الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد ديوب يرصد الخوف على الوجوه ومشهد البيوت الدمشقية الجبلية

محمد ديوب يرصد الخوف على الوجوه ومشهد البيوت الدمشقية الجبلية
3 ابريل 2013 23:53
سلمان كاصد (أبوظبي) - نظمت إدارة الفنون في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أمس الأول في المسرح الوطني بأبوظبي معرضاً تشكيلياً للفنان السوري محمد يوسف ديوب تحت عنوان «صعود»، حيث يقدم خلاله اثنين وستين عملاً تشكيلياً، ويستمر المعرض حتى الرابع عشر من الشهر الجاري. وفي هذا المعرض الذي افتتحه عبدالله العامري مدير إدارة الفنون في الهيئة، يقدم الفنان التشكيلي محمد ديوب، أعمالا تراوحت في مساحتها بين المتر المربع ونصفه طولاً وعرضاً، مشغولة أغلبها بالاكرليك وبالمائيات، وهي في ذات الوقت تشكل رؤية متصاعدة لتجربة الرسام. لم يكن اختيار عنوان المعرض «صعود» اعتباطياً، وإنما اختير بعناية تامة من قبل ديوب كونه يريد منه أن يسجل تجربته في هذا الفن المتدرجة صعوداً أو ربما يريد بهذا العنوان التعبير عن الصعود في بنية العمارة التي اشتغلها الإنسان وشكلها بطريقته الخاصة. وتتلخص تجربة ديوب في ثلاث مراحل وهي المرحلة التسعينية والمرحلة الألفية الثانية في بداياتها والمرحلة المتأخرة التي تبدأ منذ عام 2010. ولأن الفنان عالم لا ينضب من التحولات على مستوى الرؤية والتصور والابتكار لذا فإن ديوب يخطط للانطلاق من جديد من خلال لوحتين جديدتين لديه تشكلات بوادر رؤية جديدة سينطلق منها. تشكل المرحلة الأولى استخدامات محمد ديوب للوجوه الصخرية، الحجرية التي كان يشتغل فيها على تشكل الوجه ذي الأنف الطويل والعينين المتلاحقتين والفم الصغير والنظرة الصادمة الجادة، والرعب والهم والحزن الذي يتجسد في هذه المرحلة قد حملتها اللوحة لديه في أقصى إحساساتها المأساوية، ولم يتخل محمد ديوب من هذه المرحلة لذا تراه يؤسس عليها وينطلق منها، ويمكن لي اعتبارها مرحلة كافكوية «من كافكا صاحب روايتي القصر، والمسخ» التي هي اشتغال على الألم والخوف. تمتاز لوحات محمد ديوب في هذه المرحلة بتعظيم الوجه كونه الكاشف للحزن والفرح والألم، الوجه الطويل وذلك ما نشاهده في لوحة عرضية طولاً حيث عشرة وجوه مصطفة تحدث في المجهول وهي تعبر عن ألم عميق، هذه الوجوه هي ذاتها في كل اللوحات، وكأنما هذه اللوحة تلخص كافة المشاهد التي تنقلها اللوحات الأخرى. في المرحلة الثانية نرى محمد ديوب يتجه إلى الاشتغال على البيوت الدمشقية الجبلية، وهو في ذلك يؤسس لرؤية تفكيكية وبنائية في الآن نفسه، غير أنه يفترض وعياً بصرياً كبيراً عند المتلقي في هذه المرحلة اتجه ديوب إلى تراكم البيوت فوق بعضها وربما نجد هذه الصورة واقعياً في مدينة معلولة السورية، هنا يقترب محمد ديوب من الواقع ولكن بطريقة تجريدية خالصة حيث ينقل الصورة بما يتصورها هو لا بما هي عليه في الواقع، حيث نجد البيوت تمتطي بعضها البعض، تتركب فوق بعضها بحس تشابكي جميل، مستخدماً اللون الصحراوي والأصفر، وبطريقة اختراع المركز الذي ليس بالضرورة أن يكون وسط اللوحة بل اللون هو الذي يحدده، وعادة ما يكون «الأزرق» أو «الأحمر» المختلف تماماً عن ألوان اللوحة كلها. شبابيك، أبواب، سقوف، سلالم/ عيون وأنوف ووجوه، هذه العناصر هي ما تتشابه به أو تتقابل في اللوحة، هنا يخترع محمد ديوب لوحات متعددة تبدو متشابهة إلى حد بعيد غير أن المتلقي المتفحص ببصيرته النافذة يكتشف مدى التناغم الذي تنطوي عليه كل لوحة في رؤيتها الخاصة والتي تختلف عن الأخرى. وهنا يفتح محمد ديوب لوحته بلا تأخير ليعطي فضاءها بعداً لا متناهياً. المرحلة الثالثة هي التي بدأ فيها محمد ديوب يشتغل على الهلال وجسد (الشخصية/ الشخصيات) مستخدماً اللون الأزرق ومركزياً اللون الأصفر للهلال، حيث يستعيد محمد ديوب البؤر الرمزية التي يريد أن يوحي بها في لوحاته التي تحمل رؤى فلسفية في هذه المرحلة تحديداً وينوع محمد ديوب في معرضه هذا فيقدم بورتريهات وتخطيطات مقترحة لوجوه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©