الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإماراتيون يعسكرون في «الإنتر» والإدارة تستجيب للإعلاميين لكنهم ينتقدون «البوفيه»

الإماراتيون يعسكرون في «الإنتر» والإدارة تستجيب للإعلاميين لكنهم ينتقدون «البوفيه»
15 أكتوبر 2009 00:59
لو كنت مكان إدارة مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي وخرج فيلم «المسافر» من خارطة جوائز مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، لأعلنت على الفور تكريم اسم الفنان العالمي عمر الشريف. فالرجل صاحب تاريخ عريق في مجال السينما العربية وسينما هوليوود والسينما الأوروبية في فرنسا وايطاليا وانجلترا، وكم تمنينا لو أنه حضر فعاليات المهرجان، كما تمنينا حضور العجوز الوسيم آلان ديلون وأميتاب باتشان وجوليا روبرتس ودي كابريو والعديد من نجوم السينما في العالم. التكريم واجب ويثري المهرجان. «سكارليت» الصامت في تقديري أن المهرجانات مثل الدول، فهناك دولة فاشلة، وهناك أخرى ناشطة تنجح في تأكيد حضورها على الساحة الدولية على كافة المستويات و»بيتر سكارليت» المدير التنفيذي للمهرجان هو نموذج مشرّف لقيادة مثل هذه الأحداث الضخمة. استراتيجية الرجل تقوم على العمل بصمت شديد والمراقبة عن كثب وأينما تذهب تجده يعمل ويسجل ملاحظاته. سكارليت النحيف والمتواضع والنشيط والخفيف الظل أيضا، ليس من نوع المديرين الذين يأكلون الأخضر واليابس وبخاصة في عالم الصحافة والإعلام، فهو كما يبدو لا يريد لصوره وتصريحاته أن تظهر مع كل صباح لأنه باختصار مدير يعمل بجد وعقلانية وتخطيط ولا يحب (الكشخة) ويا (أرض تهدّي ما عليكي قدَي). لسنا في «دورة تسمين» في ردهات المركز الإعلامي ثمة «بوفيه صغير فقير» مخصص لإطعام الإعلاميين العاملين في المهرجان. هذا البوفيه الصغير يقدم طعاما قليلا وينفذ بسرعة مما أثار حفيظة البعض. لكن في واقع الأمر أن هذا الأسلوب في تقديم الطعام المحدود أعجبني، بل إن ذلك يطبق مقولة «إذا امتلأت البطون غابت الذهون». ونحن بالفعل لسنا في دورة تسمين، بل في دورة مهرجانية لتطوير السينما وزيادة الوعي السينمائي لدى الجمهور. إدارة المهرجان أحسنت صنعا بذلك لأنها لم تمش على هدى المثل القائل: اطعم الفم تستحي العين. غياب السينما المغربية صحيح أن الدورة الثالثة من المهرجان هذا العام تحتفي بالسينما التركية من خلال 15 فيلما ولكن الصحيح أيضا أن هذه الدورة احتفت بجمال السينما العربية، فمسابقة «أفلام من الإمارات» ببرامجها الأربعة تتضمن 14 فيلما، في حين تشارك مصر بمجموعة مختارة من الأفلام من بينها: «بالألوان الطبيعية» و»هليوبوليس» و»المسافر» و»كاريوكا» و»احك يا شهرزاد» وغيرها. كما أن هناك احتفاء طيبا بالسينما العراقية والسورية، لكن غاب عن المهرجان حضور أفلام من سينما المغرب العربي. نفاذ بطاقات أفلام الثلاثاء كان الإقبال الجماهيري على عروض الأفلام المسائية في صالة العرض الرئيسية بقصر الإمارات يوم الثلاثاء الماضي لافتا للانتباه. ظاهرة تستحق الاهتمام لان مهرجان بلا جمهور مثل (الراعي بلا عصا). الأفلام كانت «كاريوكا» و»الزمن الباقي» و»محيطات» والأخير للمخرجين جاك بيران وجاك كلوزو. وقد نفذت بطاقات هذا الفيلم منذ ساعات الصباح مع أن عرضه كان في التاسعة مساء ضمن عروض احتفاليات المهرجان. الظاهرة مؤشر على حسن اختيار المهرجان