الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المنشطات.. آفة البطولات

المنشطات.. آفة البطولات
3 ابريل 2015 20:51
مراد المصري (دبي) تعيش الغالبية العظمى من اتحاداتنا الرياضية حالة من التراخي والتكاسل، تجاه فحص تعاطي المنشطات بالمسابقات المحلية التي تنظمها على مدار الموسم، تنوعت فيها أسباب هذا التراخي بين النواحي المادية التي تقف حائلاً من دون تطبيق الأمر بعدد كاف، وصولاً إلى حالة عدم المبالاة بهذا الأمر، مما يدق ناقوس الخطر، تحسباً لوقوع المحظور، قبل اتخاذ الإجراءات اللازمة، خاصة للاعبي منتخباتنا الذين يشاركون في بطولات قارية ودولية، وعادة ما يكون هناك فحص منشطات، في كل بطولة. «الاتحاد» تفتح ملف القضية المثيرة التي لا تلقى اهتماماً من الاتحاداتة التي تتعامل معها بحالة من اللامبالاة، خصوصاً أن التدقيق في القضية والحالات التي يتم رصدها محلياً حول مسألة تعاطي المنشطات، ثبت أن كرة القدم تحظى بالنصيب الأكبر من دون منازع، فيما تمحورت بقية الفحوص على البطولات الدولية التي تقام داخل الدولة، وكانت النسبة الأقل للفحوص التي تجرى على الألعاب الفردية والجماعية، وذلك خارج إطار المنافسة، وتحديداً قبل التوجه للمشاركة في البطولات الخارجية، مع غياب واضح لهذا الأمر خلال الموسم الرياضي. أجمعت الآراء على أهمية زيادة أعداد الفحص في هذه الألعاب التي تم رصد حالات إيجابية فيها سابقاً، والتي ظهرت خلال مشاركات إقليمية ودولية، إما بسبب الجهل أو الخطأ، ولكن بالمحصلة أدى الأمر إلى تقديم صورة سلبية عن رياضتنا ذات الإنجازات العالمية والمحطات المضيئة على مستوى الدولي على الصعيدين الدولي فنياً وتنظيمياً. وبين الأسباب التي اختلفت والجوانب المتعلقة بهذا الموضوع، تبقى قيم التنافس الرياضي الشريف، والحفاظ على الصورة الناصعة للقطاع الرياضي المحلي، غايات يجب التركيز عليها، والعمل على دعمها، عبر إيجاد سبل لتعزيز هذا الجانب والارتقاء به. من خلال اللقاءات مع عدد من الشخصيات داخل محور القضية ثبت أن فحص المنشطات كلام على الورق لأسباب كثيرة، في مقدمتها عدم تطبيق فحص المنشطات على الدوريات المحلية في كل الألعاب على مستوى الألعاب الجماعية أو قبل البطولات على مستوى الألعاب الفردية، ولم يتجاوز الأمر أكثر من ورش عمل لتقديم النصائح، ولا أحد يبالي، ولا اتحادات تشارك، وتبقى ورش العمل محاضرات على الورق. والقضية الثانية أن غالبية المنتخبات ليس لها أجهزة طبية، وبالتالي لا يوجد الطبيب الذي يلجأ إليه اللاعب كي يستشيره في تناول جرعة من دواء معين، وهل مسموح به من عدمه قبل البطولات، وهل يندرج تحت قائمة المنشطات أم لا، بالإضافة إلى أن قائمة المنشطات طويلة ولا حصر لها، ومن الصعب أن يتجنبها أي لاعب إلا من خلال طبيب المنتخب. من جانبه، كشف الدكتور أحمد الهاشمي، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات، أن هناك خطة سيتم تطبيقها قريبا تشهد زيادة أعداد الفحص بالمسابقات المحلية وخارج إطار المنافسة، وذلك في بقية الألعاب الرياضية باستثناء كرة القدم، وقال: «بصراحة كرة القدم هي الاستثناء الإيجابي الوحيد، حيث يخصص اتحاد اللعبة مبلغاً مالياً لإجراء الفحوص التي تقام على مدار الموسم، ويصل عددها إلى 120 في دوري المحترفين، فيما يختلف الأمر بالنسبة للاتحادات الأخرى التي لا تخصص ميزانية لهذا الجانب، وهي معذورة بسبب ضعف المردود المادي لدى غالبيتها، لكنها مطالبة بتعزيز هذا الأمر عن طريق رفع درجة الوعي لدى رياضيها على أقل تقدير». وتابع: «هل يمكن التخيل أن اتحاد واحد من أصل 14 اتحاداً حضرت ورش العمل التوعوية وكيفية التعامل مع هذه الأمور لتجنب الوقوع بالخطأ، وذلك قبل المشاركة في إحدى البطولات الدولية». وتحدث الهاشمي حول الدعم المادي، وقال: «تلقينا زيادة من الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، سنقوم بتوجيهها نحو زيادة أعداد الفحوص بالألعاب الجماعية والفردية، والعمل على دخول المسابقات المحلية، لكن اليد الواحدة لا تصفق، يجب أن تتعاون الاتحادات معنا، وللأمانة هناك اتحادات متعاونة للغاية، وأخرى غير متجاوبة، تواصلنا مع عدد من الاتحادات، نفضل التحفظ على اسمها، وللأسف لم نحصل على أري رد فعل، أو مبادرة للتحرك نحو الأمر». فيما أكد سالم نصيب الظاهري، رئيس لجنة المنتخبات باتحاد اليد وعضو مجلس الإدارة، أن تحليل عينات المنشطات لم يحدث حتى الآن من جانب الهيئة الوطنية لمكافحة المنشطات، إلا أننا اعتدنا أن نقدم التحذيرات إلى الأندية قبل بداية كل موسم، ونؤكد أن الفحص عادة ما يكون مفاجئاً وعشوائياً لها، ولدينا أنيسة الشدادي، عضو مجلس الإدارة ممثلة للاتحاد في هيئة مكافحة المنشطات، بشكل عام لم نقم بفحص منشطات للاعبي المنتخبات قبل المشاركات الخارجية، ودائماً ما تكون هناك جلسة ودية مع اللاعبين ونطلب منهم الإفصاح عن أي دواء أو منشط يتناولونه بدلاً من وقوعهم في فخ المنشطات، ونتعامل معهم بصدق وشفافية عالية كي نعرف كل التفاصيل عن كل لاعب، طالما أنه لا يوجد فحص طبي قبل البطولات بل تكون عبارة عن ميثاق شرف مع اللاعبين». وأضاف: «الاتحاد لا يوجد به جهاز طبي أو طبيب للمنتخب، ولكننا نستعين بطبيب من الطب الرياضي للسفر معنا في حال المشاركة في بطولة، وتبقى المنشطات مسؤولية اللاعب طالما حذرناه، ولكنها في النهاية تصب في سمعة الدولة خارجياً، وهو ما لا نرضاه، وهنا تأتي تحذيراتنا للاعبين، لأن الأمر لن يقتصر على الإيقاف خارجياً بل سيكون هناك عقوبة داخلية». ونوه إلى أن اللاعبين باتوا يدركون كل شيء، ويعرفون الأشياء التي تحتوي على منشطات، ولا يمكن أن نترك اللاعبين من دون أن نطمئن على حالتهم، إلا أن الطبيب المرافق عادة يكون موجوداً من أجل متابعة اللاعبين في حالة الإصابة، ولكن فحص المنشطات يحتاج إلى وقت طويل قبل البطولة. 1000 دولار تكلفة العينة دبي (الاتحاد) كشفت اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات، أن تكلفة العينة عالميا يصل إلى نحو ألف دولار أميركي، وهو مبلغ مرتفع نسبيا مقارنة مع ميزانية بعض الاتحادات، وهو ما جعل اللجنة تحاول أن تخفض التكلفة قدر المستطاع، وذلك من خلال استغلال الكفاءات الوطنية مع وصول عدد المتقدمين الجدد للحصول على الشهادات الدولية الجديدة إلى نحو 90 طبيباً وفنياً، وهو الأمر الذي يمهد الطريق أمام اللجنة للعمل على تخفيض التكلفة، لكن تبقى مسألة فحص العينات بحاجة لمبلغ مادي محدد من قبل المراكز المعتمدة حول العالم. الفحوص إلزامية قبل «الخارجية» دبي (الاتحاد) تنص التعليمات والقوانين المحددة من قبل اللجنة الأولمبية الوطنية، على أن الفحوص إلزامية على كافة المشاركين في المسابقات الخارجية، وذلك عند تشكيل الوفود الرسمية، حيث يتم التنسيق في الأمر مع الاتحادات المشاركة لتحديد الضوابط والعمل على التواصل مع الرياضيين للحيلولة من الوقوع في هذا الفخ الخطير، الذي يضر بسمعة الرياضة الإماراتية في حال تم الكشف عن عينة إيجابية، وهو الأمر المنافي للمبادئ التي تم ترسيخها لدى رياضيينا. بخيت يدفع الثمن دبي (الاتحاد) سقط عيد بخيت لاعب فريق الشباب ومنتخب اليد في فخ المنشطات في الدورة الخليجية الأولى بالبحرين عام 2011، ورغم مرور كل هذه السنوات إلا أن اللاعب لا زال يدفع الثمن بعدما تجدد الإيقاف مرة أخرى. وتعد حالة عيد بمثابة تأكيد على العشوائية في التعامل مع المنتخبات قبل السفر إلى البطولات دون أن يتم التأكد من خلوهم من المنشطات. مختبر قطر الرسمي لكل البطولات دبي (الاتحاد) اعتمد الاجتماع التاسع والعشرون لمجلس أصحاب السمو والمعالي والسعادة رؤساء اللجان الأولمبية بدول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد مؤخرا بالدوحة، مختبر قطر للمنشطات ليكون المختبر الرسمي لكل البطولات التي تقام تحت مظلة اللجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون في كل الألعاب. كان المختبر قد حصل على اعتماده الأول من الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات «الوادا» والمختصة بإجراء فحوص وثيقة تعريف دم الرياضيين أو ما يعرف بجواز سفر دم الرياضيين. ترويسة - 6 شهدت دورة الألعاب العربية بقطر 2011 سقوط 14 رياضياً من مختلف الألعاب وكان من بينهم لاعبتنا للأثقال عائشة البلوشي، وتم سحب الميداليات من بينها 9 ذهبيات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©