الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«دبلوماسية» التعامل بين الزوجين أساس نجاح الحياة الأسرية

«دبلوماسية» التعامل بين الزوجين أساس نجاح الحياة الأسرية
4 ابريل 2012
أوضحت دراسات متخصصة أن فهم الحالة النفسية لشريك الحياة وتقييمها، أمر مهم وأساسي من أسس المعاملة والنجاح في العلاقة الزوجية، ويؤثر في هذه القدرة عوامل عدة منها تميز«دبلوماسية» المعاملة التي تتوقف أحياناً على المستوى التعليمي، والعمر، وعدد سنوات الزواج وعدد الأطفال، وعدد تجارب الزواج. كما أوضحت أنه مما لا شك فيه أن عصرنا هذا بحاجة إلى إنسان متعلم قارئ يستطيع فهم ما يدور حوله على أسس علمية سليمة، ولا يمنع ذلك من وجود متعلمين غير مدركين بأسس الحياة وفنون المعاملة. قالت فائدة الكثيري مدربة التنمية البشرية والاستشارية الأسرية واستشارية أسرية ملتحقة ببرنامج شاور في مؤسسة التنمية الأسرية إنه كلما زاد عمر الفرد ، زادت تجاربه في الحياة، على أساس ذلك تزيد القدرة على فهم الآخرين وكيفية التعامل معهم، كما أن عدد سنوات الزواج يعد مؤشراً على فهم طبيعة وحالة شريك الحياة النفسية حيث تذوب الحواجز، وترتقي المشاعر وتثبت، ومن ثم يصبح كل زوج كتاباً مفتوحاً للآخر. وبينت أن عدد الأطفال في الأسرة من العوامل المؤثرة، فزيادة العدد قد تدل على استقرار الحياة الأسرية، ومن ثم على الحب والتفاهم والوضوح، أو قد تكون معوقاً بسبب كثرة المسؤوليات وانشغال الأم بتربية الأبناء ومتطلباتهم، لكن الأمر مختلف من حيث المبدأ، فاهتمام الزوجة بالزوج أمر منفصل ليس له علاقة بأي مؤثرات. وأضافت الحب بين الزوجين هو أساس الحياة الزوجية التي يجب أن تقوم على المودة والرحمة وإن وُجدت تلك المواقف الجميلة والذكريات الحلوة تذللت المشاكل والصعوبات التي تعترض الحياة الزوجية. كما قالت: مؤشر الحب بعد الزواج قد ينخفض بسبب ضغوط الحياة أو المشاكل المستمرة بين الزوجين أو الانشغال بتربية الأبناء، حتى يستطيع الزوجان أن يشعلا تيار الحب بينهما وتثمر شجرة الحب من جديد لابد أن يفهم كلا منهما الآخر. تفاهم الطرفين وتساءلت الكثيري لو لم يفهم كلا الزوجين طبيعة وطريقة تفكير بعضهما الآخر ستحدث مشاكل جمة في غني عنها الزوجان، إلى ذلك تقول: كما سينتج عن ذلك سيطرة الأفكار السلبية عليهما مما يؤدي إلى العديد من المشكلات ويصعب التواصل بينهما، لافته فإذا فهم الشريك شريك حياته كان لابد أن يبنيا بينهما جسرا من التفاهم والتواصل والانسجام وذلك عن طريق الحوار الهادئ والمصارحة اللبقة والتعبير عن مشاعر الحب والإعجاب به بالأفعال والأقوال تحت شعار«عش الرومانسية». تجارب زوجية وتروي موزة جاسم محمد، تجربتها مع زوجها الذي دام زواجها حتى الآن معه أكثر من 6 سنوات ولديه منه 3أطفال :كثيرا ما يغضب ويتضايق عند أي نقاش إن لم يكو رأيي مماثلاً لرأيه. وتضيف: ننتهي بالخلاف وعندما تواجهنا أي مشكلة يصب علي كل الكلمات القاسية والمؤلمة التي تجرحني في الصميم مع أنني لا أقصر معه في نفسي ولا بيتي ولا أبنائي وقد أعترف مرارا