الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مخبأ زعيم «مافيا» سابق مكان لقضاء العطلات

مخبأ زعيم «مافيا» سابق مكان لقضاء العطلات
5 يونيو 2010 23:56
ثمة عرض لا تصعب مقاومته.. وهو إقامة لبضع ليالٍ في المخبأ السابق لزعيم “مافيا” لا يرحم، بالقرب من البلدة التي استوحيت منها كتب وأفلام “العراب” أو الأب الروحي. والمكان الذي يتضمن حظيرة خراف اختبأ فيها زعيم الـ”مافيا” المسجون توتو ريينا ذات مرة، قد تم تحويله إلى نزل ريفي في غرب صقلية، وأطلق عليها اسم “أراضي كورليوني”. وهي تشكل جزءاً من مجموعة من ممتلكات الـ”مافيا” السابقة صادرتها السلطات الإيطالية وحولتها إلى مواقع سياحية أو كروم أو معاصر زيتون، مما يضفي طابعاً جديداً على الأراضي التي غالباً ما يقترن اسمها بالعنف والجريمة. ولا شيء يوحي بأن إحدى أقبح جرائم الـ”مافيا” في تسعينات القرن الماضي ارتكبت في موقع غير بعيد من هذا النزل الريفي. وذلك عندما أقدم مساعد ريينا، جوفاني بروسكا على خنق الشاب جوسيبي دي ماتيو ثم ذوب جثته بحمض الكبريتيك لمعاقبة والد المراهق؛ لأنه تحول إلى شاهد لصالح الدولة. ويقول فرانشيسكو جالانتي من جمعية “ليبيرا”: “نحن في جوار كورليوني، وقد حولنا قطعة الأرض هذه التي كانت من ممتلكات سابقة لـ(المافيا) إلى مزرعة كروم”. و”ليبيرا” منظمة مناهضة لـ”المافيا”، أسسها الكاهن الكاثوليكي دون شيوتي، متخصصة في إعادة تأهيل الممتلكات المصادرة. ولكن ذلك لا يخلو من المخاطر. يقول جالانتي: “استحداث وظائف على أراضي (المافيا) يضعنا في موقف صعب. لقد تعرضنا لعدة محاولات ترهيب وعمليات إحراق للممتلكات وسرقات. كان ذلك يهدف إلى تثبيط عزيمتنا”. وبالرغم من التحديات، فإن الأشخاص الذين ساهموا في هذه التحولات بعد تعديل القوانين الإيطالية، يقولون إنها تستحق العناء. ولطالما سمح للشرطة بمصادرة ممتلكات أعضاء الـ”مافيا” أو رجال أعمال يشتبه بارتباطهم بالجريمة المنظمة. لكن منذ عام 1996 أصبح بالإمكان “إعادة استعمالها لأغراض اجتماعية”. وكثفت حكومة رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني عمليات المصادرة، مستخدمة إياها كسلاح أساسي في صراعها ضد أكبر ثلاث عصابات “مافيا” في البلد، وهي “كوزا نوسترا” في صقلية، و”كامورا” في نابولي، و”ندراجينتا” في كالابريا التي تقع في أقصى جنوب شبه الجزيرة الإيطالية. وخلال العامين الماضيين، تم جمع أموال وأكثر من 15 ألفاً من الأصول المصادرة مثل الأبنية والفيلات والأراضي والمصانع بقيمة تفوق 10 مليارات يورو (12,5 مليار دولار). وفي باليرمو، عاصمة صقلية، تضم إحدى الممتلكات العقارية المصادرة التي يبلغ عددها 1700 وحدة الاستخبارات الإقليمية لمكافحة الـ”مافيا”. ويقول إليو أنتينورو، رئيس الوحدة إن تقفي آثار أصول الـ”مافيا”: “مهمة معقدة؛ لأنه غالباً ما يتم تسجيل ممتلكاتها تحت اسم شركات وهمية في الخارج أو رؤساء صوريين”. لكن هذه الممتلكات هي إحدى نقاط ضعف زعماء الـ”مافيا”. وأنشأت “ليبيرا” مدرسة لتعليم ركوب الخيل على أرض كانت تخص بروسكا، وسمي المركز تيمناً بضحيته الشابة جوسيبي دي ماتيو. وافتتحت أيضاً متاجر تبيع العدس أو الشاي أو الباستا من “أراض خالية من المافيا”. وأحد هذه المتاجر يقع في باليرمو داخل مبنى صودر من متعهد مرتبط بـ”المافيا”. ويمكن للزبائن أن يختاروا من بين نوعين مختلفين من زيت الزيتون.. الزيت المستخرج من زيتون مزروع على أراض كانت ملكاً لعصابة الـ(مافيا) “ساكرا كورونا يونيتا”، أو النوع المستخرج من ملكية سابقة لـ(مافيا) “كوزا نوسترا”.
المصدر: كورليوني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©