أحمد السعداوي (أبوظبي)
إقبال كبير شهدته أروقة مركز أبوظبي الوطني للمعارض، عبر أعداد كبيرة من الطالبات على اختلاف مراحله من التعليمية، اللاتي حرصن على التواجد في هذه الكرنفالية العلمية الإماراتية ذات الأصداء العالمية والتي حملت اسم «مسابقة مهارات الإمارات 2014»، وخصصت يوم أمس للفتيات، وعملت عبر أنشطتها المتنوعة على إبراز المواهب الواعدة لأبناء الإمارات واستيعابهم لأحدث تقنيات العصر وتطويعها في برامجهم التدريبية التي تؤهلهم لدخول سوق العمل والمراحل التعليمية العليا مؤهلين بأحدث علوم العصر.
من المشاركات المميزة ضمن الدورة الحالية لـ «مهارات الإمارات 2014»، الجناح التابع لوزارة التربية والتعليم، الذي زاره كثيرون إعجابا بما قدمه الطلاب التابعين له من أعمال مميزة استحقت إشادة الجميع وبينهم سايمن بارتلي، رئيس مسابقة مهارات العالم التي تقام كل عامين وتستضيفها الإمارات العام 2017.
الروبوت الثعبان
روبوت على هيئة ثعبان، كان من المشروعات المبتكرة ضمن هذا الجناح، وقال أحمد خليفة الفلاسي الطالب بالفرقة الحادية عشرة بمدرسة عمر بن الخطاب في دبي، كان أحد أعضاء الفريق المشرف على إنجاز الروبوت الثعبان، إن هذا الروبوت يعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط على هذه الهيئة، وتم اختيار شكل الثعبان كونه يتسم بانسيابية الحركة، وبالتالي يصعب تصميمه والتحكم فيه، وإنجاز روبوت بهذا الشكل يعني القدرة على هندسة الأشكال المختلفة منه واستخدامها في مناح اقتصادية.
وأشار إلى أنه تم اختيار أحد البرامج المتخصصة لتنفيذ هذه الفكرة، بالمشاركة مع زملائه عبد الله جمعة وحمدان حامد وعلي منير تحت إشراف أيمن النجار المشرف العام لفريق الروبوت العالمي، ولفت إلى أنهم حاليا يستعدون للدخول في مسابقات أخرى استعدادا للتأهل والمشاركة في مسابقة مهارات العالم.
ومن الإسهامات المميزة ضمن هذا الجناح، «إعداد وتجهيز مختبرات الروبوت المدرسي»، وقدمته مجموعة من الطالبات وهن إيمان سعيد سرور وشقيقتاها موزة وروضة جمعة، الطالبات في مدرسة السي جي بالفجيرة، حيث قدمن روبوت على شكل فيل، بحسب إيمان سرور، التي أوضحت أنه يمكن استخدامه في مدارس الروضة والمرحلة الأولى، حيث يمكن للمعلمين والمعلمات استخدامه في العملية التعليمية وترسيخ المعلومات عن الأشياء المختلفة، التي نقوم بصنع نماذج روبوت على هيئتها، مثال على ذلك، حرف الفاء، وتقوم المعلمة بالشرح على مجسم الفيل المتحرك داخل الفصل، هنا يتعرف الطفل بشكل مباشر على معلومات أولية وأساسية عن هذا الكائن وحرف الفاء.
نواحي الفضول
أما الهدف الثاني، فيتم تحفيز نواحي الفضول لدى الطفل الذي يسعى للتعرف على كيفية تركيب وبرمجة وعمل هذا الروبوت، وبالتالي لا يقتصر وجود الطفل في المدرسة على الكتب التي يدرسها، وعندما يتجه إلى شيء آخر وهو الأنشطة التربوية، ومع استمرارية هذه الأنشطة والمشاركة في المسابقات يتحقق لدى الطالب التوازن بين الجانب العملي والعلمي في حياته التعليمية، كون هذه الأنشطة في الأصل هي التي تربي الطالب وليست المقروءة فقط. الفعاليات.
وكلما شارك الطالب في هذه الفعاليات تعود عليه بدوافع إيجابية ويصبح شخصا طموحا ولديه عزيمة وإرادة وثقة في النفس ويتطلع إلى المركز الأول دوما والنجاح المستمر، ويحقق التوازن بين دراسته والأنشطة والمعارف التي يكتسبها، والوزارة من خلال هذا الجهد تستطيع بناء الكوادر الوطنية الفاعلة في الدولة.
