جزيرة كيش واحة السياحة للإيرانيين

لا يفوت الرجال الإيرانيون فرصة لإمتاع أنفسهم بالبيئة الليبرالية في جزيرة ''كيش''، حيث يرتدون قمصان التي شيرت وسراويل البرمودا القصيرة· وهو أمر لا يجرأون على فعله في طهران أو غيرها من المدن الكبرى في إيران· ويقول بنيامين، وهو طالب من طهران: ''حتى الآن لم تحتج قوات فرض النظام على ما يقوم به الإيرانيون هناك· وأرجو أن يستمر الحال على هذا المنوال''· وتتعرض النساء أيضاً في العاصمة طهران لمراقبة شديدة من جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا أن اللاتي يقضين إجازات في جزيرة ''كيش'' بجنوب البلاد مستثنيات من هذا الأمر طوال مدة إقامتهن هناك· وتقول سالومه (24 عاماً) التي تقضي إجازة في الجزيرة لعدة أيام مع صديقات: ''إنها لمتعة أن نتحرر ولو مؤقتاً من غطاء الرأس وأن نستمتع بالشمس ونسمات الهواء العليل تداعب شعرناً''· وكانت سالومه التي تعيش في طهران قد تعرضت مرات عديدة لمشكلات مع رجال الشرطة الدينية في العاصمة لعدم التزامها الدقيق بالزي الإسلامي· وقالت: ''ألقي القبض عليّ ذات مرة واحتجزت لفترة وجيزة ولم يتم الإفراج عني إلا بعد توقيع تعهد بالالتزام بالزى الإسلامي بشدة مستقبلاً''· ورفض داوود مدادي رئيس منظمة التجارة الحرة في ''كيش'' تسليط الضوء أكثر من اللازم على الصورة الليبرالية للجزيرة مكتفياً بالقول: ''إن الناس هنا يعيشون حياة غير رسمية هنا، وهذا كل ما في الأمر''· إلا أن غالبية السائحات يعتبرن القيود في كيش أهون كثيراً مقارنة بطهران على الأقل· ويزور ''كيش'' أكثر من 5ر1 مليون سائح إيراني كل عام بسبب الجو العام المريح· ويقول مسؤول محلي طلب عدم ذكر اسمه: ''نحن نرفض التزمت هنا ونريد أن يعيش الناس لبضعة أيام في أجواء مريحة مختلفة عن تلك التي جاءوا منها''· ولا يقتصر الأمر على التخفيف في مسألة الزي مقارنة بالوضع في طهران، بل تستطيع المرأة الخروج مع الرجل وقد تشابكت أيديهما أحياناً في المراكز التجارية وعلى الشاطئ· ويقول بهزاد ''26 عاماً'' الذي جاء إلى ''كيش'' لممارسة الغطس: ''حضرت إلى هنا من طهران مع أعز أصدقائنا وصديقاتنا· لدينا غرفنا الخاصة في الفندق لكن ما من أحد يسأل من يذهب إلى أي غرفة''· وتمتد ''كيش'' على مساحة 92 كيلومتراً مربعاً وهي عبارة عن منطقة للتجارة الحرة تنتشر بها مراكز التسوق الضخمة، فضلاً عن سلسلة من أماكن الترفيه التي توفر خدمات ممارسة الغطس والفرق الموسيقية المختلفة· وعلى الرغم من أن موسيقى البوب محظورة رسمياً في إيران، إلا أن الحفلات الموسيقية لا تتوقف في الجزيرة· بل وفوجئ الزبائن في مطعم فندق ''بارميس أوتيل'' بالجزيرة بفرقة ''سباجيتي هاوس'' تعزف فجأة أغنية روجر ووترز ''انزر بريك إن ذي وول''· وقال النادل في مطعم الفندق للزبائن الذين أشرقت وجوههم بالسعادة: ''لدينا أيضاً (فرقة) بينك فلويد هنا في كيش''· وقال مدير فندق محلي إنه تم ضخ استثمارات هائلة لتحويل الجزيرة إلى مركز سياحي والحكومة تريد زيادة عدد السياح· وأضاف المدير: ''بلاغ واحد عن تعرض سيدة لمضايقات من قبل فرق حراس الفضيلة وينهار النشاط السياحي والاستثماري هنا وتظهر المشكلات أمام الحكومة والمستثمرين''· وبالطبع ترحب النساء اللاتي يقضين إجازات في جزيرة كيش بتخفيف القيود، لكن لديهن في الوقت نفسه خطط بديلة إذا ما تغير الوضع· وتقول مينو ''38 عاماً''، وهي ربة منزل من طهران: ''أفضل تمضية الإجازات داخل بلادي وان تذهب الأموال إلى جيوب الإيرانيين وليس الأجانب''· وتردف بسرعة: ''ولكن إذا أزعجتني أو أزعجت ابنتي فرق حراسة الفضيلة بسبب انحسار غطاء الرأس قليلاً عن شعري أو شعرها، فإنني لن أتردد في الذهاب إلى تركيا أو دبي''·