بأنني لست مقصرة، لكنه لا يشعرني بذلك بل بالعكس يشعرني بأن كل ما أفعله أمر عادي ومن واجباتي. وتتابع: لا أخفيكم سرا أنني شخصية كتومة وأحتاج إلى من أصارحة وأتكلم معه بحرية وكم تمنيت أن يكون زوجي هو ذلك الشخص ولكني أخشى منه، وعند وجود خلاف وأحاول محاورته لا يعرني الاهتمام فحين أحادثه يغطي وجهه بالفراش أو ينظر إلي الموبايل ويقرأ المسجات، أو أحيانا لا ينظر إلي وفي النهاية لا يفهمني إلا حسب مزاجه، فصرت ألجأ إلى الصمت وهذا يتعبني كثيرا ودائما يقول إنني لا أهتم به وأنه لدي أخر من أفكر فيه وفي الحقيقة هو من يشغل تفكيري أكثر شيء. تجربة في المقابل يقول يوسف صالح 29عاما، عن تجربته: لا أستطيع فهم زوجتي، إنها تكون لعدة أسابيع أروع امرأة، تمنح حبها لي ولباقي أفراد الأسرة من غير قيد أو شرط، ثم تصبح فجأة مُثقلة بمدى ما تفعله لكل أحد، وتبدأ تستهجنني، إن كونها غير سعيدة ليس خطئي، أشرح لها ذلك ونتورط في أكبر المشاجرات بدون أن يكون لها داع.حاولت مرارا أن أفهم تصرفاتها وما يدور بخلدها لكني دائم أراها دائمة الغموض، فهي لا تريد أن تفتح قلبها لأفهم مشاعرها. من جانبه يرى محمود إسماعيل متزوج من 4 سنوات ولديه طفلان أن على الزوجة أن تتفهم مشاعر زوجها ورغباته واحتياجاته، والزوجة الناجحة هي التي تضع مشاعر زوجها أمام عينيها وتعرف ماذا يريد قبل أن يتكلم، كما أنها تفهم حركاته وإشاراته. ويصف:من الأمور التي عادة تسيء الزوجات فهمها رغبة الزوج أن يقضي بعض الوقت وحده في غرفة هادئة، أو منزويا في مكان هادئ لا يشاركه فيه أحد، وهذا ما أحب القيام به دائما، لكن زوجتي تعتقد إن هذا الانزواء دليل على عدم رغبتي في مشاركتها، أو أني لا أحبها. وقال: لعل الوقت الطويل الذي تمضيه الزوجات وحدهن في البيت، يجعل من العسير عليهن أن يتصورن كيف يرغب الرجل في الوحدة أحياناً على أن رغبة الرجل في الاختلاء بنفسه ليس معناها أنه يريد الوحدة حقا، لكن معناها أنه يريد أن يشعر ولو لفترة مؤقتة بالتحرر من مطالب وواجبات تجاه المرأة أو قيودها المفروضة عليه وأن يحس بذاتيته واستقلاله، أو ليتخلص من مشاكله الخارجية المثقل بها من التزامات وأعمال وأشياء أخرى، وبالتالي «من وجهه نظري الزوجة الواعية الناضجة هي التي تفهم أن هذه الأمور طبيعية جدا في الحياة الزوجية وخصوصاً حين تعلم أن هذا سلوك يمارسه الرجال دوما». النظرة إلى الأمور وتحلل الكثيري الآراء السابقة من خلال خبرتها: الكثير من الأزواج ينقصهم عنصران مهمان وهي اختلاف القيم والنظرة إلى الأمور وتعد هذه المشكلة من الشكاوى الشائعة من الرجل حيث إن طبيعة الرجل لا يحب أن يستمع إلى الزوجة كثيرا حيث يبادر مباشرة إلى طرح الحلول معتقدا أنه يخدمها، أما شكوى الرجل من المرأة إنها تحاول باستمرار تغييره ظنا منها إنها ترعاه. وأكدت الكثيري أن الرجل ينظر إلى نفسه من خلال قدرته على الإنجاز والعطاء، كما أنه يهتم بالأمور المادية أكثر من المشاعر والعاطفة لذلك فهو يفضل حل مشكلاته بنفسه، ومعرفة المرأة هذه الطبيعة يجعلها أقدر على تفهم الرجل، فتخفف