لم يسبق لنهائيات كأس العالم طوال تاريخها أن خضعت للتوقعات إلا فيما ندر، بل أصبح من الشائع أن يتعثر المنتخب صاحب النصيب الأوفر في ترشيحات الفوز باللقب.
وهو ما جعل ديل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني يقلل من قيمة الترشيحات التي تصب في مصلحة منتخب بلاده للظفر بلقب مونديال جنوب القارة السمراء الذي ينطلق بعد 5 أيام، حيث أعلن ديل بوسكي أن فرص فوز إسبانيا بالبطولة يرتبط بتمسك “الماتادور” بقدر من التواضع لا يفقد معه هامش الثقة بالنفس، وتاريخياً عانت البرازيل كثيراً من الترشحات التي كانت تصب في مصلحتها، خاصة منتخب 1982 الذي وصفه الخبراء بأنه أفضل فريق كرة قدم في التاريخ “غير متوج بلقب المونديال”.
كما ارتبط اسم أسطورة البرازيل بيليه بالتوقعات التي تسبق كأس العالم، ولم يسبق أن صادف توقعه نجاحاً على أرض الواقع، مما جعل جماهير بعض المنتخبات تشعر بالتشاؤم من ترشيحاته اذا كانت تصب في مصلحة منتخبها.
وقبل انطلاقة كأس العالم بجنوب أفريقيا اجتاحت حمى التوقعات الدول المشاركة في هذا الحدث الكروي الكبير، وبدورها قامت صحيفة “دياريو أوليه” الأرجنتينية باستطلاع آراء جماهير منتخب التانجو حول حظوظ منتخب “مارادونا وميسي” في الفوز بمونديال 2010، وجاءت النتائج لتعكس ارتفاع معدلات التفاؤل بصورة لم يسبق لها مثيل، خاصة أن درجة الثقة بين الجماهير الأرجنتينية وبين منتخبها كانت تراوح نقطة الصفر خلال تصفيات التأهل للمونديال والتي تجاوزها نجوم التانجو بصعوبة بالغة.
35 ألفاً في استطلاع “أولييه”
فالاستطلاع الجماهيري الأخير الذي نشرت نتائجه صحيفة “أولييه” الأرجنتينية بالأمس والذي شارك به 35 ألف متفرج عبر الموقع الإلكتروني للصحيفة أشار إلى أن 46 % يتوقعون فوز منتخب التانجو بلقب المونديال، وهم بذلك يتفقون مع ما ذهب إليه نجم الأرجنتين الأول ليونيل ميسي، الذي أكد قبل يومين أن منتخب بلاده هو الأفضل والأكثر موهبة، وهو المرشح “نظرياً” للفوز باللقب.
كما أشارت نتائج استطلاع صحيفة أولييه إلى أن 14 % توقعوا الوصول إلى الدور قبل النهائي، فيما توقع 12 % إلى أن المنتخب الأرجنتيني سوف يصل إلى المباراة النهائية ولكنه سيخسر هذه المواجهة المصيرية ويخسر معها اللقب، ووفقاً لنفس الاستطلاع فإن 11 % يتوقعون وصول الأرجنتين إلى دور الثمانية كما فعل منتخب بيكرمان في النسخة الماضية التي أقيمت في ألمانيا.
وكانت مفاجأة استطلاع الرأي الجماهيري في إقرار 10 % بتوقعهم خروج المنتخب الأرجنتيني من الدور الأول، فيما أشار 7 % إلى أن الاحتمال الأقرب بالنسبة لهم هو أن يكتفي منتخب مارادونا بالوصول إلى دور الستة عشر.
ويملك المنتخب الأرجنتيني أحد أفضل السجلات في كأس العالم، فقد خاض طوال مشاركاته في البطولة 65 مباراة محققاً الفوز في 33 مباراة، والتعادل في 13، ولم يتلق سوى 19 هزيمة، وأحرز 113 هدفاً ودخل مرماه 74 هدفاً، وكان الإنجاز الأفضل هو الحصول على اللقب في مناسبتين، كانت الأولى على أرضه في عام 1978، والثانية في المكسيك عام 1986.
وتشير بقية النتائج الجيدة إلى حصول منتخب التانجو على المركز الثاني عامي 1930 و1990، والوصول إلى دور الثمانية 3 مرات أعوام 1966 و1998
و2006، ومن بين 19 بطولة مونديالية شاركت الأرجنتين في 15 نسخة بداية من عام 1930 حتى 2010، وانسحبت من البطولات التي أقيمت خلال الفترة من عام 1938 حتى 1954.
