السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انطلاق استفتاء جنوب السودان.. ودولتان في الأفق

انطلاق استفتاء جنوب السودان.. ودولتان في الأفق
10 يناير 2011 00:26
سناء شاهين، وكالات (عواصم) - بدأ الملايين من أبناء جنوب السودان في الداخل والخارج الإدلاء بأصواتهم بكثافة أمس، في استفتاء طال انتظاره بشأن خيار الوحدة أو الانفصال عن شمال البلاد، فيما تشير المؤشرات كافة إلى أن أكبر بلد في أفريقيا من حيث المساحة سينشطر إلى دولتين شمالية وجنوبية. وفيما شهدت مراكز الاقتراع التي تفتح في الثامنة وتغلق في الخامسة مساء، بجنوب البلاد إقبالاً وحماساً شديدين خاصة في العاصمة جوبا لدرجة لم يكن ممكناً معها إغلاق الصناديق عند الموعد الرسمي لها، أكد مسؤولو الاستفتاء أن مراكز الخرطوم والولايات الأخرى سجلت إقبالاً متفاوتاً بين المتوسط والجيد. ووسط حضور إقليمي ودولي كثيف من المراقبين للاستفتاء الذي سيستمر حتى 15 يناير الحالي، أكدت مصادر متطابقة أن التصويت يجري بهدوء دون مشكلات تذكر. وقال رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت في حديث مقتضب عقب الإدلاء بصوته «إنها اللحظة التاريخية التي طالما انتظرها شعب جنوب السودان»، حاثاً مواطنيه بالالتزام بالصبر، وقال»أطلب من الجنوبيين أن يكونوا صبورين في حال لم يتمكن أحدهم من المشاركة في الاقتراع اليوم»، دون أن تفوته تهنئة الرئيس السوداني عمر البشير لرعايته وانحيازه لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل وإقامة الاستفتاء في موعده والاعتراف بنتيجته أياً كانت. وانطلقت عملية الاستفتاء في أنحاء السودان كافة، حيث توجه آلاف الجنوبيين منذ الصباح الباكر إلي مراكز الاقتراع المنتشرة في البلاد للإدلاء بأصواتهم، وذلك على مدى أسبوع ينتهي في 15 يناير الحالي، فيما سيتم إعلان نتيجة الاستفتاء رسمياً في 10 فبراير المقبل. واصطف المقترعون في الجنوب طوابير لساعات طويلة تحت الشمس المحرقة في جوبا عاصمة الجنوب، حيث وصفت لافتات الاقتراع الذي يستمر أسبوعاً، بأنه “مسيرة أخيرة إلى الحرية” بعد عقود من الحرب الأهلية وما يعتبرونه قمعاً من جانب شمال السودان. وقال سلفا كير رئيس حكومة جنوب السودان بعد أن أدلى بصوته “هذه هي اللحظة التي كان شعب جنوب السودان ينتظرها”. وذكر نهيال وير أحد قدامى المحاربين في الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب التي قادت إلى إجراء الاستفتاء: “أنا أصوت لصالح الانفصال.. هذا اليوم يمثل نهاية كفاحي. في الجيش، كنت أقاتل من أجل الحرية. كنت أقاتل من أجل الانفصال”. وفي شمال البلاد، أكد نائب الأمين العام لمفوضية استفتاء الجنوب في تصريح خاص لـ”الاتحاد” السفير محمد عثمان النجومي أن الإقبال علي التصويت أمس بدا متفاوتاً في اليوم الأول للعملية ما بين المتوسط والجيد في الولايات السودانية الشمالية، ومن مركز إلى آخر، مشيراً إلى هدوء الأوضاع الأمنية، وعدم تسجيل أي فلتان أو حالات عنف في مراكز الاستفتاء بالبلاد. وقال إن اليوم الأول من الاستفتاء لا يعد قياساً دقيقاً لتوجهات الناس حيال المشاركة في العملية المصيرية، مشيراً إلى أن بعض الناخبين مشغلون بالحصاد والرعي ويمكنهم اللحاق بالتصويت في أي يوم من الأسبوع المخصص له. وأعرب الرئيس السوداني عمر البشير عن أمله بنجاح العملية في إظهار إرادة المواطنين في الجنوب ورغبتهم بصورة حقيقية وعادلة. وأكد البشير لدى لقائه ببيت الضيافة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الذي يشارك في مراقبة الاستفتاء، حرص الحكومة على إكمال ما تبقى من استحقاقات اتفاقية السلام الشامل بإجراء الاستفتاء علي مصير الجنوب. وأقر الاستفتاء ضمن بنود اتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005 والتي أنهت أطول حرب أهلية في أفريقيا بين شمال السودان الذي تقطنه أغلبية مسلمة وجنوبه الذي يعتنق أغلب سكانه المسيحية والمعتقدات التقليدية. كما بدأ مئات الجنوبيين في القاهرة بالإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء وسط