دعا ليام فوكس وزير الدفاع البريطاني المجتمع الدولي أمس إلى توفير المزيد من المدربين لقوات الأمن الأفغانية قائلاً إن حلفاء “الأطلسي” في أفغانستان يحتاجون إلى إعادة النظر في مساهماتهم. وكانت وزارة الدفاع البريطانية أعلنت أمس مقتل جنديين بريطانيين الجمعة في تبادل إطلاق نار جنوب أفغانستان ما يرتفع إلى 292 عدد قتلى الجنود البريطانيين في أفغانستان منذ اجتياح هذا البلد عام 2001. وفي هذه الأثناء، قتل شرطي وأُصيب 15 مدنياً بينهم 3 أطفال أمس في اعتداء بدراجة هوائية مفخخة في قندهار حسبما أعلنت السلطات المحلية. وتم تفجير العبوة قرب مقر الحاكم وبعثة “الهلال الأحمر”. وتعتبر ولاية قندهار التي تسيطر “طالبان” على القسم الأكبر منها من أبرز معاقل حركة التمرد في جنوب أفغانستان.
وقتل الجندي البريطاني الذي كان ينتمي إلى الكتيبة الأولى في فوج “مرسيان” بعد إصابته برصاص أسلحة خفيفة في اشتباكات مع مقاتلين في منطقة نهر السراج بولاية هلمند الأفغانية الجنوبية. وبذلك، يرتفع إلى 292 عدد قتلى الجنود البريطانيين في أفغانستان منذ بداية تدخل التحالف العسكري ضد “طالبان” مع نهاية 2001.
وقد دعا ليام فوكس وزير الدفاع البريطاني المجتمع الدولي أمس إلى توفير المزيد من المدربين لقوات الأمن الأفغانية قائلاً إن حلفاء “الأطلسي” في أفغانستان يحتاجون إلى إعادة النظر في مساهماتهم.
وقال فوكس على هامش مؤتمر أمني إقليمي في سنغافورة إن الأهداف التي تدعمها الولايات المتحدة من تدريب قوات الشرطة الأفغانية لن تتحقق إلا إذا زاد الحلفاء مساهماتهم.
وقال: “عندما نذهب إلى قمة حلف شمال الأطلسي الأسبوع المقبل ستكون نيتي أن أقنع المجتمع الدولي بزيادة عدد المدربين بدلاً من القوات القتالية حتى يمكننا أن نعجل بالجدول الزمني لتولي الأفغان أمنهم”.
وأضاف: “أعتقد أن أي دول مشاركة بالفعل في أفغانستان تحتاج إلى النظر كي ترى إذا ما كان بإمكانها المساهمة في مهمة التدريب”. ومن المقرر أن يجتمع وزراء الدفاع في حلف شمال الأطلسي الذي يضم 28 دولة في بروكسل يومي 10 و11 يونيو.
وينتشر نحو عشرة آلاف جندي بريطاني حالياً في أفغانستان خصوصاً في هلمند التي تعتبر من معاقل متمردي “طالبان”. فيما ارتفعت إلى 230 حصيلة القتلى من الجنود الأجانب الذين قتلوا في هذا البلد منذ بداية العام، وذلك بمقتل جندي آخر لم تعلن جنسيته الجمعة أيضاً.
من جانبه، أعلن جوزيف بلوتس، المتحدث باسم القوة الدولية أن قوات ألمانية وأميركية ستقوم بتدريب الشرطة الأفغانية. وقال الجنرال الألماني في مقابلة صحفية أمس إنه من المخطط أن تبدأ تلك التدريبات في إقليمي قندز وباغلان اعتباراً من هذا الصيف، وقد تستمر حتى العام المقبل.
ومن المقرر أن يزيد حجم القوات الألمانية والأميركية في شمال أفغانستان خلال الأشهر المقبلة لمكافحة عناصر “طالبان” في الإقليمين المضطربين مع قوات الأمن المحلية. تتم حالياً إعادة هيكلة قوات منتشرة بالفعل في قندز، لتتحول إلى كتيبة للتدريب والحماية لتقوم بتدريب قوات أمن أفغانية اعتباراً من الصيف المقبل. وتعتزم قوة المساعدة الأمنية الدولية “إيساف”، التي يقودها “الأطلسي” تكثيف الضغط على عناصر “طالبان” في منطقة مسؤولية القوات الألمانية شمالي البلاد.
اجتماع باكستاني أفغاني في تركيا غداً
أنقرة، تركيا (ا ف ب) - أعلنت وزارة الخارجية التركية أمس أن وزيري خارجية أفغانستان وباكستان سيجريان غداً الاثنين في اسطنبول محادثات تتمحور حول التعاون الثنائي خصوصاً الأمني برعاية تركيا. وسيجتمع الوزيران الأفغاني زلماي رسول والباكستاني شاه محمود قرشي مع نظيرهما التركي أحمد داود أوغلو عشية اجتماع دولي تحت عنوان المؤتمر حول التدابير لبناء الثقة والعمل المشترك في آسيا مرتقب عقده الثلاثاء في اسطنبول.
وتحث تركيا العضو في الأطلسي والتي تقيم علاقات مع أفغانستان وباكستان البلدين على تجاوز خلافاتهما والتعاون لمواجهة المتطرفين. استضافت 4 اجتماعات بين رئيسي البلدين أفضت إلى التزامهما بتعاون أفضل.
وقد ظلت العلاقات بين كابول وإسلام آباد متوترة لفترة طويلة بعد هرب عناصر طالبان إلى المناطق القبلية الباكستانية بعد سقوط حركتهم 2001. وتؤكد أفغانستان أن جزءاً كبيراً من تحركات المتمردين خصوصاً ضد القوات الدولية يتم التحضير لها في باكستان، وتتهم هذا البلد بعدم بذل جهود كافية لمكافحة المتمردين.
عدد اليوم
