السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكمبيوترات الكلاسيكية تحكي قصة تطوّرها

الكمبيوترات الكلاسيكية تحكي قصة تطوّرها
6 يونيو 2010 20:55
لم تكن أجهزة الكمبيوتر المكتبي عند بداية ظهورها الحقيقي قبل أقل من خمسة عقود، تثير لدى الناس أي إحساس بالإثارة أو المفاجأة؛ وكانوا ينظرون إليها باعتبارها مجرّد صرعة جديدة تسجّل حضورها القوي ثم تختفي فجأة. ولكنّها سرعان ما أثبتت أنها الأجهزة الأكثر تأثيراً على الحضارة البشرية من كل ما سبقها من اختراعات. وبالرغم من أن عمر اختراع السيارة يزيد على ضعف عمر اختراع الكمبيوتر، إلا أنه شهد من التطوّر خلال فترة السنوات الأخيرة وحدها ما يزيد بألف مرة على التطور الذي شهدته صناعة السيارات. وإذا كانت مجموعات السيارات الكلاسيكية القديمة التي تستقبلها المعارض العالمية دون انقطاع في العديد من دول العالم، أو التي يمتلكها هواة اقتنائها وجمعها، تحكي قصة تطوّر هذه الصناعة، فلقد أصبح جمع الكمبيوترات الكلاسيكية هواية تجذب الكثير من المهتمين بتتبع المراحل التطورية التي مرّت بها صناعة الكمبيوتر. وكما هي حال السيارات، فإن هناك المئات من أنواع الكمبيوترات التي كانت تزداد انتشاراً منذ بداية عقد السبعينات من القرن الماضي. وكان لكل منها تصميمه الهندسي المتميز ومواصفاته الخاصة التي تجعله يختلف عن غيره. وإذا كانت القدرات الميكانيكية للسيارة وخاصة منها ما يتعلّق بقدرة المحرك، تمثل أهم خصائصها، فلقد كانت قوة الكمبيوتر ولا زالت تقاس بخاصتي سعة الذاكرة وسرعة المعالج، وهما الخاصتان اللتان تحددان قوة الكمبيوتر وقدرته على الإنجاز. ولا زالت تتوفر في الأسواق نماذج نادرة من الكمبيوترات العتيقة التي تعرضها مخازن ومواقع على الإنترنت تختص بخدمة أصحاب هذه الهواية المفيدة. ومن بين أشهر هذه المواقع “أولدكمبيوترز دوت نيت” oldcomputers.net، و”كلاسيك- كمبيوترز دوت أورج دوت إن زد” classic-computers.org.nz و”فنتاج- كمبيوتر دوت كوم” vintage-computer.com وغيرها كثير. وهناك بعض المواقع الإلكترونية المتخصصة بإصلاح وتحديث أجهزة الكمبيوترات الكلاسيكية (ومنها الموقع السابق)، وأخرى لشرائها وبيعها أو توجيه النصائح بشأن ترميمها وتحديثها. بدايات خجولة ويؤكد ممارسو هواية جمع وترميم وتحديث الكمبيوترات القديمة أنها لا تقل متعة وإثارة عن هواية جمع السيارات الكلاسيكية؛ وسوف يستغرب مستخدمو هذه الأجهزة القديمة الآن، الضعف العجيب في إمكانياتها؛ ومن ذلك مثلاً أن سعة الذاكرة كانت في السبعينات تقاس بالكيلوبايت ولكنها تقاس اليوم بالجيجابايت، أي أنها زادت بنحو مليون مرّة عما كانت عليه قبل أربعة عقود. ولا بدّ لمن يمارس هواية تشغيل أنواع الكمبيوترات القديمة أن يشعر بمتعة العودة بالتاريخ التطوّري لهذه الصناعة الدقيقة إلى فترة عقد السبعينات والثمانينات عندما سادت الأسواق أجهزة متواضعة القدرة يمكن لمواصفاتها أن تثير الضحك الآن. وعلى سبيل المثال، أطلقت شركة “آي بي إم” التي كانت سبّاقة في هذه الصناعة، في شهر سبتمبر من عام 1975 جهاز الكمبيوتر المحمول “آي بي إم 5100” IBM 5100 الذي يبلغ وزنه 25 كيلوغراماً ويبلغ ثمنه 19975 دولاراً، أو ما يزيد عن سعر سيارة فاخرة في ذلك الوقت. ولعل ما هو أكثر غرابة في أمر هذا الكمبيوتر الثقيل، أن سعة ذاكرة الدخول الاختياري (الرام) كانت تبلغ 16 كيلوبايت وتبلغ سرعة