الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحديات خارجية وداخلية تنتظر الانتخابـات البلدية «الموحدة» في فلسطين

تحديات خارجية وداخلية تنتظر الانتخابـات البلدية «الموحدة» في فلسطين
22 يوليو 2016 00:06
غزة (شينخوا) ينطلق غداً قطار الاستعداد الفلسطيني لإجراء أول انتخابات موحدة لمجالس الهيئات المحلية (البلديات) منذ 11 عاماً، بما تحمله من تحديات خارجية وأخرى داخلية تنتظر الفصائل المشاركة فيها، حسبما أكد مراقبون فلسطينيون. وستبدأ لجنة الانتخابات أولى مراحل العملية الانتخابية المتمثلة في التسجيل والنشر والاعتراض ابتداءً من صباح يوم غد ولمدة 5 أيام لتنتهي في كل الهيئات المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة. ومن المقرر أن تُجرى انتخابات المجالس المحلية في الثامن من أكتوبر المقبل بموجب قرار أصدرته حكومة الوفاق الوطني في 21 يونيو الماضي. وبحث وفد من لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية الأحد الماضي مع الفصائل الفلسطينية في غزة الترتيبات المطلوبة. وأعلنت «حماس» التي تسيطر على القطاع بالقوة منذ منتصف العام 2007 قبل أيام موافقتها على المشاركة في الانتخابات، بعد أن كانت اشترطت الحصول على ضمانات مسبقة. وكانت آخر انتخابات موحدة لمجالس البلديات في الضفة الغربية وغزة قد أُجريت في العامين 2004 و2005. لكن السلطة الفلسطينية أجرت انتخابات للبلديات في أكتوبر 2012 اقتصرت على الضفة، بعد رفض حماس إجراءها في قطاع غزة وقرارها بالمقاطعة بدعوى أن إجراء أي انتخابات يجب أن يسبقه إنهاء الانقسام. ويشدد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة، على أهمية إجراء الانتخابات البلديات بشكل موحد بعد انتظار فلسطيني استمر نحو عشرة أعوام وتراكم استحقاقها خصوصاً في قطاع غزة. وأوضح خريشة أن الانتخابات المحلية استحقاق دستوري وحق للمواطن على السلطة سواء في الضفة أو غزة ويجب الحفاظ على دوريتها، خصوصاً أنها انتخابات لهيئات خدماتية وليس بطابع سياسي كامل. وأضاف «إن مثل هذه الانتخابات ستكون خير رد فلسطيني على حالة التكريس القائمة للانقسام الداخلي والفشل المتكرر في إنهائه ومساهمة جدية في محاولة اجتياز الأزمة الفلسطينية المركبة الحالية». ويرى أن الانتخابات المحلية «ستمثل ممراً جيداً لتهيئة ظروف إنهاء الانقسام وبداية العمل الجدي لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، المعطلة منذ العام 2006، بعيدا عن الاكتفاء بالشعارات واللقاءات الداخلية غير المجدية». ومع تأكيد كل الأطراف الداخلية أهمية الوفاء بالاستحقاق الدستوري للانتخابات المحلية، فإنها ستبقى مهددة بمجابهة مصير التعامل الخارجي مع نتائجها خصوصاً من إسرائيل والدول المانحة. وفي هذا الصدد، يشدد خريشة على أن رد الفعل الدولي سيمثل التحدي الرئيسي لنتائج الانتخابات المحلية، بحكم أن تجربة الفلسطينيين مريرة بعد فرض حصار مالي عليهم وعزل سياسي لهم عقب الانتخابات التشريعية العام 2006 وفوز حماس فيها. لكنه يرى أن الظروف الإقليمية والدولية باتت أكثر نضجاً في التعامل مع نتائج الديموقراطية الفلسطينية، مؤكداً «وجوب تجاوز أي مخاوف من رد الفعل الدولي بإجراء الانتخابات والتمسك بنتائجها، وحينها سيكون العالم مطالَباً بالتعامل مع الحقائق على الأرض». في الوقت ذاته، استبعد خريشة أن يحقق أي فصيل فلسطيني فوزاً مطلقاً في الانتخابات، مع الحاجة الملحّة إلى القبول داخلياً بنتائج صندوق الاقتراع والتعامل بلغة الشراكة لا بلغة النزاع. من جانبه، نبّه الباحث السياسي الفلسطيني عقل أبو قرع من الضفة الغربية، إلى أن الانتخابات المحلية المقبلة ستشكل «اختباراً لاختيارات المواطن الفلسطيني»، خصوصاً أنه لم يعبر عن هذه الاختيارات منذ فترة طويلة. وذكر أبو قرع أن «من المتوقع أن تكون هذه الانتخابات مؤشراً على اهتمامات المواطن وآماله المستقبلية من الهيئات المحلية، وكذلك مدى موافقته على توجهات السياسة الفلسطينية الحالية». وأكد أنها ستمثل تحدياً حقيقياً أمام الفصائل وتنافسها على كسب تأييد الشارع، لا سيما في ظل تفاوت برامجها وفشلها المتكرر في إنهاء الانقسام الداخلي والاتفاق على برنامج موحد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©