أجواء من الغبطة. وعلى وقع إيقاعات مرتجلة على دلو بلاستيكي، عبر رجال ونساء عن فرحهم بالرقص والغناء أمام مكتب للاقتراع في حي المعادي الجديدة، جنوب القاهرة، وهو أحد المراكز الانتخابية الثلاثة التي خصصت لهذا الاستحقاق في العاصمة المصرية. كما تدفق آلاف الجنوبيين في الشتات للتصويت وسط نيروبي، حيث وقف الناخبون الذين وصل بعضهم في وقت مبكر جداً، بين رجال ونساء يرتدون ثياب العيد وينتظرون بصبر تحت حر الشمس في مدخل مباني “نادي السكك الحديدية”، وهو نادٍ رياضي وسط المدينة تحول بالمناسبة إلى مركز اقتراع. وكما بدأ الجنوبيون يدلون بأصواتهم في مراكز عديدة أُقيمت للاستفتاء تم افتتاحها في مدن تضم أعلي كثافة لوجود الجنوبيين بالخارج. ووصف السناتور الأميركي جون كيري من جوبا الاستفتاء بأنه “فصل جديد في تاريخ السودان”. وكان كيري إلى جانب زعيم حكومة جنوب السودان سلفا كير لدى إدلاء الأخير بصوته في مركز اقتراع يقع إلى جانب ضريح الزعيم التاريخي لجنوبيي السودان جون قرنق. وقال كيري تعليقاً على بدء أعمال الاستفتاء “إنها بداية فصل جديد في تاريخ السودان، وهو فصل مهم جداً” وأضاف: “إنه لأمر رائع أن نرى سلفا كير يقترع. أن هذا العمل جاء نتيجة عمليات تفاوض طويلة”. كما كان الممثل الأميركي جورج كلوني موجوداً في مركز الاقتراع نفسه. وفي الشمال، قوبل احتمال فقد أكثر ربع أراضي البلاد، ومصدر معظم نفطها بالتقبل وبعض الاستياء. بدا كثيرون مستسلمين لخسارة الجنوب. وقالت سارة نقد الله المسؤولة بحزب الأمة الشمالي المعارض وهي تبكي، إنها تشعر بحزن عميق لانفصال جزء محبب من السودان، وأضافت أنه يجب العمل على ألا يلحق الأذى بالشماليين في الجنوب والجنوبيين في الشمال والقبائل في المنطقة الحدودية. وقالت مفوضية الاستفتاء إنها تحدت التوقعات المتشائمة بتأخر تسليم كل مواد التصويت في الوقت المناسب لموعد الاستفتاء أمس. ويجيء هذا الاستفتاء دون أن يعرف الجنوبيون على وجه الدقة موقع حدودهم مع الشمال أو النسبة التي سيتعين عليهم تحملها من الديون المستحقة على السودان بعد الانفصال. ويجري الجانبان مفاوضات منذ شهور بشأن كيفية اقتسام عائدات النفط وتسوية قضايا أخرى بعد الانفصال. ولم يظهر علناً ما يشير إلى تحقيق تقدم. وسيتعين على الجنوب أيضاً مواجهة الحسومات العرقية داخله وحل نزاع مرير مع الشمال بشأن السيادة على منطقة أبيي الوسطى. وأصدرت النرويج وبريطانيا والولايات المتحدة التي شكلت “ترويكا” لدعم اتفاقية السلام الشامل بياناً أمس، ترحب فيه ببداية التصويت واعتبرتها خطوة تاريخية، لكنها أضافت “الموقف في أبيي ما زال مقلقاً جداً”. 2700 مركز اقتراع في الجنوب و 175 في الشمال جوبا (د ب ا) - أكد مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني الفريق محمد عطا المولى عباس، أن البلاد لا تواجه أي مخاطر ترتبط بعملية الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب. ونقلت الفضائية السودانية في موقعها الإلكتروني عن الفريق عباس قوله أمس، إن الأجهزة الأمنية ملتزمة بتأمين الاستفتاء والحفاظ على حماية المواطنين بالشمال والجنوب، مؤكداً أنه لا توجد مؤشرات مقلقة بشأن الأمن. وجدد التزام جهاز الأمن بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى، على إكمال عملية الاستفتاء في أجواء مستقرة ومطمئنة. وعبر عدد من المراقبين الدوليين اليوم عن ارتياحهم للترتيبات والتجهيزات التي تصاحب عملية الاقتراع لتحديد مصير جنوب السودان . وقال المراقبون، بحسب التلفزيون السوداني الرسمي، إن الإجراءات تسير على قدم وساق بحسب ما وضع لها، مشيرين إلى أن الاقبال على المراكز ضعيف في الساعات الأولى للاقتراع آملين أن يزداد الإقبال في الساعات القادمة وطيلة أسبوع الاقتراع. ويشرف على الاستفتاء الذي سيجري في 2700 مركز اقتراع في جنوب السودان و175 مركزاً في الشمال، أكثر من ألف أجنبي و15 ألف سوداني. كما أن هناك نحو 88 مراقباً من جامعة الدول العربية سيشاركون في متابعة الاستفتاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©