من الإرشاد والنصح وتفهم لماذا يبادر إلى طرح الحلول عندما تحدثه عن مشاكلها، ذلك أنه يشعر بقيمته واستحقاقها لمحبتها حين يستطيع حل مشاكلها. وأكدت أن المرأة تقدر العاطفة وتحب التعبير عن مشاعرها في معظم الوقت وتشعر بقيمتها من خلال مشاعرها والعلاقات عندها أهم من الإنجارات، لكن من أكثر الأخطاء التي تتكرر بين الرجل والمرأة، عندما يحاول الرجل تغيير مشاعر المرأة حين تكون منزعجة فيوحي أن مشاعرها لا مبرر لها، وحين يبادر الزوج مباشرة إلى تقديم الحلول للمشكلة. ضغوط ومشاكل ولفتت الكثيري إلى أن التعامل مع الضغوط والمشكلات لها قواعد وأسس يجب على كلا الزوجين أن يدركاها، وتقول: عندما ينزعج الرجل غالبا لا يتكلم ويصبح شديد الهدوء والصمت ويعتزل الناس للتفكير في الحلول، وإذا لم يعثر على حل يحاول القيام بأشياء تنسيه مؤقتا المشكلة، فيحاول الاسترخاء وحين يدخل الرجل في كهفه الذهني، فانه يحاول التركيز على المشكلة الكبيرة ويكون غير قادر على الاهتمام بزوجته كما في حالاته العادية فإن وجد الحل سيعود إلى طبعه السابق، لكن ماذا تفعل المرأة عندما يعتزل الرجل ؟ وتجيب الكثيري على هذا التساؤل: عندما ينعزل ولا يقدم الرعاية لزوجته فهذا صعب عليها خاصة إنها لا تعرف سبب انشغاله وتتمنى لو حدثها عن همومه فتخفف عنه وتساعده إلا أن صمته يشعرها أنه يتجاهلها، لافتاً إلى أن تفهم المرأة لطبيعة الرجل وتكيفه مع الأزمات سيساعدها على حسن تفسير سلوكه وتفهمها لصمته، وهذه تعتبر طريقة للتكيف وليست تعبيرا عن مشاعر أو مواقف فتساعده بدلا من لومه. كما أكدت أن الزوجة كثيرا ما تطلب من زوجها أن يسمعها كلمات الغزل والحب مثل المسلسلات الرومانسية وعندما لا يسمعها تراودها الأفكار السلبية وتترجمها بانه لا يحبها. تتابع» هنا الزوجة لم تعرف طبيعة الرجل وهو أن تعبيره عن الحب بالأفعال لا الأقوال، فالإنجاز عنده أهم من المشاعر، فحين تطلب الزوجة أن يسمعها كلمات الحب والغزل يرد عليها (أنا ما أعرف أقول ولكن أفعل )، فالفعل عنده أولى، وهنا الزوج لم يعرف احتياجات زوجته وكيف يحتوي مشاعرها ويدللها، ومن هنا تبدأ المشاكل بينهما عندما ينسى الرجل أو تنسى المرأة أن كلا منهما مختلف عن الآخر وإن لكل منهما احتياجات على الطرف الآخر لابد من إشباعها. القدرة على الاستماع أوضحت الكثيري أن المتزوجة عندما تتحدث عن المشكلة لا تراعي ترتيب الصعوبات حسب الأهمية ولا يهمها إيجاد الحلول، إنما تفرغ ما في قلبها من هموم ثم يأتي إيجاد الحل لاحقا. وقالت إن الرجل يعتقد إنها عندما تتحدث معه زوجته، تحمله مسؤولية هذه المشاكل، بينما هي تقدره بمجرد استماعه لها، لذلك على المرأة إذا أرادت أن تتحدث عن مشاكلها لابد من مراعاة أن تبدأ وتخبر الرجل أساس الموضوع أولا، ثم تعود لتذكره إنها عندما تقوم بتذكيره إنها تتحدث إليه فقط لتريح نفسها فقط . وأشارت إلى أنه على الرجل أن يحسن الاستماع، لإنها عندما تتحدث لا لتلقي اللوم عليه، إنما ترتاح بالحديث عما في نفسها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©