الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

علمتنا مصر..

3 ابريل 2013 23:10
تابعت حزيناً ومتحسراً ما جرى من أودية دماء على هوامش وأخاديد هرم كرة القدم المصرية بعد أحداث بورسعيد، ووضعت يدي على قلبي، وبين دعاة الظلامية من أراد أن يعدم الرياضة المصرية مع فورات الثورة، ووقفت على المعركة الضارية بل والطاحنة التي خاضها حماة الحق من زملاء إعلاميين ومفكرين رياضيين بقاهرة المعز، من أجل أن لا يسقط على رؤوسنا جميعا عرباً وأفارقة بالنظر إلى مرجعية الكرة المصرية، إلا أنني ما بلغت ولو للحظة درجة اليأس من أن الغيبوبة التي دخلتها كرة القدم المصرية تحت الإكراه ستطول أو أنها ستحفر لها قبراً بعد أن تعلن عن وفاتها. لكرة القدم المصرية جذور وروافد وقاعدة إسمنتية قوية عليها يقف البنيان، والجذور قبل أن تكون بنيوية هي في الأصل فكرية، فأنا لا أوافق من يقول عندما تسوء النتائج كما هي طبيعة كل شيء أن المنظومة فسدت ولم تعد مطابقة لأصل التطور المتواتر، وما يعزز هذا الأمر أن كرة القدم المصرية برغم العطالة وبرغم الشلل الذي أصابها تفوقت على نفسها أفريقيا عندما استعاد الأهلي عرش عصبة الأبطال الأفريقية وعندما نجح المنتخب المصري تحت 20 سنة في نيل اللقب الأفريقي الرابع له، ليتأهل سفيراً وحيداً لعرب أفريقيا في كأس العالم للشباب التي تستضيفها تركيا هذا العام، بل إن رياضة مصر فرضت نفسها سيدة للعرب في آخر ألعاب عربية أقيمت بالدوحة، وبرغم ما كان من اختناق لشريان التنافس، فإن مصر عادت من أولمبياد لندن بميداليتين فضيتين بالمركز 58 عالمياً، مع التحفظ على ما تداعى في الأولمبياد من فضائح نختلف على حدتها وطبيعتها بالنظر إلى الظرفية الاستثنائية. ولا أحد على الإطلاق يمكن أن ينسب هذه الإشراقات الجميلة لكرة القدم المصرية إلى شيء آخر غير الروافد القوية والقواعد التي يقوم عليها الهرم، قواعد تؤكد وجود رؤية رياضية مؤسسة على فلسفة متطابقة قائمة على حكامة جيدة تستطيع أن تحمي ظهر الكرة المصرية، مهما بلغت الهزات من حدة ومهما عظمت الأزمات. إن قوة الكرة والرياضة المصرية هي في وجود ثقافة رياضية مترسخة وعميقة، وهي في وجود حركة رياضية محكومة بسياسة لها أهداف موضوعة بعناية كبيرة، وهي فوق هذا وذاك تحتكم إلى ما يقوي قاعدة الهرم ويشد عضدها، أندية مهيكلة ومنظمة ولا تخضع في تدبيرها للتقلبات السياسية والاقتصادية. قالت لنا التجربة المصرية إنها قابلة لأن تدرس وتصدر إلى كل العالم العربي، فقد نجحت في أصعب امتحان وتخطت أعتى الحواجز وخرجت من أنفاق الأزمة قوية ومتماسكة. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©