بمناسبة مرور عشرين عاماً على السقوط التاريخي لحائط برلين الذي كان يفصل المدينة إلى جزءين شرقي وغربي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 وحتى نهاية الحرب الباردة عام 1989، احتفلت الحكومة الألمانية مؤخراً بهذا الحدث بطريقة خاصة حيث ساهم عدد كبير من الطلاب والمنظمات الاجتماعية والسياسية الألمانية بصنع المئات من العلب البلاستيكية الضخمة والملونة بألوان مختلفة تمّ صفّها جنباً إلى جنب مكان حائط برلين القديم وتفصل بينها مسافات متساوية. ويمثل هذا التركيب ما يعرف باسم «مفعول الدومينو»؛ فعندما يتم إسقاط العلبة الطرفية على جارتها، فإن ذلك سيؤدي إلى تساقط العلب بشكل متسلسل حتى العلبة الأخيرة التي تقع على الطرف الثاني من الجدار.
وبلغ مجموع عدد العلب 1000، وزاد طول الحائط الذي صنع منها عن 1600 متر؛ ويوحي سقوطها بحدث سياسي كبير أعقب سقوط حائط برلين الحقيقي وأدى إلى تساقط الحكومات التي كانت منضوية تحت لواء الكتلة الشيوعية الشرقية، واحدة تلو الأخرى.
وقال موريتز فان دولمين صاحب هذه الفكرة والمشرف على تنفيذها: «تنطوي هذه الذكرى التي شهدت تحطيم حائط برلين، على أهمية كبرى في التاريخ المعاصر لأن هذا الحدث أدى إلى تحطيم العديد من الحوائط والجدران الأخرى وبدأت شعوب أوروبا الشرقية تستشعر الإحساس بالمعنى الحقيقي للحرية».
ويذكر أن أكثر من عشرة آلاف فرشاة استخدمت في طلاء العلب وبلغت مجموع مساحة العلب أكثر من 4000 متر مربع، وخصصت 40 شاحنة لنقلها إلى موقع الحدث.
ومن أجل ضمان استمرار عملية السقوط المتسلسل للعلب، تم وضعها بحيث يكون البعد بين كل منها 3 أقدام أو ما يساوي متر واحد تقريباً. واستغرقت عملية السقوط من بدايتها إلى نهايتها 8 دقائق وكانت ترافق هذه العملية معزوفات موسيقية مستوحاة من المعاني الوطنية والسياسية لهذا الحدث التاريخي.
عن صحيفة «وول ستريت جورنال»
عدد اليوم
