الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جامع الرماح.. أجمل منابر العالم

جامع الرماح.. أجمل منابر العالم
6 يونيو 2017 19:49
مجدي عثمان (القاهرة) في أيام سلطنة قنصوه الغوري «1501 - 1516م»، أقام الأمير قاني باي السيفي ويقال قاني باي الرماح، وتكتب أحياناً قانيباي، مسجده في سنة 908 هـ - 1503م وألحق به سبيلاً وكتّاباً ومقره في ميدان القلعة، والذي كان يعرف قديماً بالرميلة، وصلاح الدين، وهو شمال مسجـد المحمودية، وصورة المسجد على العملة المصرية فئة المئتي جنيه، كما يظهر في لوحة الفنان الاستشراقي ديفيد روبرتس في منظر لميدان القلعة، رسمه حينما زار مصر في القرن الـ 19، وكُتب على بابه الرئيس: «أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة من فضل الله المقرّ الأشرف العالي المولوي السيفي قاني باي أمير آخور كبير أعزه الله تعالى». يقول المقريزي إن الأمير قاني باي، كان مملوكاً للسلطان الأشرف قايتباي فأعتقه وعينه في جملة وظائف. بُني جامع الرماح بين عامي 1502 - 1503م، على طراز مدارس دولة المماليك الجراكسة، وهو مقام على شرف عالٍ كان يعرف قديماً باسم «الصوة»، ويتألف المسجد من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة إيوانات، أهمها وأكبرها إيوان القبلة، وتؤكد وثيقة الوقف أن الصحن كان مغطى بسقف خشبي به شخشيخة، كسائر العمائر المملوكية. يذكر أن المدرسة الواقع ضمنها المسجد، تتكون من مبان مجمعة، حيث المبني الرئيس بأواوينه الأربع، لتدريس المذاهب، وملحق به القبة التي دُفن بها الأمير، وهي أول البناءات في المجموعة، ثم السبيل والكتاب، ويقع خلف المدرسة القصر مبيت الأمير. وللمسجد واجهتان، الشرقية، وبها واجهة الإيوان الشرقي والقبة، والثانية جنوبية، وبها واجهة القبة والمدخل الرئيسي والمنارة، فالسبيل والكتّاب. ويتميز المسجد بسقف إيوان القبلة الحجري، وكان عادة يبنى من الأخشاب، ولكنه بني من الحجر على هيئة قبة فطساء محملة على أربعة عقود أحد هذه العقود هو المطل على صحن المسجد، ولم يعرف هذا النوع من الأسقف سوى في مصلى السلطان الغوري بميدان القلعة والمعروف قديماً بمصلى المؤمنين. وقاني باي من المساجد المعلقة، فهـو قائم على عقود مصلبة، تحملها أكتاف حجرية مربعة تكون أسفل الأيوان الغربي ويتوصل إلى باب المسجد ببضع درجات تؤدي إلى باب لُبس عتبه الحجري برخام ملون، ومكتوب على جانبه: «أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة، من فضل الله، المقر الأشرف العالي المولوي السيفي قاني باي أمير آخور كبير، أعزه الله تعالى». وفي الركن الجنوبي الشرقي من الصحن باب يؤدي إلى الغرفة التي دفن فيها منشئ الجامع، يعلوها الضريح على سطحها الخارجي زخارف نباتية دقيقة منحوتة في الحجر، وهذه القبة الضريحية بارزة عن واجهة الجامع الشرقية، ونرى نفس طراز تلك القبة في بعض مباني تلك الفترة مثل مجموعة قايتباي بقرافة المماليك ومدرسة جانم البهلوان بالمغربلين. ومكتوب على باب القبة «بسم الله الرحمن الرحيم.. أدخلوها بسلام آمنين»، وفوقه كُتب «اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافة الدائمة في الدارين». وداخل الواجهة الجنوبية يقع المحراب، وعند عقد المحراب، فوقه نقرأ «بسم الله الرحمن الرحيم. قد نرى تقلب وجهك في المساء»، ويجاور المحراب منبر خشبي، صغير الحجم، مستطيل الشكل، وترتفع شرفته ذات الصدر المقرنص بمقدار 5.15م، من ناحية المحراب وملاصقاً للجدار الجنوبي، وهو من خشب الساج الهندي، وقد طُعمت حشوات جوانبه بالسن، وباب مقدمه بالسن في تشكيل زخرفي هندسي من أشكال أطباق نجمية والمنبر يعد من أجمل 4 منابر في العالم، وعلى جانبيه دولابان خشبيان بزخارف نباتية مورقة، وعلى جانبي إيوان القبلة شبابيك نقشت أعتابها بزخارف دقت في الحجر، وحول صحن المسجد أربعة أبواب سجل على كل واحد منها نص إنشاء المسجد، وتؤدي هذه الأبواب إلى الملحقات، كما يوجد بالقبة ضريحان، أحدهما للأمير قانيباي مُشيد المسجد. وترتفع مئذنة قاني باي على يسار الباب الرئيس، وهي مبنية من الحجر وفقاً للنظام المشهور، وهو ذات النظام الذي شيدت به واجهات المسجد، والذي يعتمد على استخدام مداميك حجرية باللونين الأصفر والأحمر، وإلى جانب المئذنة قبة حجرية نقش حول رقبتها «آية الكرسي» بخط الثلث المملوكي، أما جدران القبة من الداخل فقد غشيت بوزرة رخامية انتهت بإفريز لُبست فيه زخارف بالمعجون الملون. عباراته سهلة وأسلوبه مختصر ابن كثير.. أشهر مفسري الأمة أحمد مراد (القاهرة) هو إسماعيل بن عمر بن كثير، ولد سنة «701 هـ، 1301م» بقرية مجيدل في الشام، وكان