الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سليمان يستعجل تشكيل الحكومة «والكتائب» تلوح بالاعتذار

سليمان يستعجل تشكيل الحكومة «والكتائب» تلوح بالاعتذار
15 أكتوبر 2009 00:50
دعا الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان الى التعجيل بتشكيل الحكومة العتيدة بسرعة وإلاّ فان البلاد ستدخل في ازمة سياسية حادة، الامر الذي استدعي تسريع الرئيس المكلف سعد الحريري استشاراته الاستلحاقية تمهيداً لتقديم حكومته الى رئيس الجمهورية. وفيما نقل زوار الرئيس سليمان عنه امتعاضه من المماطلة في حسم الخيارات الحكومية، اعلن رئيس البرلمان نبيه بري بعد لقاء الاربعاء النيابي أن الاجواء الحكومية ايجابية، وواصل الرئيس المكلف لقاءاته واستقبل رئيس كتلة نواب «المردة» النائب سليمان فرنجية بعد ظهر امس، بعدما كان قد التقى ليلاً المعاون السياسي للامين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين خليل، واستمر الاجتماع حتى فجر امس، وقالت بعده مصادر الحزب لـ«الاتحاد» أن الاجواء ايجابية ولا خلاف على الاسماء او الحقائب. وقال فرنجية بعد اللقاء الذي دام 4 ساعات وهو الثاني من نوعه بعد التكليف: إن اللقاء كان ودياً، وتمنى أن تتحلحل الامور في موضوع الحكومة، متفهماً مطالب العماد ميشال عون، واكد أن مطالبه بحصول كتلة «المردة» على وزارة وحقيبة من ضمن حصة المعارضة. واعتبر فرنجية ان الامور تسير على الطريق الصحيح، والمتبقي هو مسألة تدوير الزوايا وقال: لكل منا وجهة نظره حيال الحكومة، والجميع يتطلع الى جو جديد في البلد، وهذا يعني قيام حكومة وفاق وطني تضمن حق المقاومة في التصدي لأي عدوان اسرائيلي. واعربت مصادر الرئيس الحريري بعد اللقاء لـ»الاتحاد» عن تفاؤلها لمسار المشاورات وشددت على أن الاجواء إيجابية بشكل عام كما تحدثت عن تقدم جزئي ولفتت الى أن هذا التقدم يتعلق بالحقائب والاسماء والتي يناقشها الرئيس المكلف مع الاطراف السياسية. واشارت الى أن الحريري سيستكمل مشاوراته مع مختلف الاطراف على الساحة الداخلية، وخلصت الى التأكيد على أن الاجواء ايجابية والمسار هو مسار تفاؤل. واوضحت مصادر مواكبة لجهود الحريري لـ»الاتحاد» أن الرئيس المكلف انهى استشاراته مع كل الكتل من حيث المبدأ وقد يزور الرئيس بري خلال الساعات القليلة المقبلة، وسيكتفي باطلاع الكتل على حصيلة جهوده وفي حال حصل على اكثر من 80% من الردود الايجابية فإنه سيقصد القصر الجمهوري لتقديم التشكيلة. وحول المهلة المحتملة لذلك اجابت المصادر «الاتحاد»: حتماً ستكون خلال 72 ساعة، اي قبل جلسة البرلمان يوم الثلاثاء لانتخاب اللجان النيابية ورؤسائها وهيئة مكتب المجلس، ولكنها حذرت من ولادة عقد غير محسوبة امام الرئيس المكلف تعيق مهمته في آخر لحظة. وكان الرئيس الحريري قد التقى قبل يومين رئيس حزب «الكتائب» الرئيس أمين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية لـ»القوات اللبنانية» سمير جعجع والقوى المسيحية في فريق 14 مارس بعيداً عن الاضواء الاعلامية وتباحث معهم في موضوع تشكيل الحكومة.وكشف عضو كتلة القوات النائب انطوان زهرا امس عن هذا اللقاء وقال في حديث تلفزيوني: لا احد ستكون لديه شروط تعجيزية ويترك البلد من دون حكومة، مشدداً على ضرورة احترام العرف في عدم توزير الراسبين لانه مؤشر سلبي الى عدم احترام ارادة الناخبين، لافتاً الى أن ما سرب عبر الصحف عن حقائب عرضت على رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» غير ممكن لانه لا يستطيع أن يأخذ كل هذه الحقائب لا في الاكثر ولا في الاقلية ايضاً (وكانت الصحف قد اشارت في اعقاب لقاء الحريري – عون الى أنه تم الاتفاق على اعطاء خمسة وزراء للتكتل من بينهم وزير بلا حقيبة اضافة الى حقيبة سيادية قد تكون العدل بدل الاتصالات). واتهم مصدر في التكتل رداً على سؤال لـ»الاتحاد» من وصفهم بـ»صقور» الاكثرية من المسيحيين بالعمل على اخراج التكتل من الصيغة الحكومة، ونسف جهود الحريري من خلال مطالبتهم بحصص لا تحق لهم، وقال إن حصة الموارنة في الحكومة لن تكون لا لـ»القوات» ولا لـ»الكتائب» إنما للكتلة المارونية الاكبر اي «التكتل» وكشف المصدر أن الكتائب طالبت بحقيبتين وكذلك القوات، واوضح بأن الحريري كان مستاءً بعد اللقاء مع مسيحيي الاكثرية. وحول ما تم التوافق عليه بين الحريري وعون أجاب المصدر «الاتحاد»: نستطيع أن نقول إن الاجواء كانت ايجابية جداً والحوار قطع مسافة جيدة ومقبولة ويبقى على كل فريق أن يصوغ حركته في اتجاه تشكيل الحكومة، ولفت الى أن الرجلين اتفقا على لقاء آخر لوضع اللمسات الاخيرة على التشكيلة الحكومية قبل تقديمها لرئيس الجمهورية.اما مصادر «الكتائب» فنفت من جانبها لـ»الاتحاد»: أن يكون الحزب بصدد عرقلة ولادة الحكومة ولفتت الى إمكانية اعتذار الحزب عن المشاركة في الحكومة اذا لم يعط مطالبه مستدركاً بأن ذلك لن يكون ضمن اطار التعطيل. بالمقابل نفى عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب علاء الدين ترو في حديث اذاعي أن يكون رئيس الكتلة النائب وليد جنبلاط قد ترك موقع الاكثرية البرلمانية والتحق بالاقلية على خلفية لقائه بأمين عام «حزب الله» حسن نصرالله الاخير وقال: إن السياسة التي يتبعها جنبلاط تهدف الى تقريب وجهات النظر بين الاكثرية والاقلية من اجل الخروج من هذا المأزق الكبير الذي وقعت فيه البلاد طوال السنوات الماضية.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©