفعت درجة التأهب العسكري بالقرب من حقول البترول السودانية في هجليج والدفرة لصد هجمات يتوقع الجيش السوداني أن يشنها المتمردون الذين تقول الخرطوم إنهم مدعمون من حكومة الجنوب، على تلك المواقع. واكد الصوارمي خالد سعد أن “الجيش الشعبي التابع لجنوب السودان قصف منطقة تلودي وتوغل بقواته لأكثر من 90 كيلومترا داخل الحدود السودانية” ونفي في تصريح لقناة “الشروق” الفضائية السودانية ما قاله مسؤول كبير في جوبا بأن الجيش السوداني يستهدف مناطق في جنوب السودان. وقال الجيش السوداني إنه يتحسب لتصعيد محتمل للقتال من جانب المتمردين “المدعومين من جنوب السودان” باستهداف مناطق جديدة في جنوب كردفان أو النيل الأزرق. وأكد الجيش السوداني إحكام سيطرته على مناطق البترول في هلجيج “وسط استعدادات مكثفة في أوساط قوات المتمردين لاستهداف حقل دفرة في جنوب كردفان في غضون الأيام المقبلة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©