المعالج 1.9 ميجاهرتز، وهو مجهّز بشاشة وحيدة اللون. ويمكن أن تباع نسخة ذات حالة جيدة من هذا الكمبيوتر العتيق ببضع عشرات الألوف من الدولارات في أسواق الكمبيوترات الكلاسيكية. التنافس يقود التطور وفي أواسط عقد السبعينات ظهر اسم شركة هيوليت باكارد التي اشتهرت فيما بعد باسمها المختصر “إتش بي”، كمنافس عنيد لشركة “آي بي إم”؛ وفي شهر ديسمبر من عام 1979 أطلقت جهاز كمبيوتر جديد تحت اسم “إتش بي موديل 85” يتميّز بـ”خفة الوزن” حيث كان وزنه أقل بقليل من 10 كيلوغرامات ويعمل بمعالج “إتش بي 8 بيت” سرعته 0.613 ميجاهرتز وتبلغ السعة القصوى لذاكرة الدخول الاختياري 64 كيلوبايت. وكان الغريب في هذا الجهاز أن شاشته كانت بالغة الصغر حيث بلغ اتساعها القطري 5 بوصات فقط أو أقل من اتساع شاشة جهاز الهاتف المحمول اليوم. وحددت الشركة سعر الجهاز بمبلغ 3250 دولاراً. وحافظت حواسيب “آي بي إم” على أسعارها المرتفعة حتى بداية عقد الثمانينات. ففي شهر يوليو من عام 1981، أطلقت كمبيوتر مكتبي جديد من طراز “آي بي إم 23 داتاماستر” بسعر 9830 دولاراً وكان وزنه 48 كيلوغراماً ويعمل بمعالج “إنتل 8085” وتبلغ سعة ذاكرته 64 كيلوبايت. ويتم استظهار البيانات والصور على الشاشة بتقنية “الفوسفور الأخضر المشعّ”. “آبل” ويهتم بعض هواة اقتناء وجمع الكمبيوترات الكلاسيكية، بسلسلة “ابل” التي ظهرت في بداية الثمانينات، وحيث بدأت شركة “آبل ماكنتوش” تكتسب سمعتها القوية في أسواق الكمبيوتر الشخصي بالرغم من أنها اعتمدت نظاماً مستقلاً للتشغيل لم يكن متوافقاً مع نظام “آي بي إم”. وتمكنت الشركة من إضافة تقنيات عديدة إلى أنظمة الحوسبة برمتها وخاصة ما يتعلّق منها ببرمجيات معالجة النصوص باللغات المختلفة. وهذا ما دفع دور الطباعة كالصحف والمجلات لاستخدام كمبيوترات “آبل” منذ ذلك الوقت لإنجاز أعمالها. وفي شهر يونيو من عام 1983، أطلقت الكمبيوتر “آبل ليزا” الذي بيع بسعر مرتفع بلغ 9995 دولاراً؛ وكانت آبل قد باعت منه 100 ألف جهاز خلال عامين. ويعمل الجهاز بمعالج من طراز “موتورولا 68000” بسرعة 5 ميجاهرتز وتبلغ سعة ذاكرة الدخول العشوائي 1 ميجابايت، ويمكن لشاشته استظهار البيانات والصور وفق 12 لوناً وبوضوح (720 في 364) بيكسيل. وفي شهر سبتمبر من عام 1988 أطلقت “آبل” الكمبيوتر “إل إل سي بلاس” بسعر متواضع بلغ 1099 دولاراً وبمعالج من طراز “إم أو إس 65 سي 02” تبلغ سرعته 4 ميجاهرتز وتصل سعة ذاكرة الدخول العشوائي إلى 1 ميجابايت. وفي عقد التسعينات كانت هناك الكثير من الشركات التي دخلت المنافسة في صناعة الكمبيوتر مثل “كومودور” التي أطلقت الجهاز “أميجا 4000” عام 1992 بسعر 3699 دولاراً، إلا أن معظم هذه الشركات بدأت بالتراجع والانحسار بعد ذلك بسبب قوة المنافسة التي واجهتها من الشركات الأميركية واليابانية العملاقة وخاصة منها “آي بي إم” و”آبل” و”هيوليت باكارد” و”ديل”. الكلاسيك والتاريخ ولا يمثل هذا العرض المختصر إلا جزءاً يسيراً من حكاية تطور صناعة الكمبيوتر. ومن يريد الاطلاع على القصة الكاملة، يتوجب عليه زيارة أحد المتاحف المتخصصة بتاريخ الكمبيوتر الشخصي التي تضم السلسلة المتكاملة من هذه الأجهزة، أو أن يقوم بزيارة أحد المواقع الإلكترونية المتخصصة بعرض صور ومواصفات وأسعار هذه الأجهزة. عن موقع oldcomputer.com ومصادر أخرى
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©