«درب الطيبات» يقدم أشهى المأكولات الشعبية في الإمارات

توجه (أيام الشارقة التراثية) لجمهور وزوار منطقة التراث، طوال أسبوعيّ المهرجان دعوة مفتوحة لمتعة التجول في «درب الطيبات»، وتذوق أطيب الأكلات الشعبية والأطباق الإماراتية التقليدية، حيث تختلط روائح الهيل والزعفران مع عبير القهوة وماء الورد والقرنفل، الذي يهب من الدكاكين المفتوحة والأكشاك الصغيرة، المصطفة في الهواء الطلق، لتقدم كل ما لذ وطاب، في حين تفترش الأرض نساء مبرقعات يقرصن عجين «اللقيمات» ويخبزن «الرقاق» على «الطوبيّ» وهو الصاج الساخن. وتتحدث المواطنة» أم محمد» إحدى المشاركات في هذه الفعالية الشيقة من نشاطات المهرجان، لتقول:» نحن نأتي إلى «درب الطيبات» لنشارك في كل موسم تقريباً، فنقدم مجموعة منوعة من المأكولات الشعبية للحضور والزوار من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، ولنعّرف الأجيال الجديدة من بناتنا وأبنائنا الأساليب التقليدية القديمة التي كان يتم بها العجن والخبز والطبخ في بيئة الإمارات، فمعظم هؤلاء لا يعرف عن طرق إعداد هذه الأطباق إلا القليل جداً، وهنا يتاح لهم الاطلاع على عروض حية ومشاهد عملية وتفصيلية من خلط المقادير وتحمية الأفران وكل ما يتعلق بتحضير هذه الوجبة أو تلك». وتضيف:» أنا مختصة في خبز الرقاق وأعده بالطريقة القديمة التي تعلمتها من أمي وجدتي، ولكن في السنوات الأخيرة دخل على «الرقاق» نكهات مضافة، فأصبحنا نقدمه حسب الطلب والرغبة فإما أن ندهنه بالسمن العربي ونرش عليه « المشاوا»، أو نضيف له بعض ملاعق من الجبن أو العسل أو البيض المخفوق، ليؤكل ساخنا ومقرمشا مع كوب من شاي «الكرك». أما جارتها «أم عيسى» فقد كان منهمكة بشؤون قدرها الكبير والمليء بالزيت الساخن، مقلبة بملعقتها الكبيرة « الملاس» أقراص اللقيمات اللذيذة، حتى تكتسب اللون الذهبي الشهيّ، فتخرجها من المقلاة وتسقطها في صحن من الدبس أو الشيرة (الماء المهيل والسكر) ، لترفع لنا وجهها المبرقع بفخر وتقول :» لا أحد ينافسني على إعداد « اللقيمات»، فأنا أتقنت الصنعة منذ الصغر، حين كنت أراقب الوالدة وهي تحضرها لنا في أمسيات رمضان وأيام الأعياد والمناسبات، ووصفتها كما هي لم تتغير فهي بسيطة ومعروفة لأهالي المنطقة، وطعمها لذيذ وشهي يحبه الصغار والكبار، خاصة إذا كانت منكهّة بمسحوق الهال والزعفران مع رشة من السمسم المحمص تنثر على الوجه عند التقديم». وتكمل:» أن أجواء مهرجان التراث في الشارقة كلها مميزة ومثيرة، ونسبة الحضور عالية خاصة في عطلة نهاية الأسبوع، ولا شك أن «درب الطيبات» يستقطب الجميع لما يقدمه من ألوان متعددة ووجبات لذيذة من الأكلات الشعبية والمشروبات العربية والحلويات والأطايب الإماراتية التراثية، التي تذكرنا بحياة الأولين والطعم الأصيل لطبخ الأمهات والجدات». كما تشير المواطنة «آمنة ابراهيم» بحب وفرح لأصناف متنوعة وعديدة من الأكلات المنزلية التي تعدها خصيصا لأيام الشارقة التراثية، فتقول:» الطهو هو هواية أحبها وقررت احترافها، ومشاركتي في ساحة التراث تحقق هدفين فبالإضافة للمردود المادي المعقول الذي اجنيه، فأنا أعتبر وجود الموطنات في هذه الاحتفالية ضرورة وواجب، لما لمسناه جميعا من تهافت وإقبال من الجمهور على كل ما نقدمه هنا من فعاليات تعكس البيئة الإماراتية الحقيقية وما تحمله من عادات وتقاليد، وأكلات الشعوب هي إرث إنساني ومعنوي يعبر عن ثقافة المجتمع وطريقة معيشته و أسلوب حياته». وتختتم:» أطبخ أطباق شعبية شهية من المرقوقة، والهريس، والعرسية ، والخبيص، والبثيث والبلاليط، بالإضافة لأكلات أخرى وحلويات مستمدة من المطـبخ الإماراتي التراثي القديم، الذي يتمـيز بالغنى والتنوع».