الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أوروبا لديها من القلوب أكثر مما تحتاج

8 أغسطس 2008 01:52
بالنسبة لمنظمة يتهمها متشككون بأنها بلا قلب، فإن الاتحاد الأوروبي له من القلوب الكثير حتى أنه لا يعرف ماذا يفعل بها· فمن الناحية الجغرافية، فإن القارة الأوروبية تخترق آسيا عبر حدود غير واضحة· وهذه الخاصية تسمح لبعض الدول في أوروبا بالادعاء بأنها قلبها، وغالباً لأسباب مختلفة· ومن بين الدول التي تتنافس على هذا الموقع ''القلب'' سلوفاكيا، التي يدفع بعض الجغرافيين بأنها تقع على وجه التحديد في منتصف الطريق بين طرفي القارة· وتشير عشرات المواقع الإلكترونية إلى تلك الدولة -القادم الجديد للاتحاد الأوروبي- باعتبارها ''قلب أوروبا''· ويوضح لاديسلاف ما شاسيك كبير الباحثين بمعهد العلوم الاجتماعية بالأكاديمية السلوفاكية للعلوم الأمر في ورقة بحثية قدمت عام 2003 قائلاً إن موقع سلوفاكيا ''يثير في نفوس السلوفاك مشاعر الفخر بأنهم في قلب أوروبا يقينا''· ولكن هذا الزعم يواجه منافسة من جارات سلوفاكيا· فكل من براغ وبودابست تروج لنفسها بقوة باعتبارها ''قلب أوروبا'' الثقافي والجغرافي أيضاً· ومن المعروف أن المؤرخ البريطاني نورمان ديفيس عنون كتابه الصادر عام 1984 عن تاريخ بولندا ''قلب أوروبا''· وفي عام ،2006 كتب الكاتب المتخصص في شؤون السياحة والمؤرخ بارت نابراداليك يقول إن فيينا تستحق أن ينظر إليها بوصفها ''قلب أوروبا الحقيقي''· وفسر الأمر قائلاً إن سكان فيينا ''ألمان وعذبو الصوت وذوو لمسة جاذبية إيطالية يعشقون الحياة مثل الفرنسيين وعاطفيون مثل السلوفاك''· ولكنّ مواطني وسط أوروبا يواجهون تحدياً من جانب أبناء شواطئ بحر البلطيق· ففي عام 2000 قدر خبراء من المعهد الجغرافي الفرنسي القومي أن مركز أوروبا يقع في ليتوانيا· وأدى هذا الإعلان إلى ادعاء الليتوانيين أن بلادهم هي قلب القارة، لكنه أثار دعوات مضادة من جانب الجارتين بولندا وبيلاروس (روسيا البيضاء)· وفي أبريل عام ،2005 أعلن الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو أن ''أوكرانيا هي قلب أوروبا'' متسائلاً ''أبلغوني من فضلكم كيف يمكن لأوروبا أن تعيش بلا قلبها''· وربما كان هذا من قبيل الكلام الدعائي الأجوف، لكنه أحد المفاتيح الأساسية في فهم السبب في رغبة عدد كبير من الدول الأوروبية أن ينظر إليها بوصفها قلب أوروبا· وثمة شيء مشترك يجمع بين كل أولئك الذين يرفعون هذه المزاعم وهو أنهم قد تعرضوا للهيمنة· وفي بعض الحالات حكموا بشكل مباشر من جانب موسكو حتى انهيار الاتحاد السوفييتي· وهذه الهيمنة تركتهم في حاجة ملحة لإثبات أنهم ''أوروبيون حقيقيون'' وأنهم أعضاء حقيقيون في النادي الغربي· وهكذا فإن البولنديين والليتوانيين يصرون بشدة على أنهم من وسط وليس شرق أوروبا· والاستونيون يصرون على أنهم اسكندنافيون· فيما يشير التشيك إلى أن عاصمتهم أقرب إلى الغرب أكثر من فيينا· وربما يدفع بعض المتشككين بأن الزعم بالانتماء لقلب أوروبا إنما يعبر بشكل أكبر عن مشاعر بلد ما بأكثر مما يعبر عن مشاعر أوروبية· لكن مع ازدياد عدد الدول التي ترفع هذه المزاعم، حيث وصفت سلوفينيا نفسها في يناير الماضي بأنها ''قلب أوروبا الجديد''، فهنا يبرز سؤال يتعين الإجابة عليه وهو: ''هل هذا الحماس يكشف بقدر أكبر عن قوة أوروبا المستمرة أم ينم عن مشاعر تشكك تعتمل في صدور أبناء تلك الدول؟''·
المصدر: بروكسل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©