الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

هل ما زال تلاميذ طه حسين موجودين؟

هل ما زال تلاميذ طه حسين موجودين؟
1 مايو 2018 00:11
محمد عبدالسميع (أبوظبي) ضمن فعاليات معرض أبوظبي للكتاب أقيمت ندوة بعنوان «تلاميذ طه حسين» في ركن كاتب وكتاب، أدراتها الإعلامية صفيه الشحي واستضافت الكاتب السوري الدكتور بدرالدين العردوكي والكاتب المصري إيهاب الملاح. أشارت الشحي في مستهل الندوة إلى أنه مع تصاعد التطرّف الفكري والديني في السنوات الأخيرة، وتصاعد مطالبات مثقفين ومفكرين عرب بالاستعانة برؤية عميد الأدب العربي طه حسين، الذي دلت إسهاماته الفكرية على أنه كان يرى ما يحدث، وأنه يحذر منه ويرسم الطريق لتجنبه، فإن هذه الندوة ستلقي الضوء على مشروع «تلاميذ طه حسين» الذي يسعى من خلاله لاستعادة أفكار أستاذ التنوير العربي ومن حملوا الراية من بعده. قال الكاتب بدر الدين العردوكي: عاش طه حسين في فترة من أهم فترات مصر الليبرالية، وسعى أن يكون جزءاً من تلك المرحلة النهضوية المتطورة، حتى صار نموذجاً للمثقف الثوري الذي يتجلى في مبحثه «في الشعر الجاهلي» الذي نال به شهرة عالمية، كما نال به أذى وإقصاء وتكفيراً من جانب أعوان الثورة المضادة. وأشار إلى دعوة طه حسين في كتابه «مستقبل الثقافة في مصر» إلى الاعتماد على النموذج الأوروبي لتحديث ثقافتنا العربية، وأنه أدرك منذ نهاية الثلاثينيات أهمية إصلاح التعليم والمؤسسات المجتمعية. وأضاف: إن طه حسين لم تكن وراءه مؤسسات تستطيع أن تدعمه كما كان لدى محمد علي، لكنه استطاع أن يصنع مشروعاً وسرعان ما انتشر مشروعه، ولكن لم تكن هناك دولة مصرية تستطيع أن تقف معه، لأن مصر كانت تحت الاستعمار البريطاني ثم جاءت ثورة 1952 لكنها لم تنفذ مشروع طه حسين، ولذلك لم تتح له الفرصة لتحقيق كتابه «مستقبل الثقافة في مصر» دفاعاً عن مصر المتنورة والديمقراطية. واختتم العردوكي بالقول إنه لتطبيق مشروع طه حسين لابد أن نقضي على الاستبداد في كل مكان، وأن نشجع التفكير وإعمال العقل وجدية العمل والإبداع والابتكار. من جانبه قال إيهاب الملاح: سيدهش المرء حين يكتشف أن طه حسين قد أشرف بشخصه على عشرات من الطلاب الذين صاروا في ما بعد مؤسسات ثقافية كاملة أثروا المكتبة العربية بمؤلفاتهم وأعمالهم مثل: سهير القلماوي، عبدالرحمن بدوي، محمد كمال حسين، إبراهيم أمين الشواربي، محمد مندور، سامي كيلاني. وأضاف: لعل في قصة طه حسين مع سهير القلماوي، أول امرأة تلتحق بكلية الآداب قسم اللغة العربية، نموذجا دالا على حاسة طه حسين تجاه الموهبة وتشممها. كانت سهير القلماوي متفوقة، ولما أنهت دراستها الثانوية أرادت أن تلتحق بكلية الطب، فقال لها طه حسين «أنا أقبلك في كلية الآداب وفي قسم اللغة العربية، وستجدين غايتك في التشريح للشعر»، وكانت هذه هي البداية لكي تصبح سهير القلماوي رائدة من رواد الدراسات الأدبية، وحصلت على الدكتوراه عن رسالتها «ألف ليلة وليلة»، كما أنشاء طه حسين المعهد المصري للدراسات الإسلامية في مدريد سنة 1954. واختتم الملاح بالقول إن تلاميذ طه حسين ليسوا في مصر فقط، بل هم خارج مصر، مثل المرحوم ناصر الدين الأسد الذي نال درجة الدكتوراه عن رسالة «مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©