قسم التعليم بشركة المزروعي للتجهيزات الطبية والكيميائية، شارك مع الطلبة بعمل أنواع مختلفة من تجارب الفيزياء والكيمياء والأحياء خلال وجودهم في المسابقة، وقال مصطفى زايد المشرف على الجناح، إنه يتم عرض ابتكارات وأفكار متنوعة مرتبطة بالتعليم الفني، منها كيفية عمل المكائن التي يتم التحكم فيها بوساطة الكمبيوتر، ومشاريع تطبيقية لوحدات تحكم إلكترونية مثل مشروع المنزل الذكي، وجهاز تعقب الطاقة الشمسية.
التعليم الطبي
وأضاف: فيما يتعلق بمجال التعليم الطبي نستخدم دمى تعليمية مختصة في التعليم الطبي للتدريب على تطبيقات الإسعافات الأولية والعناية بالمريض، ويمكن عمل سيناريوهات مختلفة على هذه الدمى وعلى الطالب أن يتعامل معها بحسب الحالة الممثلة أمامه، وما نركز عليه عبر هذه الجهود، تطويع واستخدام التكنولوجيا في المختبرات العلمية والصناعات المختلفة.
ومن الطلاب الذين شاركوا في هذه المنظومة التعليمية الراقية التي عرضت أنشطتها ضمن مهارات الإمارات 2014، أحمد شريف الطالب بالمدرسة الثانوية الفنية في عجمان، وذكر انه شارك في البيت الذكي وهو مزود بأنظمة حماية وأضواء لقفل الأبواب وغيرها من الإضافات العصرية، وقام مع زملائه بتنفيذ وتصميم البيت الذكي، كما شاركهم في تركيب سيارة والتحكم فيها عن بعد.
وأوضح أنه استفاد من هذه المشاركة التعرف على طريقة البرمجة مع التحكم وتوصيل الدوائر الكهربية والتركيب وغيرها من الأمور الأساسية في مجالات الصناعة المختلفة.
أما الطالبة عهود الهاشمي، من ثانوية التكنولوجيا التطبيقية في أبوظبي، بينت أنها ساهمت مع زميلاتها المشاركات في المسابقة بشرح مجموعة تجارب عملية في الفيزياء، كون مسابقة مهارات الإمارات علمية بحتة، وعملت على تعريف الطلاب والزوار بالعديد من الأجهزة العلمية وكيفية استخدامها في التطبيقات المختلفة لمشروعاتهم المختلفة.
وعلى الصعيد الشخصي، استفادت من خبرة الشرح وطرح ما لديها من معارف على الآخرين، وأصبحت أكثر تحفيزا في التعرف على مهارات جديدة، وزادت خبرتها في الأجهزة التي شرحتها وتعلمت اكثر عن تفصيلاتها.
أول مشاركة
زميلتها فاطمة العليلي، أوضحت أن تلك أول مشاركة لها تعلمت من خلالها أكثر عن التكنولوجيا الحديثة من خلال الأجهزة التي تعاملت معها في المدرسة ومعرض مسابقة مهارات الإمارات، كما تعلمت التعامل مع الناس من كافة الفئات والأعمار وتعودت أن تشرح للآخرين ما لديها من معلومات، وكونها تنوي إكمال دراسة الهندسة بعد الثانوية، رأت أن وجودها في مثل هذا العالم فتح أمامها آفاقا واسعة لتعلم الكثير عن التكنولوجيا والابتكارات.
آمنة عبيد الطالبة بالمدرسة الثانوية الفنية بعجمان، شاركت ضمن فريق عمل التصنيع باستخدام الكمبيوتر وتصنيع الآلات الصغيرة التي تؤهلها فيما بعد لتصميم وتصنيع الآلات الكبيرة المستخدمة في المصانع، حين تخرج إلى سوق العمل.
أمن الشبكات
من المسابقات المميزة لهذا العام، كونها ترتبط بكافة الأعمال والمصالح في المجتمع، مسابقة أمن الشبكات، التي يشارك فيها 12 فريقاً من 24 طالباً، بحسب محمد الزعابي أحد المشرفين على المسابقة، الذي ذكر أن المشاركين يحاولون اختراق موقع إلكتروني من خلال معرفة الأخطاء الموجودة به، وبعدها يقومون باختراق الموقع، وآخر مرحلة يعملون على حل هذه المشكلات التي سببت الاختراق وسد الثغرات الأمنية في الموقع.
