يشهد المؤتمر السنوي لأبحاث السرطان الذي تنظمه الجمعية الأميركية للسرطان المزيد من التركيز على الدور المتنامي للعلاجات المحددة والمفصلة تبعا لحاجات مرضى السرطان. ولم تخل جلسة في مؤتمر هذا العام من الحديث عن العلاجات الجديدة التي يتم العمل عليها بفضل التقدم في علم الجينات، الذي أتاح كشف مختلف أنواع الخلل الوراثي الذي يفسر سلوك الخلايا السرطانية، حسبما قالت الدكتورة لين شوشتر الأستاذة بمركز السرطان في جامعة بنسلفانيا، وإحدى منظمي مؤتمر الجمعية الأميركية للسرطان.
وعن المتوقع من العلاجات الجديدة تقول شوشتر إن عددا كبيرا من هذه العلاجات سيقتصر على قرص دواء واحد، وستكون تأثيراته الجانبية أقل بكثير من تأثيرات العلاج الكيميائي التقليدي. وتضيف أن “هذه العلاجات الجديدة ستكون أكثر فعالية وأقل سمية، وهذا أمر رائع. وأعتقد أن هناك تفاؤلا كبيرا حاليا” في ما يتعلق بعلم السرطان.
وتهدف العلاجات الجديدة إلى منع الأورام من تشكيل أوعية دموية لتغذيتها وإلى إعاقة نموها وبرمجة آلية تدميرها الذاتي. وتستهدف أيضا نظام المناعة لتقويته لكي يكافح السرطان بشكل أكثر فعالية. وأحد أهم الإنجازات التي ستعرض في المؤتمر الـ 46 للجمعية الأميركية للسرطان هو “إيبيليموماب”. وهو جسم مضاد تجريبي أنتجه قسم الهندسة الحيوية في المختبر الأميركي “بريستول مايرز سكويب” لتعزيز رد الفعل المناعي ضد الخلايا السرطانية.
وهذا الجسم المضاد، الذي تجرى عليه تجارب سريرية منذ أكثر من 10 أعوام، أطال للمرة الأولى حياة المرضى المصابين بسرطان الجلد في مرحلة متقدمة. وتقول الدكتورة شوشتر “هذا مثال على التقدم الطبي لأنه قبل 6 أشهر لم يكن لدينا علاج للمرضى المصابين بسرطان الجلد في مرحلة متقدمة”.
وأشارت أيضا إلى أن تجربة سريرية على “أفاستين” الذي يمنع الأورام السرطانية من تشكيل أوعية دموية جديدة ستعرض نتائجها المشجعة في ما يتعلق بمعالجة سرطان المبيض في مؤتمر الجمعية الأميركية للسرطان.
عدد اليوم