للأفلام. ناقد أردني يشيد بالمهرجان أشاد الناقد السينمائي الأردني ناجح حسن بالمهرجان وهو منتدب من جريدة «الرأي» الأردنية لتغطية هذا الحدث. حسن لم يقدم إشادة تقليدية مثل جمال الضيافة والإعداد والتنظيم. بل أشاد بالجانب الفكري والثقافي الذي تحمله هذه الدورة الاستثنائية. وفي حوار خاص معه قال: شاهدت معظم مهرجانات الوطن العربي السينمائية ولكن في أبوظبي وجدت جرعة الحوار عن السينما كبيرة. هناك تواز نقدي مع كم الأفلام وتواز مع لغة التطوير والخطاب السينمائي المعاصر. هنا لغة لحوار جديدة.. لغة نقدية وفكرية واعية. أناقة ضيوف المهرجان بعيدا عن الجانب المهني وقريبا من الجمال والأناقة الذي كان حاضرا بقوة في المهرجان كانت جميلة الجميلات الفرنسية ديمي مور على مستوى من الحضور في هذا الجانب. بصدق شديد كل ما حولك في المهرجان كان ينطق لغة الجمال والهدوء والسحر حتى على مستوى حفلات خيمة المهرجان وعند منتصف ليلة الثلاثاء الماضي استضاف الفنان الإماراتي محمد المنهالي ضيوف المهرجان في حفل تخللتها الموسيقى والكرم والتراث الإماراتي والاحتفاء بالضيوف والإعلاميين في خيمة العز والمحبة وحوار التجارب. استجابة سريعة على إثر ما كتبناه حول بطاقات دخول الإعلاميين لحفلتي الافتتاح والختام والتقصير الذي حدث في هذا الجانب كانت الاستجابة أسرع مما توقعنا حيث تم إبلاغنا بأن الإشكال قد تم حلَه وان دعوات الصحفيين ستوزع عليهم قبل حفل الختام بيوم أو يومين على الأكثر. الإبل في قصر الإمارات إدارة المهرجان ضاعفت جرعة تكريمها للضيوف وبخاصة في تلك الحفلات المسائية التي تنظمها لهم لتحقيق استراحة خاصة. من المشاهد اللطيفة في تلك الحفلات هو إحضار القائمين عليها عددا من الجمال لممارسة الضيوف رياضة الهجن والتقاط الصور التذكارية مع سفينة الصحراء. إضافة إلى العديد من الأجواء التراثية التي تبرز جانبا من التراث الوطني أمام الزوار وبخاصة من الدول الأجنبية. لجان التحكيم كان جميلا أن يكون هناك تنويعات في اختيار أعضاء لجان تحكيم المسابقة بغض النظر عن بعض الأسماء من حيث أهميتها وخبراتها في هذا الإطار إلا أن التنويع كان طيبا. مثلما كان التنويع متميزا في مجلس إدارة المهرجان واللجنة العليا. هدى الشامسي من الوجوه الناشطة في هذا المجلس وأمل عبد الله بن كرم. وفي لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة كان اختيار الصينية (جوان تشين) ومعها يسري نصرالله في مسابقة الأفلام القصيرة موفقا. وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة كانت الإماراتية نايلة الخاجة وسلطان النيادي في مسابقة أفلام من الإمارات وأسماء كثيرة هي رصيد ممتاز للمهرجان. «الكندورة» و»الشيلة» أجمل ما في جماعة مسابقة «أفلام من الإمارات» أنهم يعسكرون في فندق الانتركونتننتال أبوظبي. هناك تجد الشلة أحمد زين واحمد عرشي وماهر الخاجة وعلي جمال وجمعة السهيلي وهاني الشيباني وحنان المهيري وغيرهم كثيرون حيث تظهر الكندورة والشيلة بأبهى حلَة، وهم الآن في قمة انشغالهم بعد أن انطلقت أفلام المسابقة مساء الاثنين الماضي. السينمائيون الإماراتيون عيونهم على الجوائز ومستقبل صناعة السينما في الإمارات وقالوا إنهم فخورون جدا بالمشاركة في المهرجان لأنه أولا وأخيرا مهرجانهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©