واليوم الثاني، توجد 15 مهمة لمحاولة الاختراق احد المواقع الإلكترونية بأكثر من طريقة اختراق وفائدة هذه المسابقة تنمية الوعي بأمن الشبكات وانه إذا استطعت بناء الحس الأمني لدى الطالب حين يدخل الفضاء الإلكتروني كون المعلومات الآن تشكل أهم عناصر القوة في العصر الحديث، ومعرفة الشخص كيف يؤمن هذه المعلومات تجعله أكثر قدرة على حمايتها خاصة مع تطور التكنولوجيا في هذا العصر، غير أن أكبر ثغرة في التكنولوجيا هي استخدام الإنسان نفسه إذ لم يكن ملما بكيفية حماية نفسه من الاختراقات، وإجمالاً فالهدف الرئيس من المسابقة تنمية الحس الأمني لدى المشاركين وإنشاء جيل المستقبل قادر على تامين شبكات المعلومات.
من ناحيته أعرب المهندس حسين إبراهيم الحمادي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني عن شكره الجزيل للقيادات التي قامت بزيارة المسابقة الوطنية للمهارات 2014 حيث لمس جميع الطلبة المشاركين مدى الاهتمام والتقدير من قبل القيادة الرشيدة لأبناء الإمارات، وهو الأمر الذي ظهر بوضوح من خلال تشجيع الطلبة طوال يومي المسابقة ومن خلال حرصهم على التحدث المباشر من شباب وفتيات الوطن.
مبارك الشامسي: الفعاليات فرصة كبيرة أمام طلبة المدارس والجامعات
أكد مبارك سعيد الشامسي نائب مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني أن جميع المسؤولين بالمركز حرصوا على أن يتم خلال المسابقة الوطنية تقديم الفرصة الكاملة لطلبة المدارس والجامعات والمعاهد المتخصصة لكي يصلوا بمهاراتهم إلى العالمية، من خلال الانضمام إلى فريق مهارات الإمارات الذي سيمثل الدولة في المونديال العالمي للمهارات الذي سيعقد في البرازيل 2015، وفي أبوظبي 2017.
ولفت إلى حرص الإدارة العليا في مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني على وضع وتنفيذ خطة متكاملة ومميزة لإعداد شباب وفتيات الوطن في كبرى دول العالم المتقدم، وتدريبهم على المهارات كافة، وفق أرقى النظم العالمية المعمول بها في تلك الدول، وصولا إلى فريق قادر على الفوز بالكثير من الميداليات في المحافل العالمية كافة، بما يعكس الوجه الحضاري للدولة.
رئيس مسابقة مهارات العالم:
نتطلع إلى استضافة الإمارات مسابقة 2017
خلال زيارته فعاليات الكرنفال العلمي الكبير الذي تشهده العاصمة الإماراتية، أبدى سايمن بارتلي رئيس مسابقة «مهارات العالم» التي تستضيفها الإمارات عام 2017، في تصريح لـ «الاتحاد»، إعجابه بالتقدم الذي حققته الإمارات في كل المجالات، خاصة اهتمامها بالأجيال الجديدة، وترسيخ أساليب التفكير العلمي والمعارف التكنولوجية لديهم.
وقال إن مهارات الإمارات 2014، تتميز بقدرة عالية من التنظيم، وإمكانات رائعة تضاهي غيرها من الفعاليات الدولية الكبرى التي تهتم بعالم التكنولوجيا والتعليم، وبدا لافتا الدقة في أصغر التفاصيل، من أجل إنجاح المسابق،ة والوصول بها إلى مستوى عالمي، وهو ما نجح فيه المسؤولون عن إدارة المسابقة، الذين وضعوا أمام أعينهم أرقى المقاييس العالمية، بحيث قاموا بترتيب كل جناح بما يتناسب مع شروط ومعايير وإجراءات الأمن والسلامة للمتسابقين الذين سيلقون مثيلاتها حين يشاركون في المسابقة العالمية، مشيراً إلى أنه على يقين أن الإمارات قادرة على استضافة مهارات العالم 2017، وإخراجه بصورة متميزة، ونترقب هذا التاريخ لنرى ما ستقدمه دولة الإمارات إلى العالم.
أيادٍ ناعمة ومهام خشنة
صيانة السيارات، ومشاركة الفتيات فيها والتعرف على أجزاء ومكونات السيارة والتعامل معها بشكل مهني دقيق، احتل جانباً مهماً ضمن فعاليات المسابقة، حيث أبدت كثير من الفتيات قدرتهن على التعامل السليم مع أجزاء السيارة والتطبيق العملي لما تعلمنه في مجال ميكانيكا السيارات، وهذا يمنحهن آفاقاً واسعة للبدء في التفكير والتخطيط والتنفيذ لأفكار مهمة في هذا المجال الحيوي، الذي يعتبر من أهم الدعامات الاقتصادية لكثير من شعوب العالم.
عدد اليوم
