8 أغسطس 2008 23:15
ذكر علماء أميركيون في أول مؤتمر حكومي لتقييم الموارد النفطية في المنطقة ان القطب الشمالي يحتوي على كميات تصل الى 90 مليار برميل من النفط غير المكتشف وكميات من الغاز تعادل تلك الموجودة في روسيا حالياً·
ومن شأن هذا التقرير ان يشعل وتيرة السباق ما بين الدول القطبية مثل روسيا والولايات المتحدة الأميركية والدنمارك والنرويج وكندا من أجل السيطرة على موارد المنطقة·
وتعتقد الدراسة الجيولوجية الأميركية ان القطب الشمالي يستلقي على 13 في المئة من كميات النفط غير المكتشف في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى ما يعادل 30 في المئة من احتياطي الغاز غير المكتشف في العالم·
وجاء في الدراسة الجيولوجية الخاصة ''ان هذا الجرف القاري الكبير في القطب الشمالي ربما يشكل المنطقة الأكبر جغرافياً في العالم التي تحتوي على الموارد البترولية غير المكتشفة والتي ما زالت باقية على كوكب الأرض''·
إلا ان التقرير لم ينطوِ على التقديرات الخاصة بالوقت الذي سيتم استغراقه من أجل جلب هذه الاحتياطيات الى الأسواق· وقام العلماء الجيولوجيون بدراسة خرائط التشكيلات الصخرية لأعماق التضاريس في جميع أنحاء المنطقة التي تقدر مساحتها بنحو 8,2 مليون متر مربع فوق الدائرة القطبية حتى وجدوا مناطق لديها نفس الخصائص التي تتسم بها الأجزاء الأخرى من العالم الغنية بالنفط والغاز·
ووضعت الدراسة أيضاً في الاعتبار عمر وعمق وشكل التشكيلات الصخرية قبل ان تخلص الى أنها تحتوي على كميات هائلة من النفط·
ويقول دونالد جاتير رئيس مشروع التقييم والذي أشرف على إجراء الدراسة ''ان الموارد البترولية لم تظهر فقط في جميع الأنحاء فحسب وإنما مدفونة أيضاً على أعماق ضحلة لا تحتاج الى عناء كبير من أجل استخراجها''·
ويذكر أن روسيا قد سارعت في أغسطس الماضي الى زرع علمها في قاع البحر على مسافة 4 كيلومترات فقط من القطب الشمالي وبشكل أثار مخاوف من حدوث سباق دولي من أجل الهيمنة على الموارد المعدنية في المنطقة القطبية وبخاصة ما تحتوي عليه من مكامن للنفط والغاز·
أما الدانمارك فقد دعت في مايو الماضي لعقد مؤتمر قمة للقوى القطبية الخمس في مدينة ايليوليسات في جرين لاند في محاولة لكبح جماح المنافسة والتأكيد على الالتزام المشترك لهذه الدول بقانون الأمم المتحدة للبحار والذي يحكم التصرف في المياه الإقليمية الدولية·
والى ذلك فقد ارتفعت وتيرة الاهتمام التجاري أيضاً من أجل استغلال الموارد في القطب الشمالي بعد ان انبرت مجموعة رويال دوتش شل العملاقة الانجلو - هولندية للطاقة لمساعدة روسيا في تطوير الغاز في منطقة يامال وفازت شركة توتال الفرنسية بحقوق تطويرات مشابهة في حقل شتوكمان العملاق للغاز·
أما في الولايات المتحدة الأميركية فقد دخلت الشركات في سباق محموم من أجل المشاركة في عمليات التطوير في المناطق القطبية لولاية ألسكا بينما لجأت الدنمارك لاستقطاب عدد من كبريات الشركات المتهمة بالتنقيب عن النفط والغاز بالقرب من سواحلها في جرين لاند· وكانت شركة وود ماكينزي للاستشارات قد قدرت في عام 2006 ان الأحواض القطبية بما فيها تلك التي تم تطويرها أصلاً تحتوي على 233 مليارا من النفط والغاز غير المكتشف بالإضافة إلى 166 مليار برميل أخرى لم يتم استكشافها بعد ومعظمها من الغاز الطبيعي·
عن ''فاينانشيال تايمز''
المصدر: أبوظبي
عدد اليوم
