عواصم (وكالات )- أفاد مقاتلون معارضون في ليبيا ومسؤول اسعاف أن ضربة جوية نفذها حلف شمال الأطلسي”الناتو” أصابت أحد مواقع المعارضة بين أجدابيا والبريقة النفطية أمس، مما أسفر عن سقوط 5 قتلى، بينما ذكر تقرير لاحق أن الغارة أودت بحياة 10 من الثوار، وفيما أعلن الحلف أنه يحقق في تفاصيل الهجوم الجوي الذي استهدف خطأ طابور دبابات قرب البريقة، قالت المعارضة إن الكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي قتلت 5 آخرين في قصف لمصراتة المحاصرة.
كما أكد متحدث باسم الثوار أن مواجهات جديدة دارت أمس بين الثوار وكتائب العقيد القذافي في ضواحي المدينة التي لا تزال تحت سيطرة المتمردين، كما أفاد ناشط سياسي أن مقاتلي المعارضة قاتلوا قناصة الحكومة في مصراتة أمس وتمكنوا من دفع بعضهم إلى التقهقر عن مواقعهم قرب وسط المدينة، وذكر متحدث آخر من المعارضة أمس أن سكان مصراتة يتجمعون كل 5 أسر في منزل واحد في الأحياء الآمنة القليلة، هرباً من وابل قذائف المورتر التي تطلقها قوات الزعيم الليبي.
وفي نيويورك، دعت الأمم المتحدة إلى وقف العمليات العدائية حول مصراتة لتمكين المساعدات من الوصول وأن يتمكن السكان من الفرار من المعارك الجارية منذ 8 أسابيع. وبالتوازي، أفاد مراسل فرانس برس أن آلاف المدنيين والثوار الليبيين فروا بعد ظهر أمس، من أجدابيا باتجاه الشمال نحو بنغازي معقل الثوار، بعد شائعات عن تقدم قوات القذافي، حيث تكدست أسر بكاملها في سيارات وشاحنات وانضمت إلى شاحنات المسلحين للهرب، في حين ذهب أحد المسلحين للقول إن الكتائب الحكومية قصفت مدخل المدينة الاستراتيجية بالمنطقة الشرقية.
وبدوره، قال أحد سكان طرابلس أمس، إنه رأى طائرة تحلق في أجواء المدينة ثم سمع دوي انفجارين دون إضافة المزيد من التفاصيل، وفي السياق نفسه، أقر المتحدث باسم رئاسة أركان الجيوش الفرنسية الكولونيل تييري بوركار أمس، أن الوضع في ليبيا “معقد” حيث عمدت قوات القذافي إلى “تعديل طريقة عملها” رداً على غارات التحالف الدولي، وأوضح بوركار أن كتائب القذافي تستخدم “وسائل أقل وضوحاً على الجبهة الأمامية” على غرار الشاحنات الصغيرة عوضاً عن المدرعات وتعتمد وسائل “التمويه” و”التغلغل” بين السكان.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر المعارضة الليبية قولها إن الثوار توجهوا عن طريق الخطأ إلى المنطقة الواقعة بين مدينتي أجدابيا والبريقة والتي هاجمها حلف الناتو من قبل، ويبدو أن طائرات الحلف أخطأت في التقدير وظنت أن مركبات الثوار هي مركبات تابعة لقوات القذافي، وقد شنت طائرات الحلف الجمعة الماضي هجوماً عن طريق الخطأ في نفس المكان على موقع للثوار، مما أسفر عن مقتل 13 منهم وإصابة 11 آخرين.
وجاء الهجوم بعد أن احتفل بعض الثوار بإطلاق النار في الهواء فظنت طائرات الحلف أنها تتعرض لهجوم من قوات القذافي وردت على مصدر إطلاق النار، وقال الناتو في بيان أمس إن قتالاً ضارياً دار على مدى عدة أيام في المنطقة قرب البريقة، وتابع “الموقف غير واضح ويتسم بالتغير السريع حيث تتحرك الأسلحة الميكانيكية في كل الاتجاهات”، مضيفاً أنه يبحث في التفاصيل المحددة للحادث. وقال البيان “الأمر الذي سيظل واضحاً هو أن الحلف سيواصل تنفيذ تفويض الأمم المتحدة وضرب القوات التي يمكن أن تسبب أذى للسكان المدنيين في ليبيا”.
وكان معارضون مصابون نقلوا إلى المستشفى في أجدابيا أكدوا صباح أمس، أن موقعهم تعرض لقصف جوي خارج ميناء البريقة الذي تدور حوله المعارك. وقال مقاتل مصاب يدعى يونس جمعة من مستشفى في أجدابيا “كان هجوماً جوياً من حلف الأطلسي، كنا قرب عرباتنا بالقرب من البريقة”.
وذكر ممرض يدعى محمد علي أن 5 على الأقل من مقاتلي المعارضة قتلوا بالهجوم. من جهة أخرى، ذكر متحدث باسم المعارضة لرويترز أن قوات القذافي قتلت 5 أشخاص وأصابت 25 في قصف مدفعي لمصراتة، وأكد متحدثون أن وابل القذائف المدفعية تسبب بإغلاق مؤقت لميناء مصراتة وهو منفذ حيوي للامدادات للمدنيين المحاصرين.
وقال المعارضون إن الكتائب الحكومية نصبت مدافع المورتر على أسطح المباني مما يسمح لها بزيادة مداها لتصل إلى كل أنحاء المدينة تقريباً، وقال المتحدث الذي يدعى حسن المصراتي “لم يعد هناك فيما يبدو مكان آمن في مصراتة”.
وأعرب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه تجاه الظروف المتدهورة للمدنيين في مصراتة والزنتان والبريقة، وقال إن الموقف في مصراتة بالتحديد خطير ودعا إلى إنهاء فوري لكافة الهجمات ضد المدنيين.
عدد اليوم