حمى التوقعات تتواصل
وكانت حمى التوقعات التي تسبق المونديال قد بدأت بترشيح غالبية الخبراء ونجوم كرة القدم حول العالم لمنتخبات البرازيل وإسبانيا والأرجنتين وإنجلترا للفوز بلقب كأس العالم في جنوب أفريقيا، وفي المرتبة الثانية جاءت منتخبات إيطاليا وفرنسا والبرتغال وهولندا، وعلى المستوى الجماهيري كشف استطلاع أجراه معهد “داتافوليا” تناقص عدد المشجعين البرازيليين الذي يراهنون على نجاح منتخبهم في كأس العالم، ويظهر الاستطلاع أن 64 % من الأشخاص المستطلعين يعتبرون حالياً أن المنتخب سيحرز كأس العالم 2010، مقابل 73 % في ديسمبر الماضي.
في المقابل، ارتفع عدد الذين لا يعرفون ما اذا كان منتخبهم سيتوج في جنوب إفريقيا للمرة السادسة في تاريخه من 19 إلى 24 % .
وكانت وكالات الأنباء قد نقلت خبراً يفيد استخدم أحد البنوك السويسرية نموذجاً رياضياً للكشف عمن سيكون بطل كأس العالم في جنوب أفريقيا، ويقول هؤلاء إن نسبة فرص فوز انجلترا أو أسبانيا باللقب هي أربعة في المائة فقط، وتوقع مصرف الاستثمار السويسري أن نسبة احتمال فوز البرازيل، التي حصلت على اللقب العالمي خمس مرات، بالبطولة هذا الصيف هي 22 %. واستخدم ثاني أكبر مصرف في أوروبا من حيث القيمة السوقية “أدوات الاقتصاد القياسي والنماذج الكمية” لتوقع الفائز بالمونديال، استناداً إلى عوامل عدة بما في ذلك النتائج التاريخية و”تصنيفات المنتخبات الحالية، التي لا تأخذ في الاعتبار فقط فوز الفرق مؤخراً وتعادلها وخساراتها، ولكن أيضاً الظروف التي ترافق تلك المباريات.
ويرى المصرف أيضاً أن الدولة المستضيفة لنهائيات كأس العالم، جنوب افريقيا، على رغم من نتائجها الضعيفة مؤخراً، إلا أن نسبة فرصتها لضمان مكاناً في الدور الثاني تبلغ 78 في المائة. صأما البرازيل، بحسب توقعات يو بي إس، فستكون ثاني دولة تتأهل إلى المرحلة الثانية بنسبة 74 في المائة.
والدولة التي لديها احتمالاً ضعيفاً للوصول إلى هذه المرحلة هي باراجواي وذلك بنسبة 29 في المائة، بينما صنفت انجلترا بنسبة 63 في المائة لتجاوز مرحلة المجموعات و21 في المائة لضمان وصولها إلى الدور نصف النهائي.
وسبق أن أشيد بأسلوب المصرف في تصنيف مونديال 2006، عندما اختار الفائز بلقب كأس العالم، ايطاليا. وجاءت توقعاته صحيحة في 13 من 16 دولة للتأهل إلى نهائيات كأس العالم، و6 في دور الثماني ودولتان في الدور قبل النهائي. ومع ذلك، فعندما استخدم هذا النموذج في بطولة كأس الأمم الأوروبية لعام 2008، فإن منتخب الدولة الذي توقع المصرف فوزه بالبطولة لم يصل إلى الدور الثاني.
وعقب فريق إدارة الثروات في المصرف على ذلك: “أن المغزى من البحوث هي حاجة المرء إلى أن يكون متواضعاً عن القوة التوقعية لنموذج واحد”. ووضع المصرف نسبة احتمالات الفوز بكأس العالم في هذا الصيف على النحو التالي: البرازيل 22 %، ألمانيا (18)، ايطاليا (13)، هولندا (8)، فرنسا (6)، الأرجنتين (5) وكل من إنجلترا وإسبانيا 6 %.
وصفه بـ «اللاعب المرعب»
ميسي: روني قادر على إنهاء معاناة 44 عاماً مع إنجلترا
لندن (د ب أ) - يعتقد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أن واين روني يمكنه أن ينهي العناء الإنجليزي الذي استمر 44 عاماً في كأس العالم. وأشاد أفضل لاعب في العالم، بنجم المنتخب الإنجليزي مشدداً على أن فريق “الأسود الثلاثة” قادر على سيادة العالم تحت قيادة المدرب الإيطالي فابيو كابيللو.
وفي مقابلة مع صحيفة “صن سبورت”، شدد ميسي على أن روني يمكنه أن يكون ثلاثيا مرعبا بجوار ستيفين جيرارد وفرانك لامبارد.
وقال ميسي “اعتقد أن روني لاعب عظيم، ليس فقط بسبب ما حققه هذا العام”، وأضاف “منذ عدة أعوام وهو يظهر أنه واحد من أفضل لاعبي العالم من بين أبناء جيله وعام بعد عام يتطور ويصبح أكثر قوة”.
وأكد “أنه لاعب متكامل، يتعامل بقدميه بمنتهى الذكاء مع الكرة، لديه قوة هائلة ويحرز الأهداف..أعتقد أنه يجعل منافسيه يخافون منه، في الدوري الإنجليزي الممتاز وفي دوري أبطال أوروبا مع مانشستر يونايتد وكذلك مع المنتخب الإنجليزي، أي مدافع يواجه روني يحترمه كثيراً بسبب جميع الإنجازات التي حققها”.
وتابع “جيرارد ولامبارد لاعبان رائعان أيضاً لإنجلترا، بجانب أنهما يلعبان بشكل جيد فإنهما يعرفان أيضا متى يقتحمان منطقة الجزاء ويحرزان الكثير من الأهداف، إنهما اثنان من أفضل اللاعبين”.
وما زال أبرز إنجاز للمنتخب الإنجليزي في عالم الساحرة المستديرة هو تتويجه بلقب كأس العالم 1966.
وبالنسبة للإيطالي فابيو كابيللو، يعتقد ميسي أن المنتخب الإنجليزي أخيراً يملك الرجل المناسب في المكان المناسب في التوقيت المناسب، وأوضح نجم برشلونة الإسباني “فابيو كابيللو يمكنه أن يصنع الفارق لإنجلترا هذه المرة.. إنه مدرب يعرف الكثير حول كرة القدم، إنه في منتهى الذكاء، وبالنسبة لهذه البطولة (كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا) والتي تعد قصيرة للغاية، أعتقد أنه بمقدوره أن يقود السفينة الإنجليزية بشكل رائع وفقاً لطريقة لعبه واللاعبين الذين يملكهم”.
وميسي “22 عاماً” هو أفضل لاعب في العالم والمرشح الأول للحفاظ على هذا اللقب، بعد أن قدم موسما خياليا مع برشلونة الإسباني.
وفي وقت سابق من الموسم قبل أن تتعرض مسيرته لشبح الإصابات، كان روني منافساً شرساً لميسي على جائزة أفضل لاعب في العالم. واعترف ميسي أن فوز المنتخب الإنجليزي بلقب كأس العالم سيضع روني على مقربة من انتزاع جائزة أفضل لاعب في العالم في ديسمبر المقبل. ويتبقى لميسي حلم وحيد في كرة القدم لم يحققه بعد وهو يتلخص في قيادة المنتخب الأرجنتيني للقب كأس العالم.
وأوضح “حلمي هو قيادة الأرجنتين للقب كأس العالم في جنوب أفريقيا، أتمنى أن نظهر بشكل جيد وعلى المستوى الفردي أن نتمكن أن نلعب بمثل الطريقة التي أقدمها مع برشلونة وأن نصبح الأبطال.. سنفعل كل ما بوسعنا لتحقيق ذلك”. وفي الموسم الماضي سجل ميسي 47 هدفا ليقود برشلونة لإحراز لقب الدوري الإسباني للمرة الثانية على التوالي بجانب لقب كأس العالم للأندية ولقبي كأس السوبر الإسباني والأوروبي.
وفي الموسم قبل الماضي أحرز ميسي 38 هدفاً ليقود الفريق الكتالوني لإحراز ثلاثية تاريخية، زينها كأس دوري أبطال أوروبا بجانب لقبي الدوري والكأس، ولكن خلال مسيرته مع راقصي التانجو أحرز ميسي أربعة أهداف فقط خلال 21 مباراة. وتشارك الأرجنتين في المونديال ضمن المجموعة الثانية بجوار نيجيريا وكوريا الجنوبية واليونان.
عدد اليوم
