السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المجرة» تضم بلايين النجوم وتسبح في الفضاء بدقة وانتظام

«المجرة» تضم بلايين النجوم وتسبح في الفضاء بدقة وانتظام
15 أكتوبر 2009 22:10
الأرض إحدى كواكب المجموعة الشمسية التي تنتمي إلى المجرة.. والمجرة تحتوي على ملايين النجوم والكواكب وهناك أعداد كبيرة من المجرات• هذا كله في السماء الدنيا التي قال الله سبحانه وتعالى عنها: «ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين واعتدنا لهم عذاب السعير» - سورة الملك: الآية 5• كما تناول القرآن الكريم العديد من الظواهر الكونية بإعجاز علمي سبق به العلم الحديث مثل اتساع الكون الذي أثبته العلم مؤخرا. أطلق بطليموس على مجرتنا اسم «درب اللبانة» بينما اطلق عليها الفلكيون العرب اسم «درب التبانة» وهي تشكل مشهدا بالغا في الجمال، غنياً بالنجوم التي ترصعه في مناطق يسميها العلماء منطقة نعيم والدجاجة والعقرب الرامي وهي مجموعات نجمية تضم حوالي مئة بليون نجم آخر، وكميات كبيرة من مادة النجوم• لكن ما هو حجم المجرة؟•• وما هو عدد المجرات؟ يجيبنا الدكتور حسني حمدان الدسوقي - أستاذ الجيولوجيا وعلوم الأرض في جامعة المنصورة المصرية - بأن المجرة هي الوحدة الأساسية في البناء الكوني، وتتجمع المجرات مع بعضها كما يتجمع الأفراد لتشكيل المجتمع، وكل مجرة مفصولة عن الأخرى بفضاء فارغ تماما إلا من بعض ذرات الهيدروجين، وتعد المجرات بمثابة أقاليم مستقرة نسبيا في السماء، وهي تدخل ضمن دورة حياتية من الولادة والتطور والتلاشي، بحيث ان حياتها تنتهي وتعود إلى ما يشبه ما قبل مرحلة نشأتها• 250 بليون مجرة ويضيف: كان من المعتقد في الماضي بأن مجرتنا ضخمة فوق العادة، إلا ان هذا الوهم قد تلاشى، مع ان حجمها فوق المعدل•• بل فوق الخيال، لكن المؤكد أن هناك أنظمة أخرى معروفة تفوقها حجما، منها «لولبة المرأة السلسلة» وهي مجموعة من المجرات العملاقة. وتعد درب اللبانة واحدة من 250 بليون من المجرات المتشابهة الواقعة في مجال رؤية التلسكوبات الضخمة الحديثة.. وتتجمع المجرات في كتل تسمى عادة «العناقيد» ويحتوي بعضها على مئات الاعضاء، اما مجرتنا فهي عضو في احد هذه الانظمة المعروفة بالمجموعة المحلية• ويشير الى أن المجرة كتلة هائلة من النجوم والسدم يتم تصنيفها وفقا لشكلها المجرات الاهليجية، والحلزونية والمجرات غير المنتظمة التي ليس لها شكل محدد واضح.. غير ان شكل المجرة قد يتشوه أحيانا ومجرة درب اللبانة من النوع ذي الشكل الحلزوني، موضحا أن الكون معظمه فارغ مظلم بارد تسبح فيه المجرات، ولا يمكن قياس المسافة بينها بالمقاييس المألوفة لدينا ولكن يستخدم مقياس المسافة التي يقطعها الضوء خلال سنة واحدة فهو يقطع مسافة تقارب مليون مليون كيلو متر ويسمى ذلك المقياس بالسنة الضوئية وهي لا تقيس الزمن وانما تقيس المسافات الشاسعة جدا.. فالكون اكبر واوسع مما نفكر فيه او نتخيله، فلا احد يدرك ابعاده ولا يدرك حجمه• وتتكون المجرة عموما من أعداد كبيرة من النجوم والسحب الغازية، تضم بين مئة إلى ألف بليون نجم، واعداد كبيرة من السدم وهي سحب من الغبار والغازات الكونية لكن ما زال العلماء غير قادرين على الاجابة عن كثير من التساؤلات، مثل كيفية تغير شكل المجرة، ولمعانها وبريقها خلال مجرى حياتها• الكون يتمدد ويقول إن من المسلم به إجمالا أن الكون يتمدد وأن جميع المجرات خارج المجموعة تتباعد بسرعات مختلفة ولكن أعضاء هذه المجموعات ذاتها لا تبتعد عن مجرتنا، والمجرات كلها تسبح في السماء وربما تداخلت مجموعة كبيرة من المجرات أو ما يطلق عليه أسم «العناقيد» مع مجموعة أخرى تسبح في السماء أيضا، ثم تنسحب كل مجموعة بنجومها دون أن يحدث أي تخلخل في نظام العناقيد أو تصادم بين النجوم مما يدل على ان مواقع النجوم من أكثر الاشياء دقة في نظام الكون• والكون الذي نعيش فيه واسع جدا، وهو بالإضافة إلى ذلك يتوسع ويتمدد باستمرار وقد قال تعالى في هذا الصدد: «والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون» - سورة الذاريات: الآية 47• هذا خلق الله ويضيف أن كل هذه المجرات بنجومها وكواكبها والأقمار التي تتبعها بمثابة مصابيح للسماء الدنيا، وقد خلق الله سبحانه وتعالى سبع سماوات طباقا كما قال في محكم التنزيل: «ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً» - سورة نوح: الآيتان 15 و16• وقد أثبت العالم الفلكي «هابل» أن جميع المجرات في الكون أخذة في التباعد، وقد كان وقع اكتشافه هذا في عام 1929م كالقنبلة، إذ كان الاعتقاد السائد أن المجرات تسير في حركة عشوائية، لكن «هابل» اكتشف ان هذه الملايين من المجرات في ابتعاد مستمر عن بعضها بسرعات هائلة بانتظام شديد ودقة متناهية وهذا ما يحدث للكون الآن ومنذ بلايين السنين•• وتترابط بفعل الجاذبية• ولا يملك العقل المؤمن إلا أن يردد ويتلو قول الله تعالى: «هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين» - سورة لقمان: الآية 11، ليدرك الإنسان بعضا من قدرة وعظمة الخالق المبدع المهيمن•
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©