أبوه خطيباً بارعاً، فأخذ عنه العلم، بعدها رحل إلى دمشق لاستكمال التكوين العلمي وتلقي العلم على أيدي كبار العلماء والأئمة، وبعد سنوات عدة أصبح عالما من علماء دمشق، وخطيبا ومدرسا ومحدثا ومفسرا، ومؤرخا. وضع ابن كثير تفسيرا كاملا للقرآن الكريم عرف باسمه - تفسير ابن كثير - وفي هذا التفسير كان يفسر الآية القرآنية بعبارة سهلة، وبأسلوب مختصر يوضح المعنى العام، ويقوم بتفسير الآية بآية أخرى إن وجدت، حتى يتبين المعنى، ويظهر المراد، وقد يذكر عدة آيات في تفسير الآية الأولى، وكأنه يجمع بين الآيات المتشابهة والمتماثلة في المعنى والمتحدة في الموضوع، فتأتي الآيات المتناسبة في مكان واحد. ومن معالم منهج ابن كثير في التفسير رواية الأحاديث بأسانيدها غالبا، وبغير إسناد أحيانا لإلقاء الضوء النبوي على معنى الآية، فضلا عن تفسير القرآن بأقوال الصحابة، حيث يردف في تفسير الآية ما وصله من أقوال الصحابة في تفسيرها، وكذلك الاستئناس بأقوال التابعين وتابعي التابعين. وفي مقدمة تفسيره نوه ابن كثير على وجود الإسرائيليات، فقال: تذكر للاستشهاد لا للاعتضاد، وكان تارة يذكرها، ويعقب عليها بأنها دخيلة على الرواية الإسلامية، ويبين أنها من الإسرائيليات الباطلة المكذوبة، وتارة لا يذكرها، وكان شديد الحرص على أن يبين رأيه في الإسرائيليات، من منطلق كونه أحد أعلام مدرسة علمية عرفت بحفظ الحديث، والعلم به روايةً ودرايةً، وأصالة النقد، والجمع بين المعقول والمنقول. وتعرض ابن كثير عند التفسير لبيان الأحكام الشرعية، ويستطرد في ذكر أقوال العلماء وأدلتهم، ويخوض في المذاهب ويعرض أدلتهم. وعرض ابن كثير لأحاديث متعددة، وروايات كثيرة، وأقوال مختلفة، ولكنه لم يقف عند هذا الحد، بل كانت شخصيته العلمية واضحة وبارزة، فكان يبين درجة الأحاديث، ويعدل بعض الرواة، ويجرح البعض الآخر، لباعه الطويل في علم الحديث وأحوال الرجال، وسار على هذا النهج في إيراد الأحكام الفقهية، وآراء المذاهب، فيعمد إلى بيان الراجح منها، والموافق لدلالات الآيات الكريمة. وإلى جانب تفسير القرآن الكريم وضع ابن كثير عدة مؤلفات مهمة، مثل: البداية والنهاية، والتكميل في معرفة الثقات، والضعفاء والمجاهيل، وتخريج أحاديث أدلة التنبيه في فروع الشافعية، وتخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب في أصول الفقه، وفضائل القرآن، ومسند الشيخين، والنهاية في الفتن والملاحم، والمقدمات، ومسند عمر بن الخطاب والآثار المروية عنه، وجامع المسانيد، وطبقات الشافعية، وشرع في شرح صحيح البخاري، ولكنه لم يكمله، وشرع في كتاب للأحكام وصل فيه إلى الحج، واختصار علوم الحديث، وسماه «الباعث الحثيث»، والسيرة النبوية، وقصص الأنبياء. توفي ابن كثير في دمشق يوم السادس والعشرين من شهر شعبان سنة 774 هـ عن 73 سنة. جريمة خطيرة تهدر أموال الأمة أَكَلة الربا يقومون من قبورهم كالذي يصرعه الشيطان القاهرة (الاتحاد) من الأمثلة القرآنية التي ضربها الله للناس، حفظا لأموال الأمة، أفراداً وجماعات، مثل الذين يأكلون الربا، ليبين سبحانه سوء منقلب أَكَلة الربا، وشدة مآلهم في الآخرة، وأنهم لا يقومون من قبورهم ليوم نشورهم، إلا كما يقوم الذي يصرعه الشيطان بالجنون، وهذه هي علامة آكلي الربا التي يعرفون بها يوم القيامة، فيقومون حيارى مضطربين، متوقعين لعظيم النكال، وعسر الوبال، قال تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، «سورة البقرة: الآية 275». وهذا المثل القرآني، يمثل حال المرابين بالذين يمتصون دماء البشر، صوّرهم القرآن بهذه الصورة المرعبة صورة الذي أصابه مسّ من الجن، والقرآن شبه آكل الربا بالمصروع الذي يتخبط كالمجنون فاقد الوعي والإحساس، ويقول سعيد بن جبير، تلك علامة أهل الربا يوم القيامة ذلك لأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا ما دام هناك تراضٍ بين الطرفين فلا يكون حراماً، واعتبروا البيع والشراء مثل الربا، لذا كذبهم الله تعالى وقال (... وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا...)، أحل البيع لما فيه من تبادل منافع وحرّم الربا لما فيه من أضرار جسيمة، ولذلك جاء إعلان الحرب على المرابين فقال تعالى (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ)، «سورة البقرة: 279». وهذا تهديد وتصوير مرعب، وصف الله به المرابين، والتتبع بالوعيد بالمحق، وتسمية المرابي بـ«الكَفَّار الأثيم»، على صيغة المبالغة، حيث يقول سبحانه وتعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ)، «سورة البقرة: الآية 276».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©