الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المراوغة الإيرانية تبطئ إيقاع إدارة الأزمة النووية

8 أغسطس 2008 02:32
حدد مسؤول إيراني أسلوب إدارة الأزمة في شهر يونيو الماضي: إيران لن تعطي إجابة بقبول أو رفض عرض الدول الست الكبرى لإنهاء النزاع بشأن طموحاتها النووية، لكنها سترسل ''رداً قابلاً للمناقشة''· وطبق المخطط بحذافيره، مما أثار إحباط الولايات المتحدة وحليفاتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا التي رسمت خط تحركها على المسرح الدبلوماسي، وهو استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات إضافية على إيران إذا لم توقف أنشطة برنامجها النووي· التي يخشى أن يكون هدفها إنتاج قنابل نووية· لكن من الآن فصاعداً قد تتكشف أحداث المسرحية بالحركة البطيئة· وقال دبلوماسي غربي إن مندوبي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانياوروسيا والصين وألمانيا اتفقوا، بعد الاجتماع مع المفاوض الإيراني سعيد جليلي في جنيف يوم 19 يوليو الماضي، على أن أي رد خلافاً لموافقة واضحة على عرض الحوافز الاقتصادية والتجارية والسياسية وتجميد العقوبات مقابل تجميد تخصيب اليورانيوم سيعتبر رفضاً· ولم تعلن إيران قبولها بذلك· لكن من المستبعد اتخاذ خطوات بشأن الجولة التالية الرابعة من العقوبات قبل شهر سبتمبر المقبل ويقول دبلوماسيون إن اعتماد قرار جديد بفرض عقوبات قد يستغرق شهوراً طويلة· وقال محلل إيراني إن الزعماء الإيرانيين ''يمارسون أساليب معطلة ويلعبون لعبة خطيرة''· وذكر مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن الأوروبيين كانوا يأملون في أن تقبل إيران ''التجميد مقابل التجميد'' لضمان عدم حدوث قصف'' قبل رحيل الرئيس الأميركي جورج بوش الذي لم يستبعد الخيار العسكري· وربما كان من شأن ذلك أيضاً أن يدخل خليفته في محادثات بعد تنصيبه مطلع العام المقبل· وتفويت هذه الفرصة قد يعكس ثقة إيران في أن المجازفة بشن هجوم أميركي عليها في عهد بوش ضئيلة· لكن الهدف الفوري قد يكون أبسط· وقال الأستاذ في جامعة سانت اندروز البريطانية علي أنصاري: ''ما يوده الإيرانيون هو الانتظار إلى أن يرحل بوش·'' وربما تأمل إيران في فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما بانتخابات الرئاسة الأميركية في شهر نوفمبر لينفذ وعده بالتفاوض· لكن محللين يقولون إن المسؤولين الإيرانيين يراقبون الوضع بحذر مع ازدياد نبرة أوباما حدة بمرور الوقت· وقال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شاؤول موفاز الجنرال إن الحرب مع إيران ربما تكون ''لا مفر منها''· ويعتقد إسرائيليون آخرون أن الضربات الجوية خيار مطروح· وذكر خبراء أن إسرائيل ربما تكون غير قادرة على ضرب جميع المواقع النووية الإيرانية المتفرقة، لكن ذلك قد لا يمنعها من المحاولة· وقال دبلوماسي غربي بارز في طهران ''إن أحد الأمور التي أعلمها بشأن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل هو أن الإسرائيليين لا يطلبون الإذن للقيام بالأمور''· ويرى المحللون أن إيران تستطيع التعايش مع مزيد من العقوبات على المدى القصير ويتوقعون أضراراً على المدى الطويل مع تزايد العزلة· وأوضح دبلوماسي أوروبي في طهران ''حين يقول الناس إن العقوبات لا تضر، فهذا ببساطة غير صحيح؛ لأننا إذا أضفناها إلى العقوبات الأحادية الجانب من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فالضغط لن يكون عديم الأثر''· ويقول محللون إنه لا يبدو أن الجميع سعداء في مؤسسة اللسلطة الإيرانية المحاطة بمجموعة متنوعة ومعقدة من مراكز القوى والساسة ذوي النفوذ· ويرى الدبلوماسي الأوروبي ان ''هناك جدلاً داخل النظام· بعض الناس هنا يدركون أننا شديدو الجدية·'' لكن ما مدى عمق الجدل بالفعل هذا هو السؤال الذي تصعب الإجابة عنه· ويقول دبلوماسيون إن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية خامنئي صاحب الكلمة الأخيرة في صنع أي قرار يحبذ اتخاذ القرارات بالإجماع وهو ما يمكن أن يكون وصفة لجمود الموقف· لهذا يرجح المحلل الإيراني أن تصمد طريقة طهران المتمثلة في ''التودد واللعب والتشتيت''·
المصدر